23 ديسمبر، 2024 6:38 ص

العراقية والتصريحات النارية

العراقية والتصريحات النارية

السياسي هو الرجل الحاذق الحكيم الذي يزن الامور بموازينها ويضع الاشياء بمواضعها. السياسي يخطط و يرسم الطريق للاخرين الذين يقتدوا به و يلتفوا حوله.. السياسي هو الذي يكون في الفتنة كابن اللبون لا ضرع فيحلب و لا ظهر فيركب كما يقول سيدنا و امامنا علي بن اب طالب (ع) اذن هذا هو السياسي في الازمات تجده حازما صبورا لا ينجر لاهوائه بل يتريث قبل ان ينطق باي كلمة لعلها تنقلب ضده  لاحقا.هذا هو رجل السياسة الذي لا نجده في عراق المساومات. . عراق ما بعد 2003 الذي نجد فيه التناقضات الكثيرة في كل مفصل من مفاصل حياتنا.. التصريحات النارية لرجال السياسة تحاصرنا كل يوم و في كل لحظة و رجال السياسة يتهافتون على الفضائيات من اجل اطلاق التصريحات و كأنهم يتسابقون لزف البشرى السارة للمظلومين.. في كل ازمة سياسية لا يتورع الساسة من اطلاق التصريحات المستعجلة و التي تنم عن جهل و عدم ادراك لما يجري من حولهم الا النزر القليل منهم.. الوطن آخر اهدافهم و المواطن ليس محل بحث .. بل مصالحهم الحزبية الضيقة هي الاهم.. الازمة الاخيرة و اتمنى ان تكون الاخيرة فعلا و هي قضية السيد الهاشمي و افراد حمايته.. كم تمنيت من اعضاء القائمة العراقية ان يقفوا ولو لمرة واحدة في حياتهم بجانب الشعب العراقي.. وان يتريثوا قليلا قبل فتح نيرانهم على خصومهم التقليدين.. (القضية سياسية,القضاء مسيس,التهميش,التسقيط,الاستئثار يالسلطة,الطائفية) هذه المصطلحات الجاهزه و غيرها تعودنا سماعها من افواه هؤلاء الذين لا يترددون بتكرارها في كل مناسبة مع تغيير الزمان و المكان ولربما الاسماء..لماذا هذا الاتفاق بين كل اعضاء العراقية على ان الحكومة طائفية و ان القضاء غير عادل و ان القوات الامنية بيد السياسين.. وهم جزء من الحكومة وجزء من القيادة الامنية و هم من يلجاؤا الى القضاء في الكثير من القضايا العامة و الخاصة.. اذا حكم القضاء لصالحهم , كان مستقلا و الا فلا.. مواقفهم غير متناسقة متقلبة .. لا تعرف لهم قرار ..همهم واحد وهو المصالحة الوطنية .. مع من..مع الذين تلطخت اياديهم بدمائنا سنينا طويلة.. هدفهم الدفاع عن السجناء .. واي سجناء..سجناء الارهاب و القتل و التشريد..كم سمعنا منهم انهم لا يرغبون بوجود اي اجنبي على ارض العراق.. و في اي ازمة يلجأؤا الى الدول العربية و الامم المتحدة.. و في هذه الازمة ( ازمة الهاشمي) يريدون تدخل الجامعة العربية و الامم المتحدة .. و شعارهم لا نريد اجنبيا في العراق.
دماء العراقيين خطا أحمرا ( هذا في اعلامهم) و عندما يكتشف امرهم و يقدم المجرم للقضاء شككوا بكل شيء و عللوا الاجراءات بأنها طائفية أو سياسية..كم اتمنى ان أسمع أو أشاهد احدهم يستنكر جريمة او تهمة أحد اطرافها من ينتمي الى قائمتهم.. متى يفهموا ان الشارع العراقي يتابعهم و يعلم ميولهم و ليس بعيدا عن أستغفالهم له.. عليهم ان يدركوا ان الشعب لا يقف مع من لا يقف معه .. التناقضات في مواقفهم كثيرة.. وهذا ما شاهدناه  وعبر الفضائيات يصرخون و يولولون على ان الفدرالية تقسيم للعراق .. و بقدرة قادر اصبحت الفدرالية مصدر قوة ووحدة للعراق.. كم من مرة سمعنا منهم بأن الحكومة ضعيفة في مجال الامن و انها لا تلقي القبض على من يستحل الدم العراقي.. و في حال القاء القبض على المجرمين و تقديمهم للقضاء يطل علينا الاستاذ حيدر الملا و السيدة الدملوجي و لا ننسى السيدة ميسون العبيدي و غيرهم بأن الحكومة تعتقل عشوائيا” .. عجبا” ايتها القائمة العراقية.. أليس فيكم من عاقل يحرص  قبل ان يوزع عليكم ادواركم ‘ يزودكم  بحصى كبيرة تمسكوها معكم لعلها تجعلكم متوازنون و خاصة عندما تقفون امام المكرفونات.. تصالحوا مع أنفسكم قبل شعبكم و كونوا عراقيين لانتمائكم للعراق لا لعراقيتكم(القائمة).. كفاكم تشكيكا” بكل ما حولكم .. اذا بقيت على حالكم سوف تشككون حتى بقائمتكم و اتمنى ذلك.. حكومتنا ليست بتلك الحكومة التي نتمناها او تمنيناها.. بل هي ضعيفة و اساسها ركيك لانكم تعرفون من أي رحم ولدت و من هو ابوها.. فأن لم تكونوا معها و اردتم ان تكونوا ضدها ( وانتم كذلك) فأحضروا ضمائركم معكم عندما تنتقدوا و كونوا أحرارا كما تدَعون. اخيرا اقول ان السياسي هو الذي يجمع و لا يفرق و هو الذي يصمت عندما تعلوا الاصوات النشاز.. عسى ان تجمعونا يوما لا لنسمع تصريحاتكم النارية و لكن لنرى انجازاتكم الحقيقية.
[email protected]