عندما تستقر بعض الكلمات في القلوب، فهذا لأنها مست شغافه الرقيقة، الحالمة بعودة كل شيء جميل في العراق، رغم أن المتمنطقين في عالم السياسة، يتحدثون بلغة الطائفة والحزب، وعندها ستشعر بأنهم يثيرون دخاناً، ليرتفع فيراه الناس أمثال بعض النواب، لكن كلام الظلم ساعة، أما أصحاب الحكمة والتدبر، فيميلون الى القمر ليرفع الناس رؤوسهم ليروه، وهذا لأنهم أصحاب الكلام الحق، الذي يُخَلد حتى قيام الساعة. القرآن الكريم دستور إلهي لا يمكن التشكيك فيه، والذي تطمئن له القلوب، ولكن هناك مَنْ جعل بعضنا، لا يصدق بأن أنكر الأصوات لصوت الحمير، حتى أمسى كصوت البلبل، بسبب الأصوات التي تخرج من أفواه الساسة الطائفيين، والقتلة الذين هم أساس الخراب والضياع، حيث أصاب العراق بتصريحاتهم المسمومة، وبلدنا يتعرض لخروقات أمنية كبيرة، حصدت أرواح الأبرياء من كل الطوائف، فالعراقي هو المبتلى بهم، أليست أصواتهم أنكر من صوت الحمير؟!
عبارات يطلقها هؤلاء الساسة، هل هي نوع من الرقص على الجراح، أم هي مقايضة ورقة بورقة أخرى، على أن الطرف المتبني لورقة التسوية، بعنوانه التحالفي الكبير، كان يقتضي الوقوف يداً واحدة، إن كانوا فعلاً يهتمون لأمر الوطن والمواطن، ثم أين هي مبادراتكم؟ ألم يضِع العراق من خلال تصرفاتكم الحمقاء؟ ألم تتفردوا بالقرار السياسي والأمني؟ فآلت الأوضاع الى ما هي عليه، ودفع الجيش والشعب الثمن غالياً.قال الإمام علي (عليه السلام): (كلما زادت الحقيقة وضوحاً إزداد أعداؤها)، واليوم تنجلي هذه الحقيقة، لنرى وجوهاً لا تمت للسياسية بشيء، لتأتي وتشوه حقائق واضحة، حول التكاتف التاريخي، بين أبناء العراق الواحد الموحد، وتلعب لعبة الطائفية، لأجل زيادة أسهمهم الانتخابية، برأس السذج والجهلة، من محبي التفرقة والطائفية، غير مبالين بدمائنا وأراضينا، اللذين إستباحهما الأعداء من الدواعش، وأصحاب هذه الأصوات، أخطر علينا من التكفيريين أنفسهم.
ختاماً: كونوا صادقين مع الخالق أولا، ومع أنفسكم ثانياً أيها الطائفيون، وإتقوا الواحد الأحد بنا، وإلا فتباً لكم، ففي العراق رجال، سيكونون هم عنوان للوحدة، والحوار، والمودة، ليصبحوا مأثرة تؤرخ لزمن قمري زاهر، فيرفع الناس رؤوسهم ليشعروا، ويشاهدوا جمال العراق، وهو آمن مستقر، مطمئن برجاله الأصلاء.