وصف أحد البلغاء الفقراء والياً، يعمل تحت إمرة المأمون العباسي، فقال:يا أمير إنَّ عاملكَ ماتركَ فضةً، إلا إفتضها(إغتصبها)،ولاذهباً إلا ذهب به(سرقه)،ولاعلقاً إلا علق به،(ولاشيئاً نفيساً غالياً إلا وأخذه لنفسه)،ولاغلةً إلا غلَّها،(منح ثمن محصول الزرع له)،ولاضيعةً إلا ضيّعها(وهب الأرض لغير مستحقيها)،ولاعَرضاً إلا عرض له،(شغف بشراء الجواري رغماً عنهن)،ولاماشية إلا إمتشها(حلبها وشرب منه وحده)،ولا جليلاً إلا أجلاه،( هجّر علماءنا الأجلاء لبلاد أخرى ليتسيد أمورنا)،ولا دقيقاً إلا دقه(لم يبقِ لنا قمحاً لنأكله)،ولا رقيقاً إلا رقه،(كل العبيد إستعبدهم وإضطهدهم)!
الوضع السياسي في العراق، لايمكن أن نطلق عليه تسمية دقيقة، حتى لو وضعنا قواميس العالم السياسية وقرأناها، فلاهو موالاة على شكل، ولاهو معارضة على شكل، فكلهم يتصارعون مع كلهم، ويتجاوزون كل الخطوط، ولايبقون للشعب أية خطوط، ولولا كلمة سبقت من ربك، لكانت المرجعية بخبر كان أيضاً، فمعظم الطبقة السياسية تتعامل مع الشعب، (بالوجه أمرايه وبالكفه سلاية)،ولم يكتفوا بما ضاع من عمر العراق، فصفاتهم كانت كذلك الوالي، العامل تحت إمرة المأمون العباسي، يهب لنفسه كل شيء.
أمريكا في ظل السياسة الجديدة، للرئيس دونالد ترامب مختلفة، لأن القرارات جاءت سريعاً حال تنصيبه، والعالم اليوم مشغول بها، فبغضون أسبوع صدرت أوامر، بنقل السفارة الأمريكية الى القدس، وجوبه الأمر برفض عالمي واسع فتراجع عن القرار، ثم أوعز لمستشاريه بوضع خطة لمدة 30 يوماً، للقضاء على داعش، أعقبها بقرار منع دخول رعايا سبع دول عربية بضمنها العراق، والمكالمات الهاتفية تجري على قدم وساق، بين رؤوساء الدول وترامب، لتقديم فروض الطاعة والولاء، فماذا يخبئ لنا ترامب؟
الأجراءات العمياء،العبارة التي أطلقها الأمين العام للامم المتحدة، حول قرارات ترامب، وإقالة وزيرة العدل بالوكالة ومسؤول الهجرة واللجوء لرفضهما الدفاع عن قراره، مع كثرة الدعاوى المقدمة عليه، وهو ببداية مشواره الرئاسي، فذلك يعني أن ما من ثروة على وجه الأرض، إلا وسيغتصبها ولاماشية إلا إمتشها، ترامب وعماله الذين سيختارهم بصفات، كالتي إمتلكها ولاة المأمون، عندها ستصبح المنطقة على شفا جرف هارٍ من النار، لذا علينا أن نعتمد على أنفسنا، لحماية شعبنا من الإرهاب العالمي القادم.
إن كنا في السنوات المنصرمة، نخاف شر السامة(وهم الأقارب والشركاء في الوطن)،والهامة(وحوش الأرض من الإرهابين واللصوص والدواعش)،والعامة من الناس الذين يريدون سوءاً للعراق، فإننا اليوم بحاجة لأخذ الحيطة والحذر، من اللامة(وهم الشياطين وعلى رأسهم الشيطان الأكبر أمريكا ومدللته إسرائيل)،ورغم إعتراضات القادة في دول العالم، إلا أن ترامب يوجه كلمته، للدبلوماسيين العاملين معه في الحكومة والرافضين لقراراته، بقوله: إقبلوا بالبرنامج الجديد أو إرحلوا! فيا قادة العراق كيف سنصف هذا الحاكم الجديد، والفقراء البلغاء كثر في العراق؟!