19 ديسمبر، 2024 1:00 ص

ورقة عمل وفرصة للضعفاء الأغبياء!

ورقة عمل وفرصة للضعفاء الأغبياء!

سئل لقمان الحكيم: ممَنْ تعلمت الحكمة؟ فقال: من الجهلاء كلما رأيت منهم عيباً تجنبته، فلا تيأس عندما لا يتحقق لك أمر، حاول مراراً وتكراراً، فهناك نفوس مريضة خاصة في عالم السياسة، تحاول التصيد في الماء العكر، والعزة بالإثم تأخذها، حتى تخال نفسها شيئاً، بينما الحقيقة أنها لاشيء مطلقاً، وإن كان الجواب عنهم نعم، فهم مجرمون، وإن كان كلا، فهم مغفلون.مهما تطلق من مبادرات وتسويات أياً كانت مسمياتها، فلن ترضى عنك اليهود ولا النصارى، حتى تتبع ملتهم في الفساد وسرقة المال العام، وبما أن صاحب الفكر الحكيم، يجتاح القلوب لا الجدران، فتراهم يحاولون التشدق بحجج الوطنية المزيفة، لتسقيطه وتشويه أفكاره، وكأنهم حراس الوطن والمواطن، ويغيب عن عقولهم السمجة، كيف ضاع ثلث العراق، واستباح الفساد مفاصله حتى النخاع، بسبب هؤلاء 
لامزايدات على حساب دماء الأبرياء، ولامتاجرات بإسم الدين والمذهب، ولاشعارات ترفع عن ورقة العمل الوطنية، التي باتت تحظى برعاية أممية وإقليمية، وتسعى جهات ساسية معتدلة، بعنوانها التحالفي الكبير لإنضاجها لترى النور، بعكس بعض القوى التي تعتقد أن الطيبة، والتسامح، والصمت، هي صفات للضعفاء، لكن من علامات الأقوياء، إعطاء فرصة للأغبياء، الضعفاء، الجهلاء، فرصة ليصمتوا الى الأبد، لينهض العراق من جديد.
بعد سلسلة من المشاورات، واللقاءات، والزيارات، أمست ورقة التسوية الوطنية، أصلب عوداً وأقوى وقوداً، رغم ما يشاع عنها لتسقيطها، لأن الضعفاء يتجهون صوب مكاسبهم النفعية، وإلا فالتسوية الوطنية إن كتب لها النجاح، ستكون بحق تسوية تأريخية، لأنها تعمل بروح الفريق القوي، وهي إعتراف دولي وإقليمي عابر لأفكارهم القاصرة، بأننا المكون الأكبر الذي إستطاع توحيد الرؤى، بكل طوائفه ومكوناته إنه نصر للجميع.
لماذا لاتعي بعض القوى المشاركة بالعملية السياسية، بأن الحل الوطني أفضل بكثير، من الحلول المفروضة من الخارج، وكأنها لاتدرك الفرق الكبير، بين الإستعمار العالمي الجديد، الذي يتمحور حول حماية الصهيونية العالمية، وبين الإستحمار الذي تمارسه هذه القوى، لغرض خلق الفوضى السياسية، التي لاتفضي إلا للخراب والفساد أكثر من قبل، وماشهدته بغداد أول العام الميلادي، إلا إشارة مؤلمة في هذا الجانب.
عجباً لقوم ينظرون لمَنْ قال وليس ما قيل، والتسوية الوطنية ورقة عمل عظيمة، لكافة مكونات العراق، فالإعتزاز بالتنوع لا يعني وعياً بجماله وثرائه، بل هو إعتراف بوجود الآخر وحقه في الوطن، وإسترجاع اللحمة الوطنية التي فقدناها بسبب الطبقة السياسية، التي نشرت أخبار الموت والدمار فقط، عليه يجب الإلتفات للمرحلة القادمة وماتحتاجه، ففي العراق نحتاج لمثل حكمة لقمان، ولنعطي فرصة للأغبياء!