الخطأ الابتدائي القاتل منطقة خضراء ..
مناطق سودكان يجب من -البداية – ان يتوحد جميع العراقيين بالرؤى والاهداف قبل المضي بشن هجوم على العراق من قبل امريكا و الحلف الاطلسي . كذلك كان يجب ان ترافق مراحل هذا الهجوم برنامج عراقي واضح . يتحدد وفقه 1- شكل الدولة القادم ( مدني او اسلامي او مشكل يالوز ) 2- الاتفاق في المواقف مع جميع الاطراف وبضمنه قادة الجيش العراقي السابق . شيوخ العشائر في الغربية . جميع القوميات حتى لو كانت هناك قومية عد نفوسها 1 .. نتفق على ان العهد الجديد سوف لايكون لصالح احد او طائفة او جهة او منطقة . وانما سيكون لصالح مستقبل العراق وشعب العراق .
هنا وفق هذا المشروع الواضح المدروس تختفي الاناويه . فلا يظن احدا ان احد يستفيد دون آخر .. الذي حدث ان مدن الجنوب والعاصمة ملأت بمقرات احزاب وتنظيمات واشتغلت مثل خلايا النحل . ولكن الانبار مثلا .. او العقل الانباري لم يسقط فيه صدام مازال يعيش الوضع السابق .. اذا سقوط صدام ذهنيا وعمليا وثقافيا سقط في مناطق لكن في مناطق اخرى لم يسقط وهذا خلل في التاسيس لهذه المرحلة المهمة من عمر مشروع عراق مابعد صدام . بقي الوضع غير متوازنا اعرجا .. اصبح من المستحيل على فيلق بدر او حزب الدعوة انشاء مقر لهم في الانبار وصلاح الدين وهذه من علل هذ الخلل .. اصبح هنا حراك هنا توقف .. الايقاع السياسي العراقي برمته غير متوازن . تكونت لدى الامريكان او التحالف طبقة سياسية لاتمثل الشعب وانما تمثل احزاب ذات صبغة دينية مذهبية .. وبدلا من ان يشتغل اولئك في هذه المرحلة بتدارك الوضع والعمل السياسي في اخضاع جميع المعارضين حتى البعثيين منهم والعسكريين السابقين في اعداد طاولة ادارية واحدة وفق منهج جديد وهو عراق ديموقراطي مدني للجميع .. تركت تلك المناطق غير مشغولة … جرى اجتثاث لقيادات البعث وكوادره وهذا الاجتثاث عزل عشرات الالوف وذهب بهم الى تلك المنطقة غير المشغوله .. سرح ضباط الجيش العراقي ..الامر نفسه .. هؤلاء الضباط ذهبوا الى تلك المنطقة المعزولة وكان العملية السياسية صممت ضدها جبهة متكاملة في ثلث مساحة بلد لم يدخل في تصميم هذ المشروع .
بل ان القادمين من خارج الحدود صنعوا حتى في داخل المدن الشيعية تيارا مضادا ومقاوما لجيش الاحتلال .. كان يجب ان يكون حتى جيش الاحتلال في مجال توحيد الرؤى والاهداف العراقية .. مساحة حركة وفاعلية ومدة بقاء هذا الجيش . لذلك ظهر شيء اسمه ( مقاومة شريفه ) وكأن هناك نمطا غير اخلاقيا من المقاومة . واصبح في ظل رئاسة اياد علاوي مقاومة من السنة ومن الشيعه .. وكذلك في رئاسة نوري المالكي .. هذا الوضع الاعرج اللامتوازن الذي مهد لدخول الارهاب ومهد لنشوء الطائفية بشكل لم يشهدها العراق طيلة ال 35 سنة الماضية سببه هذا المشروع الاعرج الذي ذهبت به القطط لتتناوله بعيدا عن الاخريات ..كلف العراق هذ المشروع الاضرار بثلثي سكان العراق بين قتيل وجريح بمختلف المصادر ( القاعدة – العنف الطائفي بين السنة والشيعه وبين الشيعه والشيعه وبين السنة والسنة – جنود الاحتلال – جرائم متفرقة ) اهتمت المنطقة الخضراء بالاستمرار في نهجها في بناء مشروع لايرى رهطه الا انفسهم بالمرآة .. فيما النار تسري في القصب .. لا احد يهمه ان العراق يحترق .. وكان من ضمن الاخطاء القاتلة الاخرى طغيان الجو الديني والمذهبي هذا هو الذي وفر نشوء بيئة مناسبة لنمو فيروس الارهاب . القطيعة مع الصحراء الغربية ومدن مثل الموصل والانبار وصلاح الدين كانت المنطقة الخضراء تعلم بها ولكنها كانت تدفن راسها في طين تلك المنطقة . فيما يتلقى شعبنا النتائج .. ان العديد من الضباط والقادة الذين يقاتلون للاستيلاء على بيجي هم قادة جيش عراقي سابق .. هم هدية سياسيو المنطقة الخضراء لداعش ولاعداء العراق . لانك عندما ترفض قوة سوف ترغمها على العمل ضدك تحولها الى مقاومة .. الان ..تبحث المنطقة الخضراء عن نظام حكم لرجال يتقاسمون مغانم فيسكتون .
هذا ماكان يسمى بتوافق بمشاركة . لقد غنم غازي اياور بعباءته الاميرية زوجة جميلة ومرتبا تقاعديا فخما وذهب الى الدولة التي اعطته الجنسية .. من للعراق ؟ هناك منطقة خضراء وشعب اسود مجذوب . شعب يعيش في عالم بعيد عن هذه الطبقة التي همها ان توفر استقرارا وغنى وربحا وفائدة لها . وبالتالي احرق السياسيون ( السنة ) مدن الغربيه والشمال العربي . و دمر السياسيون ( الشيعه ) اهل مدن الجنوب بدعوى انهم ممثلون لاهل تلك المدن. على حين كان ينبغي ان يصمم طريقا وسيناريو اخر للعراق . سيناريو اكثر ذكاء ونبلا واخلاقا ومسؤولية يستوعب الجميع ويروض الجميع ويهدا من روع الجميع ويشتغل باسم شيء واحد العراق وهو المتفق عليه .. العراق المنسي .. البعيد .. الغائب .. المطعون حد الموت بايدي الجميع الحكم في العراق بعد نيسان 2003
[email protected]