18 ديسمبر، 2024 11:01 م

العرب أمام المواجهة والإحتواء أو عراقاً وسوريا جديدة

العرب أمام المواجهة والإحتواء أو عراقاً وسوريا جديدة

في حالة غريبة نشرتها بعض مواقع التواصل الأجتماعي تظهر صور لطفل من أهالي الموصل يرفع إصبعه أمام القوات الأمنية كالإشارة التي يرفعها عناصر تنظيم داعش الإرهابي وهم يرددون عارهم ببقاء دولتهم التكفيرية, لكن قامت والدة هذا الطفل بتلافي هذه الحركة ورفعت له إصبع آخر وتحولها إلى إشارة النصر, وهذا الأمر هو مدلول ومؤشر خطير على مستقبل العراق وكذا الحال سوريا وكل أرض ومنطقة ودولة وطأتها التنظيمات الإرهابية كداعش وأخواتها حيث زرعت ثقافتها ومورثها المتشدد الدموي التكفيري في عقل وفكر هذا الطفل الذي يمثل نموذجاً لكل الأطفال الذين عاشوا تحت وطأة التثقيف الداعشي طيلة الفترة المنصرمة.
وهنا ليتصور الجميع كيف أثر هذا الفكر في طفل ومجموعة أطفال خلال سنتين أو ثلاثة فما بالكم بأطفال ومجتمعات ترعرعت ونشأة وتربت وسط بيئة ترعى وتؤسس وتثقف لهذا الفكر التطرفي المتشدد ؟! حيث المؤسسات والمناهج والإعلام تروج لهذا الفكر وتتبناه ؟ كيف سيكون شكل هذا المجتمع ؟ وكيف سيكون شكل الدولة والحكومة فيما لو قرر هذا المجتمع أن ينصاع لقيادات وزعامات وشيوخ تنظيم داعش ؟ فكلا الطرفين لديهم نفس العقيدة ونفس الفكر ونفس مصدر التشريع التكفيري المتشدد فهل تستطيع هذه الحكومة أو تلك من أن تقف بوجه هذا المجتمع أو هذه الجماعة أو هذه الفئة وتحد منها ؟ خصوصاً إذا كانت الحكومة في نظر قيادات التنظيم كافرة ؟ فليتصور الجميع هذا الأمر, في العراق وسوريا دخل هذا الفكر لمدة سنتين فقط وقلب الأمور وتحولت حتى الأطفال إلى دواعش فكيف بمن ترعرع وتربى على هذا الفكر فهل تستطيع الحكومات والدول أن تقف بوجه هذا التنظيم فيما لو ظهر في بلدانها ؟!.لذا على كل الدول العربية والإسلامية وبالخصوص تلك التي أصبحت مهددة الآن من قبل تنظيم داعش وكذلك التي تعاني الآن من الصراع معه بأن تقوم بخطوتين وهما, مواجهة هذا الفكر واحتواءه, وهذه المواجهة والإحتواء لا تمكن ولا تكون ولا يمكن أن تصح بالخيار العسكري لأن الأصل والمنبع لهذا الفكر موجود, لذا فمن العقل والحكمة والمنطق والضرورة العقلية تلزم الجميع بمواجهة هذا الفكر بالفكر وتفنيده وإبطال كل مبانيه وإثبات بطلانه حتى يتم الفصل والتمييز بين المغرر بهم وبين من هو متعصب ومتعطش للدماء والقتل تحت عنوان الجهاد.وليكن ذلك من خلال تشكيل تحالف فكري إسلامي يتبنى كل الآراء والأفكار التي وقفت وتقف بوجه هذا الفكر الإرهابي الداعشي خصوصاً وإن اللبنة الأولى والأساسية والنواة موجودة وفعالة في الوقت الحالي ألا وهي سلسلة المحاضرات والبحوث العلمية التي يلقيها المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني والتي تحمل عنوان ( بحوث وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الإسطوري ) و ( بحوث الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول ” صلى الله عليه وآله وسلم”)

والتي ناقش فيها الفكر الداعشي التيمي التكفيري المتطرف الذي يدعوا للتكفير والقتل وسفك الدماء وأثبت بطلانه وسفاهته وسذاجته, ويكون هذا التحالف الفكري الإسلامي من مجموعة من علماء الطوائف والمذاهب الإسلامية ويستخدمون كل الإمكانيات المتوفرة وبدعم من الحكومات والدول للوقف بوجه هذا المد الداعشي التكفيري لكي تكون الحرب على الإرهاب مكتملة الجوانب وكذلك تغلق الأبواب والمنافذ أمام كل من يريد أن يستغل هذا الفكر ويروج له من أجل خلق الفوضى والدمار في البلدان العربية والإسلامية, وإلا فأن مصير البلدان العربية والإسلامية سيكون كالعراق وسوريا اللذان إحترقا بنار هذا الفكر التيمي الداعش.وهنا رب سائل أو معترض يقول لماذا تربطون الفكر الداعش بالفكر التيمي وبإبن تيمية ؟ وهنا نرد على هذا السائل أو المعترض بالقول إن آراء وأفكار إبن تيمية هي المنبع والجذر والإصل لكل المنظمات الإرهابية كالقاعدة وداعش وعلى ضوء هذا الفكر وهذه الآراء تقتل الناس وتسفك الدماء وتخرب البلاد حتى إن عناصر هذا التنظيم الإرهابي وكما يقول المرجع الديني العراقي الصرخي لا يأتون بحديث عن النبي ” صلى الله عليه وآله وسلم ” أو عن الصحابة بل كل ما يستدلون به عند محاججتهم هو بآراء وأقوال ابن تيمية وشيوخ التيمية, حيث يقول المرجع الصرخي في المحاضرة الخامسة من بحث (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) …{{… تصدينا لابن تيمية للتخفيف من سفك الدماء نكرر على قضية التكفير؛ لأن الدماء تسفك تحت هذا العنوان (عنوان التكفير) فعندما نكثر الكلام عن ابن تيمية وأتباعه لأن أصول التكفير عندهم الآن، ارجعوا إلى أدبيات الدواعش وكل قوى التكفير، من النادر أن يأتوا بآية قرآنية أو بحديث أو فعل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو برواية أو بفعل عن الصحابة، فأدبياتهم تزهو بكلام ومقولات ومقتبسات ابن تيمية وخطه التكفيري من أئمة ابن تيمية ممن سبقه وممن أتى بعده، من الحكام وممن ينسب إلى العلم والعلماء، هذا هو السبب الذي ألزمنا بالحديث والتأكيد والتكرار وإبراز العبارات، نريد أن نخفف من هذا السفك للدماء ومن هذا التكفير الوحشي القاتل…}}.