23 ديسمبر، 2024 10:11 م

أطلق العنان للتفكير والتحليل المنطقي….مقتل السفير الروسي نموذجًا

أطلق العنان للتفكير والتحليل المنطقي….مقتل السفير الروسي نموذجًا

أن الصراع الفكري المطلاطم الأمواج بين الشباب العراقي على اثر مقتل السفير الروسي في تركيا يبرز معالم العقلية الجدلية التي تؤمن بالمنطق والحوار والفلسفة فليس هناك حدث او قضية مسلم فيها بل الكل يخضع للمنطق والعقل من أجل البحث عن الحقائق مما يساعد على تناقح الافكار والاراء الأمر الذي يولد رؤى جديدة تساهم في الأبداع والتقدم لأن هذه العقلية تبحث دائما عن السبب والمسبب فان وضعت في مسارها الصحيح وفق منظومة فكرية ومشروع حضاري لمجتمع او لدولة تحقق طفرة نوعية في التقدم والتطور الحضاري ،ولكنها تصبح العكس مشكلة كبرى في حالة تركها للأهواء العاطفية والتي تعصف بها الرياح من مختلف الجوانب. 
لأن هذه العقلية ستصبح سببا رئيسًا في تدمير قيم المجتمع الأصلية وتحول النقاش والحوار من أجل معرفة الحقائق الى جدال وخلاف عقيم لأثبات رأي كل طرف صحت مايقول وليس البحث عن السبب والمستفيد من كل مجريات القضية او الحدث وبذلك ينتج الوقوع بمشاكل جديدة وتيارات مختلفة النظر تتميز بالتعصب الفكري في  الخلاف والجدال العقيم بين الشباب الامر الذي يزيد من حدت التنافر والخلاف بين فئات المجتمع ويعمق الصراع الداخلي ويمزق النسيج الوطني للمجتمع.
وأن عقلية الفرد العراقي ممكن أن تكون نموذجًا في ذلك لاسيما أن ليس هناك مشروع نهضوي لوضع هذه المنظومة الفكرية في خدمة تقدم وتطور البلد فقد اصبح الخلاف والجدل لاثبات الراي هو السائد وليس الحوار لمعرفة الحقيقة ،وبدليل كلنا شاهدنا مقتل السفير الروسي في تركيا على يد الشاب التركي مولود حتى بدا لنا تتكشف مستوى التدني في التحليل والتفكير العقلي بهذا الحدث ولاحظنا جميعًا أيضًا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مدى التعصب الفكري لدى الكثير من الشباب من خلال حرب ضروس بينهم في العالم الأفتراضي بسبب هذا الحدث الي لايعينهم في شيء على الأغلب وبذلك أنقسم الشباب الى قمسين كلاً يبحث عن الادلة الشرعية لتبرير حادثة القتل فبدأ كل طرف يستخدم عقليته الجدلية للبحث عن الأدلة والبراهين من السنة النبوية الشريفة لأثبات رأيه الخاص فمنهم من قال بعدم دخول الشاب التركي قاتل السفير الروسي الجنة !! لانه لايجوز قتل السفراء أو لايجوز الغدر بالإشخاص مهما كانت صفتهم . ومنهم من أتى بالأحاديث الشرعية لتأييد رأيه بدخول الشاب القاتل الجنة وتخليد السفير بالنار!!بل أنها بشائر النصر وعقاب الله لروسيا على جرائمها في حلب. وتقتال الطرفان بصورة مؤلمه جدًا على مواقع التواصل . لذلك نستنتج من هذا على مستوى التعصب والتخلف لدى الطرفين واستخدام البراهين والادلة في تفسير الاحداث بشكل خاطئ وملحوظ من أجل أثبات رأيه الخاص لاغير وليس للتحليل المنطقي أوالمعرفة العلمية دور في ذلك أطلاقًا . 
ولو نظرنا الى أغلب أسباب مشاكل العراقيين اليوم بصورة خاصة والعالم العربي والأسلامي بصورة عامة لأدركنا جيدًا بأن للعاطفة دور التحكم والغلبة لها على العقل وهو الناتج الرئيسي فيها ، وأبسط دليل نقدمه من هذا الواقع وهو مانتحدث به في قضية الشاب القاتل للسفير الروسي ، هل يدخل الجنة أم النار!!!؟  بصراحة هل من الحكمة والعقل ان نتكلم في مثل هذه المواضيع الغيبية التي لايعلمها الا الله جلا في علاه. 
بل المفروض من الشباب الواعي الدارك لمايجري من حوله ان يكون النقاش والحوار فيما بينهم ، هل الحادثة تصب في مصلحت القضية السورية تحديدًا أم لا ؟أم ستكون مبررًا جديدًا لمزيد من القتل والدمار؟ 
ولايكون السؤال هل المنفذ في الجنة ام في النار!! 
ياشباب الخالق هو الحاكم الوحيد هنا من هو في الجنة والنار ولكل البشر وبكل المواقف .وسط هذا الصراع العاطفي الفكري بين الشباب لمن الجنة والنار ضاعت فحوى القضية ،والأهم من ذلك والتي يجب التركيز عليها ،كان الأولى بالشباب التمحيص والدقيق وأطلاق العنان للتفكير في الأحداث للوصول الى الحقيقة سنلاحظ أولًا من المستفيد الأبرز من قتل السفير الروسي وماهي أثارها على الدولتين؟ خاصة بعد التقارب الكبير بين روسيا وتركيا ونجاح الأخير في أخراج المعارضة والمدنيين من حلب ، اضف الى ذلك هناك لقاء قريب للتسوية بين الطرفيين بخصوص الصراع في سوريا ، والأكثر من ذلك أن مقتل السفير الروسي لو تأملنا اثره على سوريا وحلب تحديدًا ندرك جيدًا بان عامل سوء وليس خير أطلاقًا عليها حيث تحولت روسيا بكل جرائمها التى قامت فيها هناك وبالأخص الأخيره من أبادة جماعية للناس في حلب الى دولة مظلومة يقتل سفرأها ظلمًا  وتحولة من مجرمة الى مظلومة، بسبب هذه الحادثة التي لاتقاس مقابل ما فعلته وتفعله بكل وحشية، ومن الممكن قد يكون مدبر لها أو ربما أندفاع عاطفي من قبل شاب غيور على دينه أو متألم لما شاهده من قساوة الفعل والمنظر في حلب فعبر عنه بشهره سلاحه الشخصي ليقتل السفير دون تفكير في عواقبها معتقدًا، هو الطريق الأمثل في الثأر لأخوانه في حلب .