نرى في أرياف العراق حالة من الفراغ الاقتصادي والسكاني في عدد كبير من مناطق الريف. نرى قرى مقفرة وأراضي زراعية متروكة لا يوجد مصانع فيها ومزارعها خالية من النشاط البشري، وذلك منذ نهايات الحرب العراقية الايرانية لحد الان , منذ ذالك التاريخ تدريجيا بدأت الهجرة من القرى والارياف العراقية من اقصاه الى اقصاه الى المدن والمحافظات , لهذا السبب تقلص الانتاج الزراعي والثروة الحيوانية والفواكه والخضار الى ادنى مستوى وباتت الاراضي الزراعي الخصبة برغم من توفر المياه الصالحة والارضي الصالحة للزراعة اصبحت صحراء وبادية جافة.
وتحول الفلاحون والمزارعون الى عمال في معامل صناعات بسيطة في اطراف المدن .او اصبحوا عاملا او موظفا بسيطا في دوائر الدولة براتب ضئيلة , وقد استغل بعض التجار المستفيدين من هدا الوضع باستراد كافة انواع الفواكه والخضار و الثروات الحيوانية من البلدان المجاوره , خاصة من ايران وتركيا وسوريا . بعد سقوط الحكومة البائدة كان الناس وخاصة الفلاحون واهل القرى ينتظرون دعم الحكومة لارجاعهم الى قراهم واعادة الحياة الى الاراضي الزراعية التي هجروها . ولكن ماحدث عكس ذالك تسلطت الاحزاب على دفة الحكم وسيطرة على كل مرافق الدولة وكل حزب قام بتوظيف الناس البسطاء برواتب قليلة لكسب اكبر عدد ممكن من الناس , ومن ثم قاموا بتشكيل القوات المسلحة ولاءهم للاحزاب وليس للوطن لضمان بقاءهم في كرسي الحكم . ولهذا السبب حتى البقية المتبقية من اهالي القرى انتقلوا من القريه الى المدن والقصبات القريبة من مراكز المدن الكبيرة للعيش فيها وزادت الطين بلة , حتى المعامل التي نشأت كانت في حدود بلديات المدن . لذالك هم وبسياساتهم التعسفية حولوا العراق الى مجموعة من المجمعات سكنية التي تفتش عن لقمة عيش باشكال متعدده كي تعيش يومها . وهاهو العراق الان الذي كان مصدر لمنتوجاتة الزراعيه والحيوانيه , اصبح صحراء مليئة بالبشر ومصدر عيشهم هي الرواتب التي تاتي من تلك الاحزاب .