على ضوء تغريدتي على صفحتي الشخصية بالفيسبوك في 1-1-2017 والتي قلت فيهاهل تعلمون أن طروحات المرجعية الدينية العليا أوسع من أطروحتنا ، وتمتلك نظرة ورأيا أبعد من مقترحاتنا ؟! لذا لا شخص ولا حزب ولا كيان يستطيع ان يحدد وجهة نظر المرجعية باتجاه مغاير لوجهة نظرها ولمسارها وحدودها لان مظلتها اوسع واشمل من الساحة العراقية المليئة بالتناقضات والصراعات.
احد الاخوة اتصل بي وتحاور معي قائلا: بعد ان رفضت المرجعية الدينية مشرع التسوية , ما هو المشروع السياسي للمرجعية وما بديلها ؟! وهل المرجعية الدينية خط احمرلا يجوز نقاشها؟!
الجواب | المرجعية الدينية غير معنية باي مشروع سياسي ولا تمتلك مشروعا سياسا اصلا لانها تعتمد على الولاية الخاصة (الحسبية) وليس العامة (ولاية الفقيه) , نعم المرجعية قد تحتسن وتبارك اي توجه يخدم المواطن مع انها لا تلزم ولا تمنع اي خيار سياسي , بنفس الوقت تتذمر من سلوك سياسي لا يخدم الشعب , والمرجعية ليست خطا احمرا كما تساءلت , بدليل يمكن نقاشها والاتصال بها بريديا وعن طريق معتمديها او اللقاء المباشر معها , وانا تشرفت مرة بزيارتها قبل سنوات وطرحت اراءا امام المرجع الاعلى (دام ظله) فكانت الاجابة كاملة تامة وافية كافية رغم ايجازها , والمرجع الاعلى ليس معصوما ولا مقدسا وهو القائل : المقدس الله والقران الكريم واهل البيت (الائمة المعصومين) (ع) , ولكن لا تنسى ان اراء المرجع مسددة لان فيها خلاص النية والتوكل (( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا – الطلاق – الآية – 3 ))
قال لي هذا الشخص اليس الناس في ذمة المرجعية ؟! قلت له نعم الناس في ذمة المرجعية دينيا لا سياسيا ولمن يقلدها , وهل تعتقد ان من يقلد المرجع في المسائل الفقهية (عبادات- معاملات) قد اسدى فضلا على المرجع ؟! الامر بالعكس فقد حمل المرجع مسؤولية تكليفه امام الله وان المرجع هو من اسدى فضلا ومعروفا لهذا المكلف كما لو راجعت طبيبا ووصف لك الدواء , فوصف الدواء تكون على مسؤولية الطبيب لا المريض
ثم قلت له اخي لماذا لا تقول الناس في ذمة السياسين ؟! او في ذمة الدواعش ومن يساندهم ؟! او بذمة المحيط الاقليمي الطائفي , او الناس بذمة انفسهم , الم ترى الكثير من الناس قلوبهم مع المرجعية واصواتهم للسياسين واليوم انت تندب حظهم ؟! اليس هم يملكون عقولا ويتصرفون احرارا في قراراتهم فمن اجبرهم على راي او قرار في شان دنياهم ؟!… وانا اقول لك كثير من الناس هم في ذمة الشيطان لان همهم الدنيا وملذاتها…عاد فسالني ما هو رايك بكلام المرجع الاعلى قبل سنوات (لو قتل نص الشيعة لا تردوا.. ولو ابيدت محافظة شيعية فلا تردوا)..اليس هذا الشعار كان سببا في تمادي الارهاب علينا وجعل ايدينا مغلولة الى اعناقنا ؟! قلت له قبل ان اجيبك, من اين سمعت هذا الكلام؟! هل من السيد السيستاني مباشرة ام من احد معتمديه , او قراءته في موقعه الالكتروني؟! قال لي لا وانما سمعته من بعض الساسة وقراءته في مقالات كتبت , قلت له ساجيبك بالحصر العقلي لكوني ليس ناطقا ومخولا عن المرجعية , هذا الكلام غير صحيح ولا يمكن تعقله ان يصدر من المرجع الاعلى لانه ينافي ما جاء به القران الكريم (وكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ – المائدة – الآية – 45 ) كما ان القانون والعرف يخالفه , ويجب ان تنتبه اذا كان الامر هكذا , فكيف السيد السيستاني افتى بالجهاد الكفائي ؟! اعلم اخي ان السيد قد قال لا تردوا بالشبه اي تردوا على بريء بجرم اخيه او ابيه , ولكن عندما يحصل القطع اليقيني ويكون الامر بالمصداق فالقصاص هو الاولى شرعا وقانونا وعرفا للقاتل .
اخيرا انا مبتئس فقد كنا نتصدى للدفاع عن المرجعية الدينية امام اعداءها التكفرين … اليوم ظهر لنا اشخاص يستهدفون المرجعية من المؤمنين والموالين بعضهم غرضه الدس والاخر اللوم والثالث العتب.