تعودت ان ابدأ صباحي كل يوم بتصفح موقع كتابات ففيه اجد اخبار العراق وبعض هموم العراقيين , ومع ان الموقع يعج بالمقالات التي تتحدث في كل شيء من التاريخ الى السياسة والدين والتراث وينبش بعضها عن الفتن والمصائب والمقاتل لا ليتعض الناس بها بل لتاليب البعض ضد الاخر وأثارة نعرات طائفية والتغني بها وتحميل الاخرين نتائجها , ويبدو للاسف ان هؤلاء يعتاشون على مثل هذه النعرات ويرتزقون من ورائها , لا علينا فالزمن يبدو هو زمن التخلف وفيه بيئة مناسبة لمثل هذه الكتابات ومثل هؤلاء الناس و وقد المني جدا ونحن في يوم 18 كانون اول ( ديسمبر ) وهو اليوم العالمي للغة العربية الا أجد الا اجد في الموقع ولا في المواقع والصحف العراقية التي اتابع بعضها ايضا مقالا واحدا او خبرا عن اللغة العربية لغة الضاد لغة القرأن التي كرمها الخالق سبحانه وتعالى لتكون لغة اخر رسالاته الى البشرية والتي ذكرها مرات ومرات في محكم كتابه , لا بل ان اكبر واعظم مدرستين للعربية نشات في ربوع العراق ( مدرسة البصرة ومدرسة الكوفة ) وفيه انتعشت مدارس الفقه وعلم الكلام والرواية ويقرأ جميع المشارقة ولحد الان القرأن الكريم برواية حفص بن سليمان بن المغيرة الاسدي الكوفي لقراءة عاصم بن ابي النجود الكوفي التابعي ( وهما كوفيان ) . وكانت دار الحكمة في بغداد تجمع في دفتيها علوم الاغريق والرومان والهند وفارس وقد ترجمت علوم وفلسفة هذه الحضارات الى اللغة العربية . هذا في حين ابدت الدول العربية الاخرى اهتماما متفاوتا بهذه المناسبة بل شارك بعضها وساهم في احتفالات اليونسكو التي استمرت ثلاثة ايام تخللتها محاضرات وفعاليات فنية وموسيقية وبدا كأن العراق وحيدا بعيدا عن الاهتمامات العربية .
وكانت الامم المتحدة قد قررت اليوم 18 كانون الاول اليوم العالمي للغة العربية بعد ان اعتمدت الجمعية العامة للامم المتحدة في العام 2012 امشروع القرار الذي تقدمت به المملكة العربية السعودية والمغرب باعتبار اللغة العربية من اللغات الرسمية للامم المتحدة الى جانب اللغات الانكليزية والفرنسية والاسبانية والصينية والروسية . ولعل مثل اللغة العربية مثل الغريب في قومه.