كأي مواطن عراقي وبكامل ما اسْتَبقوه من قواي العقلية والنفسية والمعنوية, اشهد ان التفجيرات الأخيرة اُعد لها في ورشة “التسوية التاريخية” كأول غيث, كُتبتْ سطور مكيدتها ونُفذت بدماء الضحايا وارواح الشهداء بين خليفة الموصل وولي فقيه بغداد, مقايضة لأسترجاع المواصل مقابل العراق والموصل.
ـــ اشهد ايضاً ان سماحات التسوية التاريخية للأستلام والتسليم هم الحاضنة الفعلية لكل اسباب الموت العراقي وان بيضة اللعبة تم سلقها من داخل مطبخ المنطقة الخضراء وفي قدر يغلي على لهب حرائق الشارع العراقي ولوجه اللعبة استلم الفرقاء ساعة صفر المجزرة من العمة امريكا وخالة المذهب.
ـــ اشهد ان بغداد ومحافظات الجنوب والوسط استوطنتها المليشيات كما يستوطن القمل ثياب الفقراء وان لعبة الأنهاك الدولي الأقليمي التي تكفل بأنجازها التحالف ستكون بحراسة تلك المليشيات, لهذا تم تفريخ المكيدة من تحت عمامة سماحة “التسوية التاريخية” بغية حماية وترسيخ نظام التحاصص والتقسيم واتمام شرعنة المنهوب كأمتداد للعبة الأفقار والتجهيل والقهر والأذلال التي لعبتها وتلعبها سماحاتنا معنا وعلينا عبر مئآت السنين وحان موعدنا لحرق القمل والأسمال.
ـــ سأشهد واعترف اننا شعب طيب وبسيط حد السذاجة, نُسلم مفاتيح بيوتنا الى لصوص مذهبنا ولم نجد بعدها ما نسد به ثقوب جوعنا فنهرع صوب سماحاتنا الصغار والكبار والعظام لنتوسلهم ان يعيدوا الينا ما (….), يصفعونا بخطبة جمعة وموعظة وشيء عن الشريعة ثم يعيدوا علينا فصلاً بكائياً عن مظلومية الأمام الحسين (ع) ويذكرونا بمطاردة عزرائيل لنا في ازقة الحياة لتكون نهايتنا في قبضة منكر ونكير ودورة ارهاب وتعذيب وعقاب لا نهاية لها من داخل قبورنا فيجعلونا نترحم على احواض التيزاب ومكائن الثرم وتقطيع الأطراف وسمل العيون في اوكار البعث بعدها يعرضون علينا شفاعتهم عند رب العالمين وآل البيت ونتقبلها كأهون الشرين وننسى اننا جياع. ـــ اشهد : لو لم يجند طائفي التحالف الوطني جهلاء مكونهم لكراهية الآخر لما استطاع طائفي اتحاد القوى تجنيد بلداء مكونهم لتكفير الآخر ـــ وكلاهما شركاء في استنزاف الضحايا ـــ, سلوك دنيء تبلور اخيراً في توحدهم على طريق “التسوية التاريخية”, عملية استقطاب سافلة ستنتهي بالعراق الى مزادات التدويل, هم لعنة التاريخ تحاصر رب العالمين في ثقب جدار تجهيل الناس واستغفالهم ليضطر لاجئاً في قلوب العراقيين.
ـــ اشهد: لو لم تكن وصفة داعش لما توحد طائفي الفساد والأرهاب حول خيانة “التسوية التاريخية” ولما تكارهنا وتشرذمنا وتقاتلنا نحن الضحايا من جميع المكونات, وصفة امريكية اقليمية ستتوارثنا ونتوارث ادواتها المحلية كارثة مدمرة, ان لم ندرك واجبنا في تسليح مجتمعنا لمعارك الوعي بدءً بأنسلاخنا عن ثقافة التقدم الى الخلف, سيرسم لنا شعبنا صورة بألوان الأنتهازية والنفعية وعبوديتنا للوسيط.
ـــ اقول لكم اخيراً: ان لعبة “التسوية التاريخية” بين وجهي عملة الفساد والأرهاب لا منتصر فيها ولا خاسر من خارج الأنتكاسة العراقية وقد سمعت شارع الرشيد يهمس الى المتنبي: ماذا سيحل بنا لو ان تجار العقار للتحالف الوطني وسعوا مستوطناتهم وسحقت بلدوزرات (الأصلاح!!) اضلاع ما تبقى من النفس الأخير لهياكلنا؟؟؟, اجاب المتنبي: لا شيء وحشر مع المستوطنات عيد وننتظر فهناك شعب سيقول كلمته كي يشرق العراق ليحرق القمل والأسمال.