19 ديسمبر، 2024 6:54 ص

يا الهي..خذ منا حتى ترضى..ولا ترح السياسيين

يا الهي..خذ منا حتى ترضى..ولا ترح السياسيين

إلى أين  تركض أيها العراقي المفجوع؟
بأي اتجاه يأخذك قلبك وأنت تفتح باب سيارة الإسعاف قبل أن ينهون لف راسك بشاش لتضميد الجرح النازف والدم النازل على ملابسك..
الصورة ابلغ من الانفجار نفسه.
صورتك أيها العراقي وأنت تلهث باتجاه ما
أكيد باتجاه قلبك
باتجاه أب أو شقيق أو ابن عم أو صديق وحتى أم
أو حبيبة طالها التفجير
رويدك أيها العراقي
الحامل لدمك على قميصك كجزء من علمك الأحمر الذي وشحوه باسم الجلالة ولم ينفع لإيمانهم
رويدك وأنت تحفر في ذاكرة الصورة لحظة من دم
يحيطها الدخان والماء والأرجل والبكاء
رويدك
لا يشبهك إلا المفجوعون في الخميس الأسود الراكضين وراء الأحبة لعلهم يجدون فيهم رمقا وان كان معاقا
نسمع معا أنا وأنت أيها المفجوع الذي فتح باب سيارة الإسعاف لتأخذه قدماه صوب مجهول لنا ومعلوم لك
لان نبضات قلبك أدل من كل الساسة
نسمع معا حكاية رجل قال انه وجد رجلا ممدا وساقه مقطوعة
ونسمع آخر يقول جثثا مقطعة والشوارع صبغها الدم العراقي
نسمع آخر إن قذيفة سقطت فوق سقف من الجينكو فقتلت طفلة وعجوزا وهم نيام
لا تخرج بعد يا عامل البناء
لأنهم لا يريدونك ان تأكل وتشرب وتفرح أطفالك يكفي أنهم يعيشون
لا تخرج يا صحب المحل
ولا أنت أيها المعلم والتلميذ
يريدون أن تتوقف الحياة
ولكن هل نقف؟
ليفرح الساسة بدءا من حيدر الملة إلى الساسة الباحثين عن سلطة يتشبثون بها لأنها ذهبت إلى غيرهم في غفلة من زمن أهوج
رويدك أيها العراقي
ولنكفر بالحكم والدولة والوطن والوطنية والساسة
لان الوطن الذي يتصارع فيه الساسة ويتركونك تترك ضمادك لتلحق بحبيب تراه حيا
لا يستحق إلا أن نكفر به
ولنحمل معا قلوبنا المفجوعة
أيتها الأرصفة كم تحتاجين من دم لنصبغ حوافك
أيتها الشوارع احسبي عدد قتلانا
أيها الإرهابيون كم من أجسادنا تحتاجون لتشبعوا
أيها السياسيون..كم من الوقت نهديه لكم لكي تتوقفوا عن صياغة معاناتنا
يا الهي
خذ من العراقيين حتى ترضى
ولكن لا تجعل السياسيين يرتاحون
إلا إن عادوا إلى لملمة جراح من بقي منا
ولكن هل يعودون؟
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات