هناك وبين أوراق العمر
تهطل السنوات
فوق هامتي
غيثاً من وجع
متناثراً في زوايا الدهر خدراً
في مملكتي وفي كل الأرجاء
يحتلُّ مدنَ ذاكرتي
وقرى أحاسيسي
بيتاً ، بيتاً
يطوق أخيلتي
و يؤسر قلمي
أبحث كثيراً
في أعماق مشاعري
أحلامٌ سقطت سهواً
في سوح كياني الجرداء
تستوطن دهاليزَ أمكنتي
أسنانُ التثاؤب و الكسل
كثبانٌ من إهمالٍ و زلل
قلاعٌ تعشعش
فوق ذراعي بغيث من أمل
قلائدُ من ورق
بين فكوك قلمي المحتال
أحفر في الضوء نفقاً
من ألق الصبح
بمعول الصدق
أصل جذور الود
بخيوط العهد
أدفن أحلامي
في حفر اليأس
تتعانق عيون الهَوَس
أحتضن السراب
رعباً و ظمأً
يجدب أحضاني
وتسرق الشمس من مقلها الأضواء
فيغضب مصباحي
وينتفض الغيث و يهمس
في أذنَي الظلام
ليستجدي العتمة من جديد
يبتهج الليل
و يتحسر القمر
أملأ كأسي فضة
ونشوى وسمر
تسكرني فأترنّح
بين سطور رسائلي الوسناء
أمد يدي
أمسك بتلابيب الكلمات
وأقصم ظهر الماء
ويتبعثر الخرير
قلوباً تنتشر
فوق مرج الحلمات
الملطخة بالحبر
ويبتسم الجذر
وتشهر نخلتي
سيوفاً من تمر
أثبّت قلبي مسماراً
بمطرقة الهجر
وفوق جدار العشق ،
تحتل بسوسي
ساحات السحر
تبني عششاً
وتبيض عناكب ضجري
بين الحاضر و النسيان
يعوم القلب جريحاًبموجات الطوفان
أوراقاً خضراء
يبدأ إحساسي بالنزف
بين حواشي همومي
يستيقظ زمني مرعوباً
فيخمد قرع الطبل
ويبرق نصلٌ
محمرّ الأثداء