19 ديسمبر، 2024 5:58 ص

رجل وبحر وستنتصر التسوية الوطنية!

رجل وبحر وستنتصر التسوية الوطنية!

سأل رجل بحاراً:أين مات أبوك؟قال: في البحر،فسأله وجدك؟ فقال:في البحر، فصرخ الرجل مستغرباً!وتركب البحر بعد هذا؟! فإبتسم البحار وردَّ بالسؤال نفسه:وأنت ياهذا أين مات أبوك؟ فأجاب:على فراشه قال:وجدك؟ فردّ:على فراشه، فإلتفت البار عنه عائداً الى قاربه وهو يقول:وتنام على الفراش بعد هذا؟!وأردف بقولك:إذا عزمت على أمر، فإجعل التوكل مركباً لعبورك.
لايمكن إتمام عملية التغيير بصورة صحيحة، من خلال مشاعر مليئة بالحقد والإنتقام، وتأجيج مشاعر الغضب، ومحاولة الأخذ بالثأر، وإنما بوساطة الأخلاق الإجتماعية والسياسية، والتنازل عن الذات لصالح الوطن والمواطن، وهذا لا يحدث بمغامرات سياسية لن تفضي لشيء، بل بمبادرات وطنية لإيجاد أرضية مناسبة، والوقوف يداً واحدة بإتجاه التسوية لأنها الحل.
القناعة الكاملة بأن الوضع العراقي الراهن، أشبه بالبحر متلاطم الأمواج فوجب ركوبه، وأن شاطئ البر الذي تقف عليه هذه التسوية التأريخية، سيكون ممتئلاً بالحلول والمعالجات الواقعية، عليه فالقوى السياسية تتدارسها، من ناحية أسسها، وثوابتها، ونتائجها، وطرق المحافظة عليها، وضماناتها، ومبدأها الأول لاغالب ولا مغلوب، الذي يعي الساسة فوائده إنه الإستقرار.
  تنازل الجميع من أجل الجميع، يعني أن العراقيين يركبون نفس المركب، ولديهم ضمانات متبادلة للعيش، والتسامح دون تسويف أو مماطلة، وبالتالي ستولد تطمينات متبادلة، لكي يطمئن هذا الطرف لذاك الطرف، كما أن البحار المحنك الذي جاهد أباؤه وأجداده العظام، وصنعوا المجد سيكتب تأريخ العراق الجديد، بعد المعركة الجهادية مع الإرهاب.
 التحالف الوطني بعنوانه الكبير صاحب التسوية الوطنية، يدرك أن ترك البلد بدون تخطيط، لمرحلة ما بعد داعش، يعني موت السفينة وخرقها من الوسط، ولأن بناء دولة المؤسسات، يعتمد على نقاط التلاقي، فيما بين المكونات المجتمعية المتصالحة، وجب على القوى السياسية، الجلوس مع أهل العقل والحكمة، ليهدأ العراق ويستقر العراق الجديد.
أسئلة موجهة لكافة السياسيين في العراق:التضحية والعطاء أفضل طريقة للتواصل، فما مقدار ما ستقدمونه من تضحيات أيها البحارة؟ونحن متأكدون أن الموت لا يرهبنا، فقد قلناها مراراً:لن يرهبنا الدم، وهل سيبقى النائمون في غياهب الجب على مواقفهم، أم أن أحلام العودة والإستقرار، باتت تراودهم،ونود إعلامكم أن الإجابات موجودة في التسوية الوطنية!
الدولة العراقية عانت ماعانت، من عقود القمع، والإستعباد، والإرهاب، والدكتاتورية بكل أشكالها، لكن ما حدث بعد عام2003، يؤطر أوضاعنا الراهنة بسور من المشاكل، أساسها التدافع مع الآخر، لذا تعد وثيقة التسوية التأريخية، الضمان المطمئن لجمع المكونات، فوحدتنا بداية إنطلاقتنا نحو بناء الوطن والمواطن، بعيداً عن المزايدات والمتاجرات الحزبية والطائفية الضيقة. أيها الساسة: إعزموا أمركم، وإجعلوا ميدانكم أنفسكم، فالإرادة القوية تهزم المعوقات، ومرحلة ما بعد داعش، أكبر مهمة ستواجه العراق والعراقيين، ولنجعل من التسوية ثورة، تزلزل الفاسدين، والفاشلين، والإرهابيين على السواء، ففي وحدتكم تكمن القوة، ولننطلق لترتيب مساحاتنا الوطنية، فبناء العراق الجديد يُشِعر العراقيين بفخر الإنتماء له!

أحدث المقالات

أحدث المقالات