اكدت المنظمة الدولية للهجرة في العراق في تقرير اليوم انه مع استمرار عمليات الموصل، يتوقع هروب آلاف اخرى من الأشخاص نتيجة الاشتباكات الجارية هناك حيث اجرت تقييما للضغوط التي يفرضها النزوح القسري في بعض المحافظات والظروف الاجتماعية والمعيشية والاحتياجات الأساسية، والنوايا والاضرار التي يتقاسمها النازحون والعائدون.
وبحسب التقييم الذي أجري في الفترة ما بين الاول من يوليو إلى منتصف اكتوبر 2016 هناك قُرابة 2.9 مليون نازح وأكثر من 720 ألف عائد يقيمون في 3700 موقع في أنحاء العراق ويوفر هذا التقييم معلومات قطاعية حاسمة عن أكثر من 3.5مليون شخص الذين تأثروا بهذه الأزمة منذ بدايتها في عام 2014.
وتشير المنظمة الى ان من بين أهم النتائج التي توصلت إليها دراستها هذه الحصول على الدخل الذي هو الشاغل الرئيسي للنازحين والعئدين : عدم توفر الوظائف بنسبة 65% في المواقع التي تستضيف النازحين، وبنسبة 75% في المواقع التي تستضيف العائدين، وبهذا تنعكس صعوبة الحصول على العمل لتوفير الدخل على نسبة مرتفعة من الأسر التي تفيد بعدم قدرتها على الحصول على الغذاء والمواد غير الغذائية والخدمات الصحية اضافة الى ان الأسعار باهظة جدا لمعظم النازحين والعائدين.
واكدت ان المأوى من أكثر القضايا إلحاحا بالنسبة لكل من النازحين والعائدين، على الرغم من اختلاف المشاكل المصنفة ففي نصف المواقع يكون المأوى باهظ التكلفة بالنسبة للنازحين، وفي ثلث المواقع يعيش العائدين في منازل ذات اوضاع رديئة.
ويشدد التقرير على أن نية النازحين على المدى الطويل هي العودة إلى ديارهم ومع ذلك، فإن أكثر من 50 في المائة يفضلون البقاء في موقعهم الراهن. وعلى وجه التحديد، فإن العوائق الثلاثة الرئيسية التي تعترض عودة النازحين هي: انعدام الأمان في مكان المنشأ، نقص المأوى (منازل مسكونة أو متضرر بشدة) وكذلك غياب الخدمات في موقع المنشأ. وفي الوقت نفسه، فإن أهم ثلاثة أسباب للعودة هي: سلامة موقع العودة، وإمكانية العمل / إعادة النشاط الاقتصادي والظروف المعيشية العامة للموقع.
وفي إطار الاهتمامات المتعلقة بالحماية التي تم تحديدها، فإن أكثر المسائل الحاحا وكثيرا ما يبلغ عنها النازحون هي عمليات الإخلاء والصعوبات التي يواجهوها مع الحكومة فيما يتعلق بالمستحقات والوثائق القانونية المفقودة.. كما يشعر العائدون بالقلق إزاء خطر الاعتقال التعسفي حيث تم الإبلاغ عن قضايا العنف الأسري فيما يتعلق بأولوية الحماية وحماية الطفل من قبل عدد كبير من الأسر النازحة المرهقة.
وقال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق توماس لوثر فايس،”يساعد هذا التقييم الواسع النطاق الذي أجرته مصفوفة المنظمة الدولية للهجرة في العراق لتتبع النزوح على إعلام العمليات الإنسانية وبناء توافق الآراء بين الجهات الحكومية الرئيسية وأصحاب المصلحة في الأمم المتحدة لتحديد الأولويات والاحتياجات القطاعية الرئيسية. ومع استمرار أزمة الموصل ونزوح الآلاف من المدنيين، يتعين على المجتمع الإنساني الإستجابة للإحتياجات الطارئة وجهود إعادة البناء “.
وتشير المنظمة الى انه لا يزال هناك أكثر من 3 ملايين عراقي نازح داخل البلد منذ يناير 2014 فبينما النزوح مستمر في الوقت الراهن، يجري أيضا رصد اعداد متزايدة من العائدين في جميع أنحاء البلد. وحتى 30 مارس من الشهر الماضي مارس حددت مصفوفة تتبع النزوح بأن هناك أكثر من 1.6 مليون شخص عائد منذ عام 2015.. بينهم أكثر من 320 ألف شخص نزحوا بسبب عمليات الموصل التي بدأت منذ 17 اكتوبر 2016. ونزح فقط خلال الشهرين الماضيين 167 ألف شخص وتصاعديا نزح أكثر من 400 ألف شخص بسبب عمليات الموصل وعاد أكثر من 86 ألف شخص إلى ديارهم في المناطق التي تم تحريرها من قبضة تنظيم داعش الذي استولى عليها في يونيو عام 2014.