يمر العراق بمنزلق خطير, ولا توجد حلول ناجعه لوضعه, من بعد عام 2003 ولحد الآن, تشرذم سياسي, واضطراب أمني, تسببا في تردي خدمي وعمراني وترهل وظيفي مقيت.
تدخلت أطراف عديدة في الشأن الداخلي العراقي, وهذه الأطراف زادت الطين بله في تمزيق اللحمة الوطنية, فشرق بعض السياسيين وغرب بعضهم الآخر, وأحرقوا البلاد بنار لم تمسهم, لكنها كوت المواطن البسيط, الذي لا يفكر إلا بتوفير لقمة العيش لعياله.
هؤلاء السياسيون أنفسهم صاروا خط صد, لكل مشروع وحدوي, هدفه إعادة الثقة بين مكونات الشعب العراقي, وأخذوا يشنعون على الخطوات التي من شأنها تهدئة الوضع العام في البلد.
هذا اليوم يدور الحديث عن مشروع التسوية السياسية الوطنية, وهو المشروع الذي اطلقه التحالف الوطني, ورئيسه السيد عمار الحكيم, وتبنته الأمم المتحدة عن طريق بعثتها في العراق, والذي ينص في فقراته على الحوار المجتمعي, والمصالحة المجتمعية أولا, ثم المصالحة السياسية, ودعوة كل الأطراف العراقية المعنية, ماعدا حزب البعث والتنظيمات الإرهابية, ومن تلطخت أيديهم بالدماء.
مشروع التسوية المذكور, يُعَد براقة أمل لحلحلة الأزمة العراقية, والانطلاق نحو بناء الدولة العراقية, على أسس الشراكة الوطنية, والنظر للمشترك الأكبر وهو العراق.
كالعادة في هكذا مشاريع انطلقت أبواق الطائفية, والجهلة والمتربصين بالعراق سوءا, لتخوين المتبني لهذا المشروع, واطلاق الشائعات هنا وهناك, تارة بالقول ان مشروع تسوية مع البعث, وأخرى تتهمه بالعمل للمصالحة مع الإرهاب.
المعترضين على هكذا مشاريع لم نرَ منهم أي مشروع بديل, يرتؤونه من شأنه أن يحل الأزمة العراقية, بل لم نجدهم يفكروا في إنتاج هكذا مشاريع, وتمنينا عليهم نحن كمواطنين, أن يقنعونا بمشاريع وحدوية أفضل من هذه المشاريع التي يعترضون عليها.
نرفض التسوية ولا نتقبلها, على شرط أن نجد المعترض يأتي بشروع يقنعنا, وينهي أزمة العراق إلى الأبد, وأن يكون المشروع حقيقي دائمي, لا مشروع وقتي, يأتي لتحقيق مصالح طرف سياسي, كما كانت المصالحة الوطنية التي لم تأتي بشيء ما خلا تغول الإرهاب.