ابتلي الاسلام وعلى مر قرون من الزمن بافكار انحرفت عن المسار السليم للاسلام المحمدي الاصيل واتبعت منهج بتكفير المخالف واباحة دمه وعرضه وماله ، فالكثير من الفتاوى التي تطلق هذه الايام من قبل أرباب الدواعش وائمة التوحيد التيمي الجسمي والتي يذهب بسببها الكثير من الابرياء هي نتيجة فتاوى التكفير التي وُرِثَت عن ذلك الفكر الشاذ ، واطلقوها بأسم التوحيد ، هذا المصطلح الذي استغفلوا فيه الالاف من البسطاء ليكونوا اجسادا مفخخة لقتل المخالف لهم بحجة التكفير .
ومن يتفحص بتمعن كتب ابن تيمية يجد الغرائب والعجائب والتناقض الكبير في ما يطرحه هذا الرجل من اجل الرد على المخالفين له بما يعتقده وفي الاخر فهو يكفرهم ويبيح دمهم حتى اصبحت بفضله اغلب فتاوى ائمة هذا الفكر تستخدم عبارة ” يستتاب وان لم يتب يقتل” .ويعتقد الكثير من الباحثين ان الاسلوب الوحيد الذي يضمن التعايش السلمي بين المذاهب والاديان يبنى على احترام رأي المقابل والرد عليه برد علمي منطقي وفق الادلة والشواهد المعتبرة دون عنف او تكفير او اباحة للدم كما يفعله التكفيريون هذا اليوم بالمخالفين لعقيدتهم الفاسدة .وقد اوضح المحقق والمرجع العراي الصرخي الحسني في محاضرته الاسبوعية التاسعة والموسومة (وقَفَات مع.. تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطُوري) الذي القاه مساءيوم الجمعة الماضي عبر قناة اليوتيوب التابعة لمركزه الاعلامي ، أوضح ان هناك ” عجائب وغرائب تجدها عند أئمة التوحيد الجسمي، ومع ذلك فإننا نحترم آراءهم واختياراتِهم وعقائدَهم ونناقشُها بنقاش علمي نظري، لا تكفير فيه ولا سفك دماء ولا انتهاك أعراض ولا سلب أموال، فلا عداء لنا مع أحد، وكل منا يأخذ جزاءه عند الحكم العدل سبحانه وتعالى”.
وبهذا فان المحقق الصرخي يضع القانون العام لاحترام الآراء الذي يضمن للجميع حق الرد باسلوب علمي من اجل تصحيح المسار المنحرف ، حيث يؤكد الصرخي : ” إننا نبحث ونحاور ونناقش ونستدل من أجل تصحيح الفكر والمعتقد كي نبريء ذمتنا أمام الله تعالى ونرجو رضاه وثوابه وجنته سبحانه وتعالى، فلماذا انتم يا تيمية تختلفون عن بني الإنسان فدائما اسلوبكم العنف والإرهاب والتكفير وانتهاك الحُرمات؟!! ” .
وهذا مانراه اليوم من الدواعش الذين راحوا يجندون الالاف من اجل قتل “الكافرين باعتقادهم” فانتصروا لمذهب التكفير التيمي التجسيمي المتناقض في كل موارده ومنها ما جاء في نفس المحاضرة للمحقق الصرخي عندما اوضح ان ” من غرائبهم وعجائبهم، عندهم قاعدة وأصل تيمي مفاده أن (كل من يقول أن أحاديث الإسراء منام فهو جهمي)، قال تيمية :((المَرُّوْذِيُّ قال: قلت لأبي عبد الله فَحُكِيَ عن موسى عن عُقبة أنه قال : “إنَّ أحاديث الإسراء منام”، فقال أبوعبد الله هذا كلام الجهمية)) ، لكن سرعان ما تبيّن أنهم جهمية!! فهم يُقِرّون بأن أحاديث الإسراء منام، قالوا: (( وَجَمَعَ أبو عبد الله أحاديثَ الإسراء وأعطانيها وقال {منام الأنبياء وحي}، ..يقول عبيد بن عمير: {رؤيا الأنبياء وحي}، ..قال يعقوب بن يختان: سألت أبا عبد الله عن المعراج، فقال أبو عبد الله: {رؤيا الأنبياء وحي}،)).
بهذه التناقضات وهذه السفسطات يغررون بالناس ويوهمونهم انه التوحيد الحقيقي لكنه بالاحرى توحيد سفسطائي تجسيمي اسطوري سرعان ما يهوي امام النقد والتحقيق العلمي .