الإميركان يقودون عملية عسكرية غرب الأنبار لم تعلن عنها بغداد

الإميركان يقودون عملية عسكرية غرب الأنبار لم تعلن عنها بغداد

  

كتب وائل نعمة : بعد يوم واحد من انطلاق عمليات تحرير غرب الانبار، وصلت القوات العراقية، بضمنها مقاتلون من عشائر الانبار مسلحون بمدافع ثقيلة، امس الجمعة الى اطراف مدينة راوة التي تبعد نحو 200 كم غرب الرمادي.

العملية التي تم تأجيلها لأكثر من مرة بضغوطات اميركية، شهدت وجودا نادرا للقوات الغربية على الارض وقرب مناطق التماس، ووصف دورها بأنه أبعد من استشاري.

ويتواجد آلاف من الجنود الاميركان منذ اكثر من عام  في قاعدة الاسد العسكرية، غرب الرمادي. كما تشارك مدفعية القوات الاميركية الى جانب طيران التحالف الدولي بتوجيه ضربات على مواقع تنظيم داعش في غرب الانبار.

 

العمليّة بلا موقف

لكنّ المعطيات الميدانية لا تشير الى وجود عملية عسكرية حاسمة لملاحقة بقايا جيوب التنظيم في الانبار. وتدور بعض الشكوك بأن العمليات قد تتوقف من جديد، لا سيما بعد توقف عملية مشابهة، قبل 4 أيام من انطلاقها.

كذلك يلاحظ أنّ رئيس الوزراء حيدر العبادي المشغول بمعارك الموصل لم يعلن رسمياً، كما جرت عادته، عن انطلاق المعارك في غرب الانبار.

ولم تصدر قيادة العمليات المشتركة، حتى الآن، موقفا رسميا حول انطلاق العمليات. وقالت القيادة العسكرية، عشية الهجوم، ان القوة الجوية دمرت معسكرا لتدريب عناصر داعش في المنطقة الصحراوية شمال قضاء راوة.

وأضاف بيان القيادة، الذي اصدرته يوم الاربعاء، ان “طائرات القوة الجوية استنادا إلى معلومات المديرية العامة للاستخبارات والامن تمكنت كذلك من تدمير مضافة وقتل قياديين ومسؤولين كبار في عصابات داعش الإرهابية من جنسيات مختلفة في قرية الصكرة التابعة لقضاء حديثة”.

ويقول راجع العيساوي، عضو اللجنة الامنية في مجلس الانبار، ان “العملية بدأت منذ يوم الخميس الفائت لتحرير مناطق عانة، راوة، والقائم”.

ويؤكد العيساوي، في اتصال مع (المدى)، ان “العملية تشارك فيها قوات الجيش العراقي من الفرقة السابعة، والشرطة المحلية، وطوارئ شرطة الأنبار، وأبناء العشائر المنضوين في الحشد الشعبي بإسناد من طيران التحالف الدولي”.

وتمكنت القوات، بحسب رئيس اللجنة الامنية، خلال اول يوم لها، من تحرير عدة قرى تربط بين حديثة وقضاء راوة.

 

المعارك: تجميد واستئناف

وكانت آخر المعارك في الانبار، قد جرت في تشرين الاول الماضي، واسفرت عن تحرير الجزر الممتدة من شمال الرمادي الى حديثة.

وبعدها توقفت العمليات العسكرية، على أمل بدء معركة غرب الانبار. وتعزى الهجمات المتكررة على الرطبة والفلوجة والرمادي، الى تسرب المسلحين من المنطقة الصحراوية.

وتوقعت أطراف في الأنبار، نهاية تشرين الثاني الماضي، تدخلا اميركيا لإيقاف تقدم قطعات الجيش العراقي نحو عانة وراوة بعد 8 ايام من اعلان بدء المعركة، لمنع التأثير على تحرير الموصل.

وكانت قطعات من الجيش قد تقدمت نحو بلدات أعالي الفرات، بعد يومين من مهاجمة داعش مدينة الرطبة في تشرين الثاني الماضي. وأدى هذا الاندفاع إلى قيام أهالي مناطق يحتلها داعش بمهاجمة مقرات التنظيم بـ”القنابل الصوتية”.

وبعد أسبوعين على “غزوة الرطبة”، لم تواصل قطعات الجيش تقدمها لتحرير ما تبقى من راوة وعانة، في إطار العملية التي انطلقت بالتزامن مع عملية تحرير القيارة ونينوى.

