23 ديسمبر، 2024 8:06 م

تركيا الأردوغانية تنجح باستغفال الحكومة العراقية

تركيا الأردوغانية تنجح باستغفال الحكومة العراقية

مرة أخرى تثبت الحكومة العراقية أنّها غير جديرة لقيادة العراق وغير مؤهلة للتفاوض باسم العراق مع أي دولة حول المواضيع التي تخص أمن العراق وسيادته , ففي الوقت الذي ينتظر فيه العراقيون موقفا حازما وصارما من قبل الحكومة العراقية فيما يتعلّق بالموقف من سحب القوّات التركية الغازية للأراضي العراقية , يفاجأ العراقيون بأنّ تركيا الأردوغانية تنجح باستغفال الحكومة العراقية وتنجح بالإبقاء على قواتها الغازية في العراق وتحميل العراق التزاما جديدا يتمّثل بإخراج عناصر حزب العمال الكردستاني من العراق , فكلّ ما قدّمته تركيا في هذا الشأن هو الاعتراف بأنّ معسكر بعشيقة هو معسكر عراقي , وأنّ الجانب التركي يؤكد التزامه بوحدة العراق واحترام سيادته , ولم يرد أي التزام تركي بالانسحاب من الأراضي العراقية , فقد خلا البيان من أي تأكيد تركي بالانسحاب من الأراضي العراقية , ومن يقرأ البيان الختامي المشترك سيجد أنّ جميع نقاط البيان التسعة تبدأ أما بكلمة أكدّ الطرفان أو اتفق الطرفان , إلا الفقرة الثالثة المتعلقة بسحب القوات التركية من العراق , فهي الفقرة الوحيدة التي تبدأ بكلمة أكدّ الجانب العراقي ولم ترد كلمة أكدّ الجانبان أو اتفق الجانبان .
وفي الوقت نفسه نجحت تركيا بتحميل الحكومة العراقية التزاما خارجا عن إمكاناتها وقدراتها وذلك بعدم السماح بتواجد أي منظمات إرهابية على أراضيهما , والمقصود بهذه المنظمات الإرهابية هو حزب العمال الكردستاني الذي يتواجد عناصره على الأراضي العراقية , والحكومة التركية تعلم تماما أنّ الحكومة العراقية غير قادرة على إخراج عناصر حزب العمال الكردستاني من الأراضي العراقية , وبالتالي فإذا ما طلب العراق من تركيا سحب قواته من العراق , فإنّ تركيا ستطالب الحكومة العراقية بإخراج حزب العمال الكردستاني أولا من العراق لما يمّثله من تهديد للأمن القومي التركي , وذلك بموجب الاتفاق الذي تمّ بين رئيس وزراء تركيا ورئيس الوزراء العراقي في بغداد , وستعود الأمور للتأزيم من جديد , وكان الأولى بالحكومة العراقية أن ترفض هذا الالتزام وترفض صيغة عدم السماح بتواجد أي منظمات إرهابية على أراضيهما واستبدالها بصيغة تعاون البلدين على محاربة الإرهاب على أراضيهما , وتمنع تمرير هذه الفقرة التي يختبأ الشيطان تحتها , وزيارة يلدريم إلى العراق وما تمخضّ عنها من نتائج تؤكد أنّ حكومة العراق غير مؤهلة لحكم العراق والتفاوض بأسمه ولا تستّحق الاستمرار بحكم العراق والتحّكم بمقدّرات البلد وأمنه وسيادته .