26 نوفمبر، 2024 12:45 م
Search
Close this search box.

التسول مرتع للجريمة والإرهاب

التسول مرتع للجريمة والإرهاب

قال سبحانه وتعالى:” آيَةٌ لّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنّاتٍ مِن نّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ” سورة يس/ أية 33 – 35.عندما خلق الباري عز وجل الإنسان, هيأه جسمانياً وأعطاه عقلاً , يسخره للعمل والابداع, والاستفادة منهم, ليعمر الأرض, وجعل للعمل ثواب المجاهدين, بل هناك أحاديث نبوية, تذهب لأكثر من ذلك, حيث يقول عليه وعلى آله الصلاة والسلام:” من أكل كدّ يده كان يوم القيامة في عداد الأنبياء ويأخذ ثواب الأنبياء”.شَذَّ قسم من الناس, عما يريده الخالق جَلَّ وعَلا, ليتخذوا من التسول سبيلاً للمعيشة, ضاربين ما خُلِقوا لأجله, متقبلين الذُل والمهانة, وقد قال الإمام الصادق عليه السلام:”  إيّاكم والسؤال، فإنه ذلّ في الدنيا، وفقر تستعجلونه، وحساب طويل يوم القيامة”.الطمع آفة من الآفات, جعلت ممن امتهنوا التسول, تسخير أبنائهم وبناتهم عل حد سواء, للتسول في الطرقات والجوامع, غير آبهين بانحرافهم, لما طغى على بصيرتهم, من مرض الطمع المادي, بل راح بعضهم يصطحب حتى زوجته, فغدا عارضا شرفه غير مكترثٍ, لما يحدث له في الشارع الموبوء, بشتى الأمراض الاجتماعية.
يروي لي أحد الأصدقاء, أنه سأل أحد الأطفال المتسولين, عما يكسب من نقود, فأجابه الطفل: أنه يجمع كل يومٍ, مائة ألف دينار عراقي, من الصباح الباكر وحتى المساء, يقول سألته ثانية, هل أنت يتيم الأب أو الأم, فأجاب الطفل: أنا وأمي وأخوَيَ, نعمل عند شخص, عليه السكن والطعام والملبس.
هناك نوعٌ آخر, وهم من ذوي الاحتياجات الخاصة, يعرضون عوقهم لكسب عطف الناس, وهذه الفئة من المتسولين, كانت الحكومة فما مضى, تُدخلهم بدورات خاصة, حسب امكانيتهم الجسدية والعقلية, في معاهد مهنية تابعة لوزارة, العمل والشؤون الاجتماعية, ليكونوا أشخاصاً فاعلين في المجتمع.
صرفت الحكومة العراقية, في موازنة 2016, لشبكة الحماية الاجتماعية, مبلغاً وقدره” 2 ترليون دينار عراقي”, وهذا المبلغ لو استغلته الوزارة, بشكل جيد فهو قادر على فتح مصنع يمول نفسه, ولا يجعل تلك العوائل, تحت ذل الحاجة.إنَّ القضاء على ظاهرة التسول, يأتي عن طريق بناء المعامل, و استصلاح أراضٍ زراعية, يكون فيها العيش بعزٍ وشرف, تلافيا لاستغلالهم من قبل, تُجار المخدرات والعصابات الإجرامية والإرهاب.        

أحدث المقالات