خادم بغداد .. اللقب الذي أطلقه علي التميمي على نفسه حين أصبح محافظا لبغداد , وكأي مسؤول في الحكومة حين يتوّلى منصبا تنفيذيا يبدأ خطابه للعراقيين بأنّه سيجندّ نفسه لمحاربة الفساد واستئصاله وتوفير الأمن والخدمات للناس , ولم يخرج التميمي عن هذه القاعدة , بل كان الأكثر تمثيلا والأكثر إجادة لهذا الدور من الذين سبقوه من المسؤولين , وقد وجد ضالته في قناة البغدادية وغرابها الحمداني قبل غلقها لتسويق لقب خادم بغداد وتمرير خطابه بمحاربة الفساد وكشف ملّفاته وإحالة هذه الملّفات للقضاء العراقي , ولا زلنا نتذّكر جيدا إطلالات خادم بغداد من على شاشة قناة البغدادية وهو يوعد العراقيين بوضع اليد على عشرات ملّفات الفساد في محافظة بغداد والتي ستأخذ طريقها إلى القضاء العراقي , لكنّ أي من هذه الملّفات التي تحدّث عنها خادم بغداد لم يكشف عنها ولم تصل للقضاء العراقي ولم يعاقب أحدا من الفاسدين والمتورطين في هذا الفساد , ويبدو أنّ خادم بغداد الذي وعد البغداديين بمرحلة جديدة من الشفافية والنزاهة والحرص على المال العام , وقع هو الآخر في شباك هذا الفساد , فالمعلومات المتسّربة من ملف استجوابه الذي تمّ تحديده في يوم 26 / 12 / 2016 , تشير إلى توّرط خادم بغداد في هذا الفساد , ولو صحّت هذه المعلومات المتسّربة وتمّ إدانة خادم بغداد بها , فإنها ستشّكل ضربة قاصمة لتياره الذي ينتمي إليه وشعارات الإصلاح التي يرفعها هذا التيّار .
فبعض هذه المعلومات المتسّربة تقول أنّ خادم بغداد قد أنفق أموالا طائلة خلافا للقانون ومن دون الحصول على موافقة مجلس محافظة بغداد على هذا الانفاق , فعلى سبيل المثال وليس الحصر , هنالك مبلغ قدره 3 مليار دينار قد اختفى من رواتب العقود , وشراء بيت لماء بغداد بمبلغ 6 مليار دولار و 450 مليون دينار , وشراء بيت بمبلغ 3 مليار و 250 مليون دينار قرب سيد ادريس وجعله مقرا للهيئة السياسية مع منحهم مولدات عدد 2 كبيرة , وشراءه بيت على إنّه مقر لقائمقامية الرصافة يشغله ويتواجد فيه المقاول فاضل العيساوي أحد معارفه وأقاربه , وصرف مبلغ مليون دولار قبل فترة قصيرة على مشروع القطار المعلّق بواسطة نزار السلطاني ومحمد الربيعي , وسرقات في أموال التنظيفات وغيرها من ملّفات الفساد والتي يأتي في مقدمتها مشروع صقر بغداد الذي يواجه اتهامات شبيهة للاتهامات التي وجهّت لأجهزة كشف المتفجرات سيئة الصيت المزيّفة التي استقدمها فاضل الدّباس للعراق والتي كانت أحد أهم أسباب الخروقات الأمنية في بغداد وباقي المحافظات , ولو تمّ إدانة خادم بغداد بهذه الملّفات للفساد , فمن المؤكد إنه سيلتحق بقطار وزيري المالية والدفاع , وستترك آثارها على دعوات وشعارات تيّار الأحرار الذي ينتمي إليه في المطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد .