اكثر من اسبوعين ويوميا نسمع ونقرأ عن مشروع التسوية التي بدا طرحها غامضا وغير واضح للشارع العراقي الذي يتسائل عنه بنود هذه الورقة التي يتبجح بها بعض الساسة ويتحركون بورقتهم هذه بين عواصم الدول الاقليمية وتبعث نسخة منها الى الامين العام موقعة بأسم التحالف الوطني العراب لها وبقيادة السيد عمار الحكيم رئيس التحالف الوطني ,,احيانا تظهر لك بعض الاحداث ان ورقة التسوية المبهمة البنود تحتضر وهي بعد لم يجف حبرها ونحن نعيش احداث متسارعة تعاكس اتجاه هذا التوجه ففي الشارع العراقي وبالاخص الشيعي الذي يبدوا أنه بأمس الحاجة الى اتفاقات تصالحية قبل غيره مع الاخوة الفرقاء المبتسمين امام الكاميرات والمتصارعين خلف الجدران ولعل خروج بعض التوجيهات من مكاتب تلك الاحزاب او الكتل الى قواعدها توضح الصورة اكثر وتزيل الغوش عن معالمها وما أحداث زيارة السيد المالكي الى محافظات الجنوب الى مصداق لما نشعر به وما يطفوا على السطح من خلافات تزيد من العجب كما أن المتتبع الى مواقع التواصل الاجتماعي يرى بأفضل الرؤيا التناحر حتى بين قواعد تلك الاحزاب الشيعية والحال هذا يصل احيانا الى حد التهديد والوعيد من قبل البعض الى الاخرين لمجرد أنه انتقد او شجب تصرف لسياسي من تلك الكتلة او العكس ,, فزيارة المالكي وخروج المتظاهرين في مدن العمارة والبصرة والناصرية دليل واضح أن البيت الشيعي يعيش في قدر ساخن مغطى بصفيح مهلهل ربما يدفعه الضغط ويخرج الى العلن كل ما هو مدفون تحته ,, ليس الامر محصورا بين اعضاء تلك الاحزاب البسيطة بل حتى بين السياسيين انفسهم وكأنهم يعيشون في عالم الزور خانه يتدرب الجميع معا في حلقات متقاربين وفي حال الانفراد يتصارعون كالديكة .
حتى في هذه الورقة التي تسمى ورقة التسوية التي تحدثت عنها وسائل الاعلام مطولا وقدمت لها بعض الاتجاهات الشكر والامتنان يظهر أن خلل ما في ما بين سطورها وهي مقدمة من أجل الجلوس على طاولة المصارحة قبل المصالحة او المصالحة ولتذهب المصارحة الى الجحيم مازال بعضهم راضي عنها ومبتسم لها ويتجول في العواصم من اجل ان يعلن عنها وعن وسطيته او أنتمائه وأصالته الى المجتمع العراقي المتناحر في صميم وحدته قبل تشرذمه بقومياته وطوائفه ..
اعتقد ان الذي يجري الان ربما سابق لاوانه خاصة ان الدستور العراقي عندما يتحدث عن مثل هذه المواضيع يعود بها الى الشعب مستفتيا لها او الى البرلمان مصوتا لها والحالتين ابتعدتا عن اذهان الساسة العراقيين بالاضافة ان هذه الورقة الى الان لم تعلن وترسل الى وسائل الاعلام لتحليلها من قبل الشعب الذي يحق له ان يعرف بنودها ويرفض ويقبل على بعضها او جميعها او يرفضها كما أن اليوم يتحدث الساسة والناس والعالم اجمع حول عراق مايعد تحرير الموصل وكان الامر منوط كليا وجديا بما ستفضي لها الامور بعد تحرير مدينة الموصل التي هي الاخرى ابتلت ايما ابتلاء بأحلام وأمنيات وتطلعات القوميات والمذاهب العراقية لتسمح بالتدخل في كيانها وهي الان بيضة القبان لما بعد عودتها ولايمكن ان نتحدث اليوم عن اي موضوع خطير وكبير مثل التسوية والسياسية الامريكية تنتظر الرئيس الجديد الذي دوخ وعجب العالم وقادة الدول بتصرفاته الذي يعتبرها البعض غير ملائمة او متزنه لرئيس دولة مثل امريكا على راس دول العالم اجمع .
اشيع ايضا أن ورقة التسوية هذه ارسلت الى مجلس الامن او الى رئيس مجلس الامن ومندوبه في العراق لترسل نسخة منها الى شخصيات مطلوبة قضائيا ومطاردة من قبل عشائرهم وكانوا لقبل فترة مطاردين من قبل السلطات العراقية من أجل ادخالهم في التفاوض على تسوية الامور وابعاد شبح الصراع المجتمعي العراقي بين اطيافه .
اغرب ما يفند عمل هذه الورقة والداعمين لها والقابضين على ثمنها مقدما او مؤجلا أن الصراع المجتمعي العراقي اصلا غير موجود والسلم المجتمعي في العراق مستقر وكل المشاكل التي تجري وتصدر الى المجتمع هي من تحت راس السياسيين حصرا والا تعال اليوم الى سواتر القتال في الموصل سترى الشيعي والسني والكردي والمسيحي والتركماني جميعهم يقاتلون معا ولا يسأل احد عن قومية او اثنية او مذهب الاخر وهذه بغداد ايضا تجول في اسواقها وشوارعها ترى الناس يسيرون معا لايسأل احد عن الاخر ولا يوقف أحد الاخر ليسأل عن اصله او فصله وفي مدن العراق الاخرى التعايش موجودا ومنذ مئاة السنين في بابل والبصرة وديالى ومدن أخرى لاصراع ولا مذهبية ولا قومية ولا هم يحزنون .
الحل الامثل لكل الذي يجري في العراق ولدرء الفتنة والصراع هو تمزيق ورقة التسوية وعدم الحديث عنها وطرد سياسي اليوم لانهم لايستطيعون ان يستمروا بدون تناحر ولا يمثلون مجتمعاتهم ولا مدنهم وهم من يؤجج ويزيد من نار الفتنة ان وجدت اصلا في العراق
Kathom [email protected]