قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنه لا توجد حاليا علاقات دبلوماسية رسمية مع الأكراد، لكن مسؤولين إسرائيليين رفضوا التعليق على العلاقات السرية، وقال المسؤول الدفاعي الإسرائيلي الكبير (عاموس جلعاد) “صمتنا – في العلن على الأقل- هو الأفضل؛ أي كلام غير ضروري من جانبنا لن يؤدي إلا إلى الإضرار بهم (الأكراد)”.وتنفي الحكومة الإقليمية الكردية في شمال العراق بيع النفط لإسرائيل سواء بصورة مباشرة و غير مباشرة. ورفضت الحكومة الإسرائيلية التعليق على شحنة نفط يوم الجمعة
ويقول مسؤولون مخضرمون في المخابرات الإسرائيلية إن التعاون اتخذ شكل التدريب العسكري للأكراد في شمال العراق مقابل مساعدتهم في تهريب اليهود إلى الخارج وأيضا في التجسس على نظام صدام حسين في بغداد وكذلك على إيران في الآونة الخيرة، وقال (اليعازر تسافرير) وهو رئيس سابق لمكتب للموساد في كردستان العراق لكنه تقاعد الآن من الخدمة بالحكومة الإسرائيلية إن السرية حول العلاقات فرضت بناء على طلب الأكراد. وأضاف لرويترز “نحب أن تكون في العلن وأن تكون لنا سفارة هناك وأن تكون العلاقات طبيعية، لكننا نبقيها سرية لأن هذا ما يريدونه”.
وقالت البروفيسورة عوفرا بينغيو كبيرة الباحثين في مركز موشي ديان لدراسات الشرق الاوسط وشمال افريقيا التابع لجامعة تا أبيب والخبيرة في شؤون العراق ومؤلفة لكتابين عن الأكراد، احدهما بعنوان(كرد العراق بناء دولة داخل الدولة) إصدار دار الساقي:” إن شحنة النفط التي فرغت في ميناء أشدود الاسرائيلي وغيرها من العلاقات التجارية بين إسرائيل وكردستان هي “بوضوح جزء من حنكة سياسية أوسع، وقالت “أعتقد بالتأكيد أن اللحظة التي يعلن فيها (الرئيس الكردي مسعود) البرزاني الاستقلال سترفع درجة هذه العلاقات إلى علاقات مفتوحة”، وأضافت “الأمر يعتمد على الأكراد”.
وسياق آخر قالت بينغيو في حديث على هامش مؤتمر استقلال كوردستان الذي عقد يومي الخميس والجمعة 15-16/12/2016م في الجامعة الاميركية بمدينة دهوك، وتم استضافتها في فندق روكسوس في مدينة دهوك ان “الوقت مناسب جدا لإعلان الدولة الكوردية بسبب ضعف الدول الجارة لكوردستان”، واضافت ان “تركيا تعيش أزمات داخلية ولايمكن لبغداد معاداة استقلال الكرد لأنها تعيش أزمات عديدة ووضع سوريا معلوم”، وتابعت “هناك تخوف من الحشد الشعبي لكن قوات البيشمركة قادرة على لجم هذه الميليشيا”.
وقالت بينغيو ان الشعب الكوردي مستعد ويملك كافة مقومات الدولة الكردية وهناك دول لاتملك إمكانات كوردستان ورغم ذلك أعلنت استقلالها”، ودعت بينغيو الكورد الى حل خلافاتهم كون العالم يدعم البيشمركة التي اثبتت قدرتها كأفضل قوة تحارب تنظيم داعش.
ورأت بينغيو ان “انتظار حل الأزمات الاقتصادية لإعلان الدولة هو طرح كلاسيكي فالكرد يمكنهم حل أزمتهم الاقتصادية حتى بعد تشكيل الدولة الكوردية”.
والجامعة الامريكية في دهوك هي ثاني جامعة امريكية، الاولى موقعها في السليمانية، والثانية موقعها في دهوك ورئيس مجلس امنائها (مسرور البارزاني) مسؤول جهاز الباراستن، موقع (كردستان24) الذي نشر الخبر هو أحد واجهات جهاز مخابرات الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يبث ايضا قناة كردستان24، لذا فإن نشر خبر تواجد الاكاديمية الاسرائيلية في احدى المدن الرئيسية في اقليم كردستان معناه الرغبة في اقامة علاقات ثقافية وفكرية وهي طريقة الى العلاقات البدلوماسية والسياسية بكل ما تعنيه الكلمة.
يعتقد العديد من الباحثين والمراقبين أن السر في تواصل وإدامة العلاقات بين الاسرائيليين والكرد يرجع الى العيش المشترك بينهم لاكثر من 2500عام، منذ النفي الاشوري لليهود في عام722ق.م الى بلاد آشور ( شمال العراق – كردستان العراق)، والتعاطف تجاه القضية الكردية نظراً للتشابه التاريخي الكردي واليهودي في نظرهم، والاضطهاد الذي لقيه الجانبان( اليهود بصورة خاصة)، والتطلع فيما بعد لتكوين دولة مستقلة.
نعم هناك مجتمع كردي يهودي إسرائيل، يتراوح تعداده بين 130 إلى 150 ألف نسمة ، الذين هاجر معظمهم إلى إسرائيل بعد تأسيسها في سنوات 1949-1951م، في عملية ما يسمى (عزرا ونحميا)، ويشعرون بالامتنان تجاه الأكراد العراقيين، وكان هؤلاء يدفعون قدماً إلى تنمية وتطوير العلاقات مع إقليم كردستان العراق في مختلف المجالات، ولاسيما أن بعض قيادات هؤلاء اليهود الكرد كانوا وراء تأسيس جمعية الصداقة الإسرائيلية الكردية منذ عام
1993،بإسم “جمعية الصداقة الكردية الإسرائيلية” التي يرأسها اليهودي الكردي الأصل – من مدينة زاخو العراقية – “موشي زاكن”، وإنتهى الأمر في عام ۱٩٩٦ إلى تشكيل مؤسسة في واشنطن تحمل إسم “معهد واشنطن للأكراد” والذي أسسه، بمساعدة مالية وإشراف من قبل موريس أميتاي أحد قيادات الموساد.
وتم دعم مجلة “ئيسرائيل- كورد”، وهي مجلة ثقافية شاملة باللغات الكردية والانكليزية صدرت في مدينة اربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، في أغسطس/آب 2009، صاحب امتيازها (داود باغستاني) الشخصية المثيرة للجدل والذي لديه علاقات متشابكة مع عدة جهات مخابراتية عراقية وسورية وتركية ؛ لذا استفاد منه الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي بزعامة مسعود بارزاني في إدامة الاتصلات مع عدة جهات معارضة له كحزب العمال الكردستاني التركي، وفي تعزيز العلاقات مع اسرائيل من خلال نشر المقالات المتنوعة واللقاءات المثيرة والمستفزة مع الجانب الاسرائيلي وخصوصاً ضباط جهاز المخابرات الاسرائيلي (الموساد) الذين دعموا الحركة الكردية بقيادة البارزاني الاب (ملا مصطفى البارزاني) خلال سنوات 1963-1975م.
لان هذه المقالات المنشورة في مجلة “ئيسرائيل – كورد” تهييء أذهان القراء في اقليم كردستان العراق وغيرهم الى فوائد اقامة علاقات دبلوماسية مع الجانب الاسرائيلي نظرا للتقدم العلمي الاسرائيلي في شتى مجالات المعرفة التي يحتاجها الجانب الكردي، والديمقراطية الحقيقية التي تعيشها اسرائيل اذا قارناها بجيرانها العرب والايرانييين على حد سواء، والقيام بعمل استبيانات وتحقيقات صحفية (ريبورتاجات) بين صفوف النخبة الكردية وفي صفوف طلبة الجامعات، ونتيجتها محسومة لصالح اقامة العلاقات باكثر من80% كي تبني كردستان العراق مؤسساتها على غرار المؤسسات الاسرائيلية، فبدلاً من قيام الجهات الحكومية الكردية ببناء علاقات سياسية وثقافية مع اسرائيل، وهذا ما لا يجوز قانوناً وعرفاً لان الدولة العراقية في حالة حرب مع اسرائيل ولم توقع على اتفاقية الهدنة والاقليم الكردي لا زال جزءاً من الدولة العراقية؛ لذا يتم تكليف (داود باغستاني) للقيام بهذه المهمة الصعبة، وحتى اذا ما أتهم الحزب الديمقراطي الكردستاني علناً بزعامة مسعود بارزاني بأن لديه علاقات مع اسرائيل فإن الناطقين الرسميين وغيرهم من قادة حزب بارزاني ينفون تلك العلاقة بشدة، ويصرحون بأن صدور مجلة ئيسرائيل – كورد نتيجة طبيعية لحرية التعبير استنادا الى قانون الصحافة في الاقليم، حسب نقيب الصحفيين في الاقليم( فرهاد عوني) لانه عضو في حزب بارزاني ويتلقى التعليمات منهم، واذا ما تم احراج قادة حزب بارزاني بهذه الاسئلة المحرجة حول وجود علاقات خاصة أو أمنية ومخابراتية سرية مع اسرائيل، لأن العلاقات الإسرائيلية
الكردستانية معقدة بعض الشيء، لذلك فإن قادة حزب بارزاني وانصاره يلقون بالللائمة على (داود باغستاني) الذي لا يهمه الامر الا بقدر ما يغدق عليه مسعود بارزاني ونجله مسرور بارزاني من الاموال التي يصرفها على ملذاته الشخصية، فالحقيقة التي لا يستطيع بارزاني ولا ابنه مسرور ولا ابن اخيه نيجيرفان البوح بها يبوح بها (داود باغستاني) وآخرين من هذا الطاقم على شاكلته أمثال الدكتور(نهرو زاكروس) معاون رئيس جامعة سوران للشؤون العلمية الذي حل ضيفا على (معهد موشي ديان للابحاث) التابع لجامعة تل أبيب، وكشفت صحيفة ″معاريف″ الإسرائيلية، عن مطالبًته إسرائيل بتزويد إقليم كردستان العراقي بالأسلحة الثقيلة لقتال ″داعش″، واستغلال جماعات الضغط اليهودية في الوﻻيات المتحدة للدفع باتجاه إقامة دولة كردية مستقلة.
وقالت الصحيفة، إنَّ الدكتور نهرو زاكروس، مستشار الحكومة الكردية بالعراق، ونائب رئيس جامعة ″سوران″ في أربيل، قد حلَّ ضيفًا على البروفيسورة (أوفرا بنجيو) كبيرة الباحثين في الشؤون العراقية بمركز موشيه دايان بجامعة تل أبيب، وبالتنسيق مع الخارجية الإسرائيلية، وبين أنَّ العلاقات بين ″إسرائيل″ وعائلة بارزاني وحزبه وحكومته مستمرة إلى اليوم، لكن على نار هادئة، فخلال الشهور الماضية نشرت وسائل إعلام دولية من بينها وكالة ″رويترز″ أنباءً عن بيع إقليم كردستان كميات من النفط لمصافي ميناء أشدود الإسرائيلية.
وللعلم فإن الدكتور (نهرو زاكروس) حاصل على شهادة الدكتوراه عن أطروحته حول (اليزيديين في ارمينيا)، وهو يعمل كمعاون للدكتور (مصلح مصطفى جوماني) رئيس جامعة سوران والقيادي في جهاز مخابرات الحزب الديمقراطي الكردستاني (الباراستن)، ( وكثيرا ما أتهم الدكتور مصلح جوماني بسرقة عشرات الملايين من الدولارات من اموال جامعة سوران)، ولكن قربه الشديد من رئيس الجهاز مسرور بارزاني، حال دون ادانته ومحاكمته، لذا الدكتور نهرو زاكروس يعمل بصفة عميل في جهاز مخابرات الحزب الديمقراطي الكردستاني(الباراستن)، بإمرة سيده الدكتور (مصلح مصطفى جوماني) الذي لا يجيد الانكليزية، لذا يتم تكليف الدكتور نهرو زاكروس بمثل هذه المهمات
والحقيقة التي لا مناص منها حسب مجريات الواقع والمشاهدات اليومية خلال عملي في العديد من المنظمات الدولية في الاقليم، فقد بان لي بأن هناك علاقات استخبارية بين الجانبين، ومنذ عدة سنوات عمل في كردستان العشرات من المستشارين الأمنيين الاسرائيليين بصفة ناشطين وعاملين لدى منظمات اجنبية مسيحية أمريكية واوروبية تابعة للانجيليين وشركات دولية، معظمهم ضباط سابقون بالموساد والشاباك ″جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي″، أبرزهم عميل الموساد السابق ” داني ياتوم”.
وحتى وقت قريب كان الحديث عن اليهود في إقليم كردستان العراق أمرا غير متداول إلا في سياق تذكر أحداث تاريخية مرت بالمنطقة، لكن الحال تبدل خلال العامين الماضيين 2015-2016م، حيث قررت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كردستان افتتاح مكتب وممثلية خاصة باليهود لتنضم إلى مكاتب أخرى يمثل كل منها أحد الأديان المعترف بها في الإقليم.
هذا الأمر كان محل ترحيب بعض الأحزاب الكردستانية، وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يقوده مسعود البارزاني أكثر الأحزاب التي عملت على تثبيت وجود اليهود في الإقليم، عبر الاعتراف بوجودهم والمشاركة في مناسباتهم الدينية التي يقيمونها في كردستان.
ممثل اليهود في وزارة الأوقاف ورئيس الطائفة اليهودية في الإقليم (شيرزاد عمر مامساني)، قال للصحافة إن لليهود في الإقليم علاقة متميزة مع العائلة البارزانية، وأضاف “نحن لن ننسى كيف أنها حمتنا في منتصف القرن الماضي وحتى مطلع السبعينيات منه، وأنقذت أرواح المئات من اليهود عندما كانوا يتعرضون للقتل والإعدام والسلب أيام الفرهود”.
وبشأن زيارات الاسرائيليين فبعد انتفاضة مارس/آذار عام1991م ضد نظام صدام حسين بدأ العشرات من الاسرائيليين من أصول كردية يتوافدون الى كردستان العراق بحجة البحث عن أقربائهم، لأن العشرات من الفتيات اليهوديات تزوجن من شباب مسلمين أو أجبرن على الزواج منهم قبل الهجرة اليهودية الى اسرائيل ما بين 1949- 1951م، يذكرها الاكاديمي الاسرائيلي”(مُردخاي زاكن) في كتابه المهم (يهود كردستان ورؤسائهم القبليون، ترجمة الدكتورة سعاد محمد خضر، ومراجعة الدكتور عبدالفتاح علي يحيى والدكتور فرست مرعي، من اصدار مؤسسة بنكه ى زين في السليمانية)”، بالتفصيل الممل.
وقد استقبل هؤلاء اليهود في مدن وقصبات كردستان بالحفاوة والتقدير، بعد أن كانوا منبوذين قبل سنوات الهجرة وتعرضوا الى شتى أنواع المذلة والمهانة على أيدي أغوات وشيوخ كردستان، بل على أيدي عامة الشعب الكردي.
فكنت ترى الكردي المسلم يفتخر بأن لديه ضيوف قادمون من اسرائيل، وكان العشرات من الكرد وخاصة الشباب يتوافدون على مجالس الضيافة التي اقيمت لهؤلاء اليهود، بحجة البحث عن طرق لخروجهم من كردستان التي كانت الظروف الاقتصادية والامنية والاجتماعية صعبة جدا في سنوات التسعينات من القرن العشرين، وبالفعل خرج العشرات من هؤلاء الذين كانت
لديهم صلة القرابة باليهود عن طريق اليهوديات اللاتي تزوجن من مسلمين، فغالبيتهن لديهن اقارب من إخوان و اولاد عم، وبعض الشباب استطاع شراء صك القرابة من اشخاص لهم صلة قرابة بالاسرائيليين، ولكنهم لا يودون المغادرة خوفا على مصيرهم ومصير اولادهم من اعتناق اليهودية والانصهار في المجتمع الاسرائيلي، لذا بدأت حركة معاكسة وهي مغادرة عشرات العوائل الى اسرائيل عن طريق دياربكر بحيث يتواجد القنصل الفخري الاسرائيلي، ومنها الى أنقرة حيث تقوم طائرات شركة العال الاسرائيلية بنقلهم الى اسرائيل.
وذكرت الاذاعة الاسرائيلية في إحدى نشراتها في شهر حزيران عام1997م ان 954 كردياً من أصل يهودي وصلوا اسرائيل،حيث تهود ثلثاهم فيما هاجر الثلث الآخر الى الدول الاوربية لعدم تقبلهم اليهودية كدين، وكان للمدعو (حاجي البارزاني) الدور الرئيسي في هجرة عدد كبير من الاكراد الى اسرائيل، وتركز أغلب هؤلاء في شمالي اسرائيل وفي مدينة القدس والمناطق المحيطة بها.
وفي عقد التسعينات من القرن العشرين وجهت الجالية اليهودية الكردية دعوة لثلاثة من وجهاء قرية صندور الواقعة على بعد عشرة كيلومترات شمال مدينة دهوك (قرية يهودية بالاصل) لزيارة اسرائيل وهم : المغني الشعبي يوسف عبدالله خورتا، والحاج محمد صندوري، وحجي عبدالقادر صندوري، وقد لبوا الدعوة وزاروا اسرائيل عن طريق تركيا، واستغرقت إقامتهم لفترة تقارب الشهر حيث غنى يوسف عبدالله خورتا في الحفلات التي أقامها اليهود ذوي الاصل الكردي العراقي في اسرائيل، وبعد عودتهم عرضوا الحفلات التي أقيمت على شرفهم بواسطة شريط فيديو، لكن في السنوات الماضية كثَّفت الشرطة والشاباك الرقابة على الإسرائيليين الذين يسافرون إلى كردستان، كون الإقليم جزء من العراق الذي يصنف في إسرائيل ″بلد عدو″.
وكان الشخص الاسرائيلي (يوسف حاييم) من أهالي قرية صندور يزور مدينة دهوك وقرية بارزان بين الاونة والاخرى، وهو الذي كان يتكفل بالكثير من الكرد الذين لهم صلة القربى باليهود من ناحية الام والذين يرومون الذهاب الى اسرائيل، غير أن ثقة الحكومة الاسرائيلية به قد ضعفت اخيرا لأن هؤلاء الاكراد كانوا عند وصولهم الى اسرائيل ودخولهم في اليهودية ومنحهم الجنسية الاسرائيلية سرعان ما يتركون اسرائيل والمغادرة الى اوربا- بريطانيا وهولنده وفنلنده تحديداً.
وتوالت بعدها الزيارات بين الجانبين زيارة وفود شعبية اسرائيلية الى كردستان، ومن جانب آخر زيارة وفود شعبية كردية الى اسرائيل، هذه الزيارات كانت محدودة في عقد التسعينات،
ولكن بعد سقوط نظام صدام حسين، دخلت هذه الزيارات طورا آخر، فقد علمت من الطبيب (عبدالله عبدالكريم باجلوري) مدير عام صحة محافظة دهوك أن وفدا كرديا من اهالي محافظة دهوك زار اسرائيل سنة 2014م عن طريق تركيا بدعوة من الحكومة الاسرائيلية ، ضم الوفد خمسة اشخاص متنوعين اجتماعيا منهم: حجي محمد صندوري من اهالي قرية صندور اليهودية، والدكتور الطبيب احمد آفدل منداني، والدته من أصول يهودية، وعمر موسى مارونسي زوجة عمه من اصول يهودية وحسن مجيد، وقد استغرقت الزيارة قرابة الشهر زاروا خلالها كل المواقع والمرافق الاسرائيلية ما عدا مفاعل ديمونا، وأقيمت على شرفهم العديد من الحفلات والمآدب .
وفي سنة2015م زار بعض الاشخاص اسرائيل بدعوات خاصة، وفي سنة 2016م زارت شخصيات اخرى من الوفد السابق اسرائيل مثل الدكتورالصيدلي ( قيصر) صاحب صيدلية الشفاء وابنته الطبيبة بدعوات شخصية عن طريق الاردن عبر جسر الملك حسين ومن ثم اسرائيل. وتوالت هذه الزيارات فيما بعد ولكن على نطاق محدود لان الحكومة الاسرائيلية كانت تتوجس من هذه الزيارات خوفا على امنها القومي، فكانت عملية منح الفيزة تستغرق حوالي ستة اشهر وتوضع على ورقة خاصة دون الجواز حتى يكون صالحا لزيارة الدول العربية، وكانت السيدة (كاترين) الموظفة في السفارة الاسرائيلية في الاردن قد يسرت أمور الوفد الكردي الزائر.
كما زار اسرائيل المدعو (داود باغستاني) صاحب امتياز مجلة (ئيسرائيل – كورد) عدة مرات ، احداها في شهر مايس/ايار2008م بمنسبة تأسيس دولة اسرائيل والتقى بشخصيات اسرائيلية قيادية، بالاضافة الى رئيس تحرير المجلة المدعو(مولود ئافند)الذي زار هو الاخر اسرائيل وكان لافتاً النظر ارتدائه الملابس الكردية على الطريقة البارزانية رغم انه من اكراد ايران، وقد اختفى فيما بعد في مدينة السليمانية في نهاية حزيران عام2012م ويعتقد أن لايران دور في ذلك، لأنها اعلنت قبل فترة انها اعتقلت “مجموعة لها علاقة باسرائيل تنشط من دولة مجاورة لايران”.
وزار اسرائيل ايضاً المدعو (شيرزاد عمرمامساني) ممثل اليهود في في وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في اقليم كردستان و (شيركو عثمان عبدالله) الصحفي في مجلة ئيسرائيل- كورد برفقة وفد من الطائفة الايزيدية في شهر آذار/مارس عام2016م، لاطلاع الاسرائيليين على اوضاع الاقليات في الاقليم والعراق.
فالغموض والعمل من وراء الكواليس يبدوان الطريق الافضل لاقامة العلاقات في هذه المرحلة الحساسة بين الجانبين ، فهذا من مهام ( الاسرة البارزانية) الحاكمة في الاقليم التي كانت ترتب مثل هذه العلاقات الاجتماعية والدينية والثقافية والسياسية على نار هادئة حتى تستوي، فالزيارات المتبادلة بين الجانبين، وصدور مجلة (ئيسرائيل – كورد) واعتراف وزارة الاوقاف باليهود كطائفة، وفيما بعد احتفال المسؤولين البارزانيين وعلى رأسهم محافظ اربيل (نوزاد هادي) بالاحتفالات اليهودية في اربيل ورفع الشمعدان اليهودي، وزيارات ضباط الموساد والاكاديميين الاسرائيليين ومدراء الشركات الى كردستان بصورة علنية، دون نسيان زيارات القادة والكوادر الامنية لحزب بارزاني