ينبهر المؤمنون ويستشيطون غضبا من اي علم ينقدُ بقوة “الدين والقداسة”,علمٌ يصعب على المجتمعات الاسلامية تقبله,لما يحمل من لغة صارخة ضد معتقداتهم,وبسبب الجهل المزمن الذي عصف بالعقول الى عمق البداوة, يتخذ المؤمنون المتنورون ادلة “غيبية وعلمية” ضعيفة السند إذا ما قورنت بأدلة الفكر الاخر, اما البقية فيجدون التكفير واللعن”بأدلة قرأنية تندب الكافرين ملاذا في المناظرات وهذا ما يخل بقانون الحوار الناجح في احترام الرأي العلمي من جهة ويضعف من دينك وقداسته في منظور غير المؤمن من جهة اخرى, ولعلي لا اغالي ان مواجهة الفكر الالحادي بفكر بدائي محدود, سيجعل المساجد تصدح ب”حي على الإلحاد” في المستقبل القريب!!
أكاد اجزم إن المجتمع الاسلامي يمر بحقبة تتخطى بدياجيرها الحقب الماضية , حقبة لم يخمد لهيبها مُنذُ نشوء الاديان واستمرت مع تقدم الحضارة الانسانية, معارك فكرية دامية بين من يحملون شعار لا اله الا الله” وشعار “لا اله..!!” فإذا كانت لمعارك الماضي ساحات معدودة للقتال , فساحات المعارك اليوم في كل بيت مسلم ,نعم: نشهد في وسطنا اليوم معارك “إلكترونية” في مختلف صفحات مواقع التواصل ضحيتها من لم يتسلح فكريا بعلوم الحاضر!! والضحية بالتأكيد لم يقتل جسديا بل”نفسيا” لو تعرض الى شتى العلوم “الفيزيائية والبايولوجية” التي سيقت كأدلة يستند عليها”الملحدون” في إنكار الخالق وتعريه الأديان وفقا لقوانين العلم الحديث,ومما لا شك فيه ان مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت وعاء لصب الافكار,تنجذب اليها كل الاطياف والطبقات الاجتماعية,فلا عجب عندما نرى نزوح فكري تجاه”الافكار الالحادية” وما تحمل من فنون الاقناع ,ولا عجب حينما نرى اصدقاء مسلمون تحولوا بين ليلة وضحاها من الذ اعداء الله والدين!! ولا عجب ايضا عندما اقرا قصة امراءة مسلمة “ملتزمة” تأثرت بأحد الصفحات الالحادية,وبسببها تطلقت وخسرت ابنائها وبيتها وفارقت صديقاتها!!ولربما خسرت اخرتها ايضا!! ولا تنصدم ابدا عندما تكتشف ان ابنك “ملحدا” يتظاهر عليك بأنه مؤمن وفي الخفاء ملحدا عدوا لله !! كل الامور جائزة ..فلا تستهين بموجة الالحاد القادمة..!! لا نجاة منها الا بالتسلح العلمي قدر الامكان..لان العلم العقلاني الملموس,قارب نجاة لما تؤمن به.
ان اجيال المجتمعات الاسلامية القادمة “متعثرة فكريا” ولا تخرج عن اطارها الفكري ,لذلك فضلت البقاء ضمن حدود “الاطار الفكري الكلاسيكي” خوفا من المجهول.. يمكن القول انها معركة دفينة جذوتها “المواقع الالكترونية” ووقودها “المسلمون انفسهم” وخاصة اولئك الضعفاء فكريا حتى في طرح الاسئلة لاثبات “ان الله موجود” انه فيروس من الممكن تسميته ب”فايروس الالحاد”فحتى لو لم تقتنع بما يدلوا به “الملحدون” فيبقى الشك ينتابك ولو “بالقليل” والخطير بالامر ان دوائك الوحيد “القراءة والتسلح بالعلم ومعرفة النظريات العلمية ودراستها بعمق للقضاء عليه,لان افحام الدليل العلمي لا يتم الا بدليل علمي ملموس؛ لا دليل غيبي او مجرد الاكتفاء “بروايات تأريخية او نصوص قرأنية كما تتوقع!! فهل نجد شخصيات متصديه متمكنة علميا؟؟!! اذا كان الجواب نعم :اين علومهم؟؟!! اين ابحاثهم؟! اين مخترعاتهم؟؟!! الجواب:بعض منها على رفوف المكاتب..وبعض منها “هراء فكري” لا يقدم ولا يؤخر..!!