22 نوفمبر، 2024 7:16 م
Search
Close this search box.

التحالف الوطني على وشك الانهيار

التحالف الوطني على وشك الانهيار

لم يمر التحالف الوطني بأزمة تكاد تطيح به من الاساس كما يمر به اليوم رغم أن الكثير من المراقبين تفاءلوا خيرا عند استقراء الخطوات التي عمل بها السيد عمار الحكيم من الانفتاح على الجهات والدول الاقليمية وإيصال رسائل تطمين من جهة سياسية تمثل شريحة الاغلبية العراقية التي تشن عليها حملة تشويه مستدامة في وسائل الاعلام العربية وحتى الغربية ونحن بحاجة الى من يصحح بعض مما ألصق بالشيعة من تهم وافتراءات، ولكن مع بدء خروج التحالف من شرنقته تركه أحد أهم الاقطاب الشيعية وهو التيار الصدري ثم لم يحضر اجتماعاته الجعفري الرئيس السابق للتحالف ولم يبعث ممثليه في اللجان التي شكلت ، ثم جاءت رحلة النجف لتقصم ظهر التحالف الوطني بعدم أستقبال المرجع الاعلى لوفد التحالف الوطني برئاسة عمار الحكيم وردود حامد الخفاف التي جاءت تترى من بيروت وضح فيها امتعاض المرجعية من فعل السياسيين بشكل عام وعدم أستقبال المرجع لهم لا علاقة له بموضوع التسوية وهذه الحادثة فتحت شهية زعيم التيار الصدري من أجل توجيه النصائح للتحالف الوطني مصبوغة بنكهة الشماتة وربما يرد عليه أنه أولى ببعض هذه النصائح من غيره ، ولكن لم ينتهي الامر عند هذا الحد فهناك شرخ جديد ربما يهدد بقية أركان التحالف الوطني فقد أصدر الشيخ أحسان الفضلي أحد قادة المجلس الاعلى وهو أبن أخت ال الحكيم المدلل بياناً اراد منه التخفيف من وطأ المصيبة على رأس خاله عمار الحكيم قائلا (قبيل توجه وفد التحالف الوطني إلى النجف الاشرف للقاء المرجعيات الدينية تم التحدث مع النائب المستقل عن كتلة المواطن السيد عبد الهادي الحكيم لاستمزاج رأي المرجعية العليا وهل ترى من الصلاح ان يزورها الوفد وقد جاء الجواب بان المرجعية العليا لا ترى الصلاح في ذلك …..)  وقد وبخ احسان الفضلي على بيانه ووصف انه يحمل مغالطات كثيرة فقد جاء في الرد (لم يكن موضوع اللقاء بالمرجع الاعلى مجرد استمزاج رأي والسؤال عما يراه من المصلحة في ذلك بل ابداء الرغبة في الزيارة ………
وقد سارع الفضلي لنفي نسبة البيان اليه رغم انه نشره في كروبات لجان التحالف وعندي معلومات أكيدة انه هو من كتب البيان وهذا يربك صورة المجلس الاعلى التي رسمها في اذهان جماهيره بأنه أبن المرجعية البار .. ولكن الى هنا لم تنتهي القصة فهذا الفضلي فجر في بيانه هذا قنبلة أخرى من نوع أخر عندما أدخل أنفه المجلسي الحزبي في مسألة المرجعيات الدينية وتحديدها حسب مزاجه الحزبي ورؤيته الضيقة رغم أنه يعتلي منصة التحالف الوطني ويتكلم بأسمه حيث وصف زيارة الوفد على المراجع قائلاً (رتب برنامج زيارة الوفد للتشرف بزيارة المرجعيات الثلاث في النجف الاشرف وهم سماحة المرجع الحكيم وسماحة المرجع الفياض وسماحة المرجع النجفي.ثم انتقل الوفد بعد الانتهاء من زيارة المرجعيات الدينية لزيارة المرشد الديني لحزب الفضيلة سماحة الشيخ اليعقوبي.)انتهى ، وهنا في هذا المقطع من بيان الفضلي تجاوز على أحد مراجع النجف وهو سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي الذي له الكثير من المقلدين في داخل وخارج العراق لابل ربما تكون قاعدة مقلديه تأتي في المرتبة الثانية بعد مقلدي سماحة السيد السستاني وله بحث خارج كبير يحضره العديد من فضلاء وطلبة العلوم الدينية ويمتلك ثروة كبيرة من النتاج العلمي والفكري كما أنه له بيانات وخطابات عالجت مختلف القضايا والمشاكل التي مر بها البلد وموقعه الالكتروني زاخر بهذه المبادرات والحلول الناجعة ومن الثابت أن وفد التحالف الوطني كان يزور المراجع بصورة رسمية بلا أستثناء وبصفتهم مراجع لا وصف أخر ولكن هذا الاسفين الذي دقه أحد قادة المجلس الاعلى أثار وفد حزب الفضيلة الاسلامي في التحالف الوطني وقد يؤدي الى نسف وحدة التحالف المتبقية وخروج الفضيلة منه يعني دق اخر مسمار في نعش التحالف وهذه التجربة ليست بجديدة على تاريخ المجلس الاسلامي الاعلى مستصحباً حالة سابقة عندما تراست منظمة بدر والعلماء المجاهدين المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وبعد مشاكل عصفت بالمجلس أنسحبت الاحزاب منه واحداً تلو الاخر ولم يتبقى منه الا ال الحكيم ومريديهم ولم يبقى من المجلس الا أسمه الذي ورثه المجلس الاعلى وبنى على أطلاله مجده فهل تعاد التجربة ثانية ولا يبقى من التحالف الوطني الا أسمه تحت وصاية الجيل الثالث من ال الحكيم ؟

أحدث المقالات