الحكايه الاولى
التقيت سيدة في عقدها السادس كانت مجبره على ترك بيتها في الموصل ..سألتها عما اذا افلحت في استصحاب مالها او ماخف وزنه وسهل حمله ..قالت نافيه بعد ان علمنا من انهم سوف يجردونا من كل شيء في سيطراتهم ..أمّنا مانملك من مال وذهب لدى احدى العوائل المسلمه التي تربطنا بها علاقة صداقه حميميه منذ عشرات السنين ، وسلمنا لهم مفاتيح الدار والسيارات ، وحتى اجهزة الموبايل واللابتوبات ..وأستطردت وهي تبكي تركنا كل شيء ونحن نغادر الدار كنا ننظر الى البيت والزقاق الذي دفنا فيه احلى سنين الطفوله والشباب والذكريات ونحن نتسائل مع انفسنا ترى هل سنعود الى ديارنا مرة اخرى ؟
تعانقنا مع الجيران وكانت كل الاطراف تبكي بمرارة موجعه وتدعو لنا بالخير والعوده السريعه ..لازلنا نتواصل مع بعضنا بالهاتف وعرفنا منهم يوم ودعناهم بأنهم لم يفطروا برغم صيامهم في هذا الصيف القاسي لفرط تأثرهم لفراقنا ..
ثم تساءلت هذه السيده نحن والمسلمين نحب بعضنا بعضا لماذا يفرّقوا بيننا ؟.فمنذ عشرات السنين ونحن خلال جيرتنا معهم لم نجد الا الطيبه والخلق الجميل والعلاقه الحميمه ..
ودعت السيده معتذرا لها لاني أججت مشاعرها .. ولكن ظل كلامها في ذهني من ان المسيحين والاسلام ان هما الا اخوه في الانسانيه فكيف يسمح السفهاء لأنفسهم بمسخ هذه الاخوّه؟!..الحكايه الثانيه————في سيطرة الدواعش المؤديه من الموصل الى اربيل أوقفوا سيارة عائله مسيحيه صاغره لقرارهم الجائر بمغادرة المدينه خلال 24 ساعه ..أنزلوا ركاب السياره ..كان بينهم رجل عجوز في الثمانين من عمره (معوّق لايقوى على الحركه) ..كان متشبثا بالمقعد الامامي ..أنزلوه هو الآخر ..بالكاد خرج من باب السياره لسوء حالته الصحية ..
أخذوا السياره ، ولم تجد معهم توسلات العائله والعجوز المريض ابدا ..
أخذوا مالهم ، ومصوغاتهم الذهبيه ..حتى الحقائب النسائيه ومحتوياتها ..وفتشوا جيوبهم ، وحتى ثيابهم الداخليه ..نهبوا موبايلاتهم وماتبقى من مبالغ متفرقه في جيوبهم ..أخذو جوازاتهم ..
قبل أن يأذنوا لهم بالانصراف جردوهم من محابسهم وحلقات الزواج والساعات اليديويه!!!
سقط الرجل العجوز ، لم يتمكن من المشي ..بقيت العائله ملازمه له لسوء حالته وعوقه ، وبعد مكوثهم قرابة 7 ساعات في السيطرة المشؤومه جاء جرار زراعي ورحم بحالهم ونقلهم الى اقرب قريه مسيحيه في سهل نينوى ..
ذهبت العائله الى كنيسة القريه ..باتت ليلتها هناك ..
في الصباح الباكر عندما دق ناقوس الكنيسه انظمت العائله الى جموع المصلين ..كان الجميع يصلي نشيد (موطني – موطني) برغم الجراح ..