التخصص والمهنية والخبرة والتاريخ كلها ضوابط يجب ان تتوفر في من يقودون الحركة الاعلامية بشكل عام في اية دولة في العالم …..
وهذه الضوابط هي التي تحدد الشخص المناسب لكي يتم وضعه في المكان المناسب وان تم ذلك فعلا ستكون العملية الاعلامية تسير في طريقها المهني السليم ولا خوف عليها ابدا ..
لذلك يجب ان تكون عملية انتقاء قادة الاعلام تعتمد هذه المعايير المهنية ويجب الا تكون عملية الاختيار محكومة بالمحاصصة الطائفية التي اضعفت البلد وشتت قواه وشلت حركة تطوره ..
وهنا يجب ان يكون من تقع عليه قيادة اية مؤسسة اعلامية صاحب تاريخ مهني فيه مزايا الابداع وان يمتلك حنكة ادارية ناضجة وشخصية مؤثرة ….
فان اجتمعت كل هذه الصفات في شخص ما صار قادرا على قيادة اية مؤسسة اعلامية القيادة الصحيحة البناءة بحكم خبرته وتجربته المهنية وشخصيته المؤثرة .
واذا ما فرضت علينا الاحزاب التي تقود البلد سياسيا وطائفيا – وما اكثرها في بلدنا – اشخاصا لا تتوفر فيهم الخصائص التي ذكرتها بعيدا عن ضوابط القادة الاعلاميين لترؤس مؤسسة اعلامية ما …. فهذا يعني عدم النجاح المهني لتلك المؤسسة لانهم سيكونون فعلا غير قادرين على العمل بالشكل المطلوب لعدم توفر الشروط المهنية .
وهذا خطا كبير لان الاعلام يعد من الاسلحة القوية في هذا العصر عصر التكنولوجيا وعصر المعلوماتية وعصر الكلمة التي اصبحت اشد من السلاح .. فان لم يكن المرشح لاستلام سلطة الاعلام بهذه المواصفات لا يستطيع تحقيق النجاح المهني الحقيقي …
ثم يجب ان نعي جميعا ويعي الاخرون ان الاعلام العام هو اعلام يخضع لسلطة الدولة وكل العاملين فيه من اكبرهم الى اصغرهم هم موظفون لدى الدولة وعلى المسؤولين ان يعوا هذه الحقيفة ويعملوا بموجبها لانها ليست املاكا خاصة لفلان او فلان كما هو الحال في الاعلام الخاص وعلى الدولة ان تكون دقيقة في هذا الجانب وتراقب العمل في هذه المؤسسة او تلك مراقبة ثاقبة لاهمية وخطورة الاعلام للاسباب التي ذكرتها انفا . لا ان تركن الدولة نفسها وتنسى العمل الاعلامي او السلاح الاكبر من اسلحة الدولة دون مراقبة اوتدقيق او تطوير ..
ما من دولة في العالم ابدا تهمل الدور الذي يقوم به الاعلام لذلك تختار الاكفا من بين اعلاميي الدولة ليتولى مسؤولية قيادة الاعلام ويضع لمؤسسته خريطة طريق يعمل على وفقها ويسير بموجبها …. اما ان تعمل المؤسسات الاعلامية بدون خطط وبدون مستشارين وبدون معاونين فلا بد ان يكون عدم النجاح حليفها .
فالاعلام ليس شبيها بالرياضات الفردية التي يمارسها الرياضيون بل هو شبيه بالرياضات الجماعية ككرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة وغيرها ويكون الدور للجماعة في تحقيق النصر . لذلك لا ينجح العمل الاعلامي الا بالعمل الجماعي الذي يوجب على رئيس المؤسسة ان يختار له مساعدين من المديرين الكفوئين لقيادة المفاصل الاخرى وعدم تفضيل مفصل على مفصل او الاهتمام بشخص دون اخر ……… لان هذا سيؤدي الى عدم القدرة على النجاح ايضا ..
فان كان الاعلام العراقي ناجحا فهو ناجح بقادته وان كان فاشلا فهو فاشل لفشل قادته في قيادة دفة سفينة الاعلام للسير بها الى مرسى النجاح …
لكننا اولا واخرا هدفنا النجاح وما علينا سوى ان نختار الطريق الصحيح للوصول الى ذلك الهدف ..