وكانت القوات حينها، قد تقدمت إلى منتصف المسافة بين حديثة وعانة، قبل ان يطلب الجانب الاميركي تجميد العمليات على الرغم من مشاركة مقاتلات أميركية في الأيام الأولى للعملية، بحسب مسؤولين محليين.

وفجّر تنظيم داعش، آنذاك، معملي النسيج والخياطة ودائرة الأنواء الجوية في قضاء عانة، تزامنا مع الحديث عن بدء العمليات العسكرية غربي الأنبار.

ويقول زعيم عشائري في غرب الانبار ان العمليات مثلما توقفت بشكل مفاجئ، استؤنفت كذلك بوقت مفاجئ ومن نفس المحاور.

واعتبرت اللجنة الامنية في الانبار ان تحديد توقف وانطلاق العمليات هو من صلاحيات الحكومة في بغداد.

 

دور أميركي نادر

بدوره أكد قطري السمرمد، شيخ عشيرة البو عبيد في ناحية البغدادي، القريبة من هيت، ان “العملية التي انطلقت الخميس كان من المفترض ان تبدأ الاحد الماضي لكنها ألغيت، ثم استؤنفت بعد ذلك”، مؤكدا ان “قيادات عسكرية عليا كانت موجودة في الانبار وتفاجأت بإلغاء العملية وثم اعادتها”.

وتوقع السمرمد أن “تعطّل العملية من جديد”، لافتا الى ان “المعلومات سرية للغاية ومحصورة بيد رئيس الوزراء”.

وانطلقت العمليات من منطقة الخسفة، القريبة من حديثة، باتجاه “رواة”. ويقول القيادي في الحشد العشائري ان “القوات تخطت مسافة 30 كم من نقطة انطلاقها وحررت قريتي الصكرة والزوية”.

وكان من المفترض، بحسب اطراف مطلعة، ان تبدأ العمليات من محوري حديثة والرطبة باتجاه غرب الانبار.

لكن القيادي في الحشد العشائري اكد ان قيادة عمليات الجزيرة والبادية في محور الرطبة “لم تتحرك بعد”، مشيرا الى ان القوات التي انطلقت من حديثة تضم فوجا من مكافحة الارهاب بالاضافة الى الفرقة السابعة وطوارئ شرطة الانبار.

ويشير السمرمد الى دور بارز للقوات الاميركية في العملية الجديدة. مبينا بالقول “من النادر مشاهدة خروج القوات الاميركية من قاعدة الاسد. فهم يتواجدون في مناطق التماس ويقومون بالتقاط اتصالات داعش ويوجهون القطعات العراقية”.

ويؤكد القيادي في الحشد العشائري ان “الطائرات الاميركية ضربت عدة اهداف للعدو بينها تجمعات لشخصين فقط من داعش”، معتبرا ان ذلك نادر الحدوث ايضا، وذكر ان “الطائرات الاميركية كانت لا توجه ضربات لاي تجمع داعشي يقل عن 5 أشخاص نظرا للكلفة العالية للصواريخ”.

وتشارك في المعارك مدفعية ثقيلة للقوات الاميركية في معسكر الاسد هناك. ويؤكد السمرمد ان الضربات التي وجهتها المدفعية الاميركية كانت “دقيقة للغاية”.

 

مدافع بيد العشائر

ويشارك 600 مقاتل من عشائر (الجغايفة، البو محل، وأبناء عانة وراوة) ضمن 3000 مقاتل في الحملة العسكرية على غرب الانبار، بينهم 400 من طوارئ المحافظة.

ويؤكد السمرمد ان “عشائر الانبار تسلمت أسلحة خفيفة من هيئة الحشد الشعبي، والفرقة 7 التابعة للجيش العراقي ومن عمليات الجزيرة والبادية”.

ويكشف القيادي في الحشد العشائري عن امتلاك العشائر نحو 800 سلاح ثقيل تم الحصول عليها من المعارك ضد داعش في مناطق حديثة وهيت.

وتمتلك عشيرة الجغايفة لوحدها، 300 احادية تم الحصول عليها بعد هزيمة داعش. ويقول السمرمد انه “سلاح ثقيل يشبه مدفع 23 ملم”، لافتا الى ان عشائر البو محل، البو عبيد، والبو نمر تمتلك أعداداً لاتقل عن ذلك.

وكانت صور اولية لبدء الهجوم على غرب الانبار، أظهرت وجود آلية عسكرية يقودها الحشد العشائري. وقال ناشطون تعليقا على الصورة بأنها من “غنائم داعش” التي حصلت عليها العشائر.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة