17 نوفمبر، 2024 9:22 م
Search
Close this search box.

تسوية الشعب الحقيقية

تسوية الشعب الحقيقية

تعتبر الديموقراطية في الهند من اعرق الديمقراطيات في العالم ومن انجحها يبلغ سكان الهند اكثر من مليار و200 مليون نسمة يعتنق سكانها حوالي 180 ديانه اضافة الى التفرعات الناتجة عن ذلك  اما اللغات واللهجات المحلية التي تبلغ حوالي 1000 لغة  ولكن تم اعتماد اللغة الهندية العامة اضافة الى اللغة الانكليزية نتيجة الفترة الطويلة التي بقت فيها الهند تحت الاستعمار البريطاني واعتمادها في المراسلات بين الدوائر والمؤسسات الحكومية ويرجح المحللون والخبراء نجاح الديمقراطية الهندية الى العاملين الاساسين هو الادارة المتوازنة بين التنمية الاقتصادية والسياسية جنبا الى جنب رغم العدد الهائل للسكان من المؤكد ان الشعب الهندي مر بمصاعب ومشاكل ومعاناة هائلة ومريرة واقتتال داخلي وحروب خارجية ولكن النخبة الوطنية استطاعت ان تقود المجتمع الهندي الى شاطيء السلام وكان من ابرز تلك الوجوه جواهر لان نهرو وانديرا غاندي وراجيف غاندي ولو قارنا بين العراق والهند لوجدنا ( ان المجتمع العراقي بكافة مكوناته واطيافه كان متوحدا متحابا في كل الجوانب بدأّ من المصاهرات الى المشاركات في العمل الى الجيش اضافة الى التنظيمات الحزبية والسياسية فلا يكاد حزب ما يخلو من اي مكون اجتماعي وغير ذلك  قبل 2003 )عكس المجتمع الهندي الذي كان يعج بكل الوان الاختلاف والذي انصهر في بودقة الوحدة الوطنية وحب الهند .. لقد كان المجتمع العراقي مضرب الامثال في الوحدة الوطنية وحب الوطن والتضحية في سبيل الشعب والوطن وحتى للامة العربية ويحضى الشعب العراقي بحب جميع العرب بنظرة خاصة ويعتبروه مفخرة لهم …..  ولكن الذي حصل بعد 2003 ان تهافتت الغربان من كل صوب وحدب على العراق ولينفذوا اكبر مجزرة بحق الشعب والوطن فاقت كل ما مر به العراق من مصائب عبر التاريخ فلم ينجو مكون من الابادة الجماعية وسرقت الاموال وخربت العلاقات الاجتماعية والتاريخية وهدمت البنية الفوقية والتحتية ومدن عامرة وهاجرت وهجرت مكونات اساسية وهدرت دماء غزيرة وعمت الفوضى والفساد بكل مفاصل الدولة …  لقد اعتادت هذه المجاميع المتسلطة ان تجد ما تشغل به المواطنين بين حين واخر وخاصة عندما يتعقد المشهد ولتجعل المواطنين في جذب وشد والنتيجة العودة الى المربع الاول كما اعتاد المتحدثون المختلفون حين النقاش والمواطنون يتذكرون كثرة المبادرات والاتفاقات التي لم يثمر عنها شيء وانما مزيدا من التعقيد والانحدار نحو الاسوء ان القاتل لا يتألم على مقتوله والسارق لا يحزن على من سرقه ان طريق التسوية واضح ولا يحتاج الى طرح مبادرة وانما الذهاب فورا الى العقد وتفكيكها ليعود الشعب والوطن موحدا ويتشافى من جروحه وتعود الالفة والمحبة بين ابنائه ومن هذه الاسس : 1- تشكيل مجلس اعلى يضم الخبراء والعلماء والقادة السياسيين لوضع خارطة طريق لاعادة بناء الوطن والانسان 2- اعادة كتابة الدستور واستبعاد كل ما من شأنه التميز بين المواطنين والكل متساوين في ممارسة معتقادتهم وحقوقهم واصدار القوانين المهمة التي تضمن حق المواطن في التعيين بالوظائف العامة والخدمة الالزامية والانتخابات والتمثيل الحقيقي في البرلمان  وماشابه 3- حصر السلاح في منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية وحل كل التنظيمات المسلحة خارج المؤسسات الامنية ومصادرة الاسلحة التي بحوزة الافراد واحالة المتمردين على الدولة الى المحاكم بموجب قانون السلامة العامة 4- عدم التدخل في شؤون الدول الاخرى وعدم السماح لاي دولة في التدخل بالشأن العراقي وادانة وفضح كل من يخالف ذلك 5- تشكيل الحكومة من تكنوقراط مستقلين وليس من مختلين عقليا بحجة انتمائهم الى هذا الحزب وتلك الطائفة وتقديم كل من يتأكد عدم اخلاصه في عمله الى المحاكم بتهمة الخيانة العظمى
6- تفعيل القطاع الصناعي والزراعي وامتصاص البطالة 7- توجيه القسم الاعظم من القوات المسلحة الى قطاعات الانتاج لان العدالة التي تعم المجتمع تغني عن حاجة البلاد الى هذا العدد الهائل من العساكر
 8- مساواة الرئيس ونوابه ورئيس الوزراء والوزراء والمستشارين ونواب البرلمان والمحافظين وامثالهم في الرواتب والامتيازات اسوة بأقرانهم بالدول الاخرى مثل ايران وتركيا والاردن ومصر والمغرب وتونس والجزائر
 9- استرداد الاموال المنهوبة وتعزيز الاقتصاد العراقي بها
 10- تصفية وتصفير جميع السجون والمعتقلات من الابرياء والذين لم تتلوث ايدهم بدم العراقيين 11- اصدار عفو عام عن المعارضين والمسؤولين السابقين الذي لم يكن لهم ولاء اختياري للنظام السابق
 12- استقطاب العقول المهاجرة من علماء واطباء ومهندسين واساتذة  وضباط الجيش ومفكرين
 13- اعادة المهجرين الى مدنهم وقراهم وتعويضهم تعويض عادل عن الاضرار التي لحقت بهم
 14-تقديم كل من تلوثت يداه بدماء العراقيين من جميع المكونات بدون استثناء الى المحاكم لينال جزاء ما اقترفت يده من جرائم — 
وهذا ما يؤدي الى تسوية حقيقية وعلى كل فرد في المجتمع العراقي ان يبدأ بنفسه في احترامه لفكر وعقيدة الاخرين ان كان يريد ان يحترم فكره وعقيدته ومهما كان فكرة او عقيدة او دين الاخرين ان الذي يوحدنا ان الدين لله وكل يعبد الله كما يراه ويكون الوطن للجميع ولا تعني الاكثرية الاستيلاء على حق الاخرين ومن غير المنطق مصادرة حقوق الاخرين من هذا المنطق وهل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون هل يعتبر 10 افراد من المتخلفين والجهلة افضل من عالم او طبيب او مهندس او مفكر في تقرير مصير البلد والبناء ؟؟  كل العالم ينظر الى النخبة نظرة متميزة لانها هي من توفر الحياة الكريمة لكل طبقات الشعب ومكوناته نحن بهذا المقال نخاطب المثقفين واصحاب الفكر الوطني ولا نخاطب من يديرون شؤون البلد لانهم سبب البلاء للبلاد والعباد

أحدث المقالات