كنت ذاهباً للكرادة داخل تأدية عملٍ ما ,فرأيت أن استقل الباص (كوستر) من منطقة الباب الشرقي الى المكان المعني ,فدار حديثٌ شائك ملؤه السجال والتناقض بين الذاهبين للكرادة (عجو) وكان عددهم (11) شخصاً وكنت من ضمنهم ,فتحدث أحدهم عن الارهاب والارهابيين فقال :هذه أعمال عدوانية وأجرامية ووحشية لايرضى بها الله ولا حتى الانسانية .
فقال الاخر: أن الارهابيين الذين يأتون لتفجير أنفسهم بين الاسواق أنما يمارسون هذه الاعمال لأنهم فاقدي الوعي حيث يتعاطون بعض العقاقير (الكبسلة ) والمنشطات التي تجعل منهم في عالم آخر يعيشون به وبالتالي فعند التفجير نفسه لايدرك حجم الجريمة التي أقترفها لما فعله .
الجميع أيدوا هذا الجواب وقالوا :نعم يقدمون لهم اشياء غريبة وعجيبة يتناولونها فيكون أقدامهم على الشهادة كما يزعمون بروح مطمئنة للقتل .
فجاء دوي في الحديث فقلت لهم أيها الاحبة :هذا كلامكم فيه تجني على الحقيقة التي تريدون أن تطمسوها بهذا الطرح غير الموضوعي الذي لاينم عن فهم وأدراك لما يحدث من مآساة وأبادة بحق الابرياء من قتل وانتهاك للأعراض وتهجير وسبي للنساء وبيعهن بسوق النخاسة تحت أسم الدين وأحياء الشريعة الإسلامية ,أي عقاقير ومنشطات تتحدثون عنها ,أنه أنهيار أخلاقي في صميم عقيدتهم الملوثة ,والإرهاب فكر منحرف وعقيدة ضالة تدرس لمؤيديه من خلال تزوير التاريخ والاحاديث والسنة النبوية ,حيث يدرسونهم في مدارسهم أن القتل حلال والسطوة على الناس ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم أمراً أقره الإسلام مع الرافضين وأصحاب الملل الاخرى ,هل وجدتم في كتب التاريخ أن الرسول (ص) كان يسمح ويبيح للمؤمنين الفاتحين أثناء المعارك بأن يغدروا ويقتلوا ويسلبوا ويحرقوا الديار على أهلها ويمارسوا التمثيل بالموتى بأنواعه بأنها أعمال تدل على الثناء والتقرب لله ؟أو لم يوصيهم (ص) {بأن المثلى لاتجوز ولو بالكلب العقور} وأعطاء الأمان لمن يريد
الأمان وللذمي وعدم الأجهازعلى الجريح وترك المدبر وغيرها من الوصايا التي تنم عن خلق عظيم لنبي الرحمة ,لقد تعامل الارهابيين بالنقيض والعكس لكل ما كان يطلبه الرسول من المسلمين ,أن عدم فضح انحرافهم الفكري الملوث بالدماء سيعطي لهم الشرعية والمبرر بأفعالهم الوحشية,عندئذ صمت الجميع فكان جوابهم : كلامك غيردقيق وفيه مبالغة ,فهؤلاء الارهابيين شباب مراهقين وهم بحاجة لأن يمارسوا هواياتهم العدوانية ,فقلت له سيدي الفاضل : هذا الكلام عارٍ عن الصحة لأنه معبء ومحمل بأفكار وأوهام كاذبة بأن قتل الناس المعارضين للأنتماء لدولتهم أو غير المؤيدين لها وبأي طريقة كانت ,فأن جزاء الانتحاري نعيم الأخرة والقاء بمقام الرسول ,وقصور في الجنة يسكنها ويتنقل منها بما يشاء ,وحور العين بخدمته يتزوج منهن,وأجرٌ عظيم يجزيه الباري على ذلك ,وضربت لهم مثل في الهند يعبدون البقرة وهي مقدسة وبولها فيه بركة كما يدعون حيث تجد عالم علمي هندي كبير في الفيزياء النووية الهندية يتبرك ببولها وعند سؤاله يقول لك بكل وضوح وبساطة هذه (عقيدتي ) علينا أحترامها واحترام جميع الشعائر والطقوس لمختلف الأديان ,لكننا لم نجد في عقيدته (الهندي )بأن التطاول على حرمات المواطنين حق مشروع !!! ثم أردفت قائلاً هل تعلم أن عند مجيء شهر محرم الحرام وفيه مجزرة حدثت بحق فلذة كبد رسول الله (ص) الحسين (ع) بكربلاء يمارس الملايين شعائرهم بكل فخر واعتزاز ولي الفخر بذلك ايضاً حيث أتوجه للحسين (ع) في مسيرة المشي بأربعينيته غير مبالي بالنتائج مودعاً زوجتي وبناتي وأحبتي فالطريق فيه مفاجئات كثيرة والحافظ هو الله ,وعند سؤالك لملايين السائرين سيكون جوابهم واحد بالاتفاق هذه (عقيدتنا) ,مستوى حديثهم يشير لضعف واضح ومشخص في فهم الأزمة وتحدياتها ,أم هنالك من يدفع بهؤلاء لأن يضخوا هكذا كلام مليء بالتجني والتشويه لغلط الاوراق والتأثير على الحقيقة ,في الاماكن الاجتماعية والطرقات العامة والمقاهي وغير ها من أماكن تواجد الناس ؟.