ربما كان لانتخاب الرئيس ترامب خسارة للناخب الامريكي كما هي الحال في خسارة المواطن العراقي في انتخاب من هم غير اهل للثقة ، والكل يعرف ان من صوت للرئيس الجديد هم العمال واصحاب الشركات الكبيرة ، والعنصريين واعداء المسلمين ، ومناهضوا الهجرة المكسيكية ، والعاطلين عن العمل اللذين اعتقدوا ان الرئيس الجديد سوف يخلق فرص عمل جديدة لهم وغيرهم من اعداء الديموقراطيين واللذين يقف لي مقدمتهم اللوبي اليهودي ، والمتتبع لخطوات الرئيس في حملته الانتخابية يجد انه قد قدم وعودا في مقدمتها نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس متجاوزا باستخفاف كل المسلمات التي اخذ بها المجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية والقائمة على قيام الدولتين ، كما ان وعوده الاقتصادية وفي مقدمتها اعادة الشركات الامريكية من الخارج الى داخل الويلايات المتحدة متناسيا ان الشركات الامريكية قد تجذرت في الدول المستضيفة وانها غادرت ارض وطنها بسبب ارتفاع نسبة الضرائب، وارتفاع اجور الايدي العاملة الامريكية ، والمنافسة الشرسة بين الشركات الكبرى الاحتكارية والشركات الوسطى والصغيرة الهاربة ، يضاف الى ذلك وعوده ببناء الجدار العازل بين المكسيك والويلايات المتحدة ، والعمل على اعادة المهاجرين غير الشرعيين واللذين يبلغ عددهم بالملايين .
ان الوعود كثيرة والموانع عن التنفيذ اكثر ،سييما ان النظام السياسي والاداري الامريكي هو نظام مؤسسات ، نظام تتعادل فيه السلطات بين الادارة وبين الكونكرس ، اي بين الرئيس ومجلس النواب والشوخ ، خاصة وان للرئيس حق الفيتو على بعض قرارات الكونكرس، والحال المعادلة صعبة ،فثمة وعود تتعارض تماما مع ثوابت السياسة الامريكية وخاصة ما يخص السياسة الخارجية ، والعلاقة مع روسيا القائمة على التناقض والاختلاف في اغلب المواضيع الدولية ، خاصة بعد ان نصب الرئيس اوباما الفخ للرئيس ترامب عندما ارسل في اسبوعه الاخير الاف الجنود الامريكيين ومئات المعدات والدبابات الى بولندا وبعض دول اوربا الشرقية ،وفي اجواء خرج فيها الكرملن عن صمته على تصرفات الاطلسي الاخيرة عند نصبه الصواريخ البالستية في جيكيا والموجهة الى الاراضي الروسية . مما تسبب في تازم الوضع الدولي ليزيد الطين بلة بعد ازمة اوكرانيا واحتلال روسيا جزيرة القرم ، كل هذه الظروف والتي يسبقها الخلاف الصيني الامريكي حول تحركات الصين في بحرها الجنوبي ، سيجد الرئيس ترامب نفسه امام مشاكل اعمق منها المشكلة الكورية او الاتفاق الناتج عن قرار 5+1 فاما ان ينفذ وعوده على حساب الاستقرار السياسي الامريكي ، واما ان يكون قد قفز بالويلايات المتحدة في الهواء ……