قد تكون هذه التوسلات مألوفة لدى جميع العراقيين في التقاطعات والأسواق من فتيات صغار واطفالا بعمر الورود, ظاهرة التسول لدى الأطفال الصغار, مرض خطير ينهش الجسد العراقي المتهالك أصلاً, وهي مشروع مستقبلي لجريمة منظمة.أستغلال الأطفال في التسول ليست وليدة اليوم, فعلى مدى مئات السنين كانت هذه الظاهرة موجودة في العراق الحديث, ولكنها أزدادة في الأونة الأخيرة بشكل كبير ومخيف, حيث دق ناقوس خطرها القادم.
لظاهرة التسول جملة من الأسباب فمنها ماهو مادي ومنها وراثي,اوأنتقام بيئي, وسوف نتطرق لها,التربية هي البذرة الأولى في حياة الطفل, قد تكون التربية الخاطئة في بداية حياة الطفل, تلعب دورا كبير, فتعليم الأطفال على طلب الحاجة من الغير, وطلب العون, تؤسس لظاهرة التسول, فيجدها الأهل نوع من الشطارة والنباهة ولكنها زراعة للنواة الأولى للتسول عند الأطفال, هذا من جانب ومن جانب اخر نجد ان الطفل وبغريزة حب المال والحصول عليه بدون جهد عقلي او عضلي يستسيغ الحالة ويبدء بطلب المال من كل شخص يصادفه في الطريق.
المجتمع العراقي وعلى مدى أكثر من أربعين عاما, ابتلي بحروب كثيرة, وكانت من نتائج تلك الحروب, جيوش من الأرامل والأيتام, الفاقدين للعائل, وقد يكون التسول هو ملاذهم الوحيد, للحصول على المال, من أجل توفير لقمة العيش وعدم وجود الموجه التربوي الذي يعلمهم عزة النفس والكرامة ويمنعهم من أذلال أنفسهم بالتسول وتعريض حياتهم لخطر الأستغلال بكافة أشكاله.
الوراثة في التسول والجينات المضطربة , أحيانا نشاهد عوائل بكاملها تتسول في التقاطعات, وهذه الظاهرة تؤسس لوراثة المهنة من الأباء الى الأبناء بعد التعود عليها وعدم وجود رادع ديني او أخلاقي, لردعهم او توجيه بوصلتهم بالشكل الصحيح.الأطفال الصغار هم الخطر القادم, الذي يهدد المجتمع, واخلاقياتة, أن استغلال الأطفال بسبب ظروف العوز والفقر في مجال التسول يجعل من هؤلاء الصغار مشاريع للانحراف الأخلاقي والأمني, فحرمانهم من حسهم الطفولي وأقحامهم في عالم بعيد عن عالم الدراسة واللعب واللهو, وأكتسابهم لعادات شاذة وتصرفات لا تنسجم مع براءة الطفولة بسب احتكاكهم مع مجتمع يكبرهم سناً وعقلاً, وعدم تميز عقولهم الصغيرة للصواب والخطاء, يجعلنا نتوقف هنا لنقول هناك خطر قادم.
أن هذه الظاهرة بحاجة لتظافر الجهود من جميع الجهات الحكومية,والأهلية, منظمات المجتمع المدني ورجال الدين, المثقفين وغيرهم, لتوعية المجتمع باضرار هذه الظاهرة, وعدم الأنجرار وراء العواطف والمشاعر,لأن التعاطف يزيد من تفاقم المشكلة, ولأن الصغار مكانهم الطبيعي هو المدرسة وعالمهم الجميل هو اللعب والبيت, ومكانهم ليس مع اللصوص والسراق والمجرميين, الذين يقضون على طفولتهم البرئية بالأستغلال بكافة أشكاله وانواعه, من أجل الحصول على المال, وفي النهاية يكون مكانهم أما السجن او القتل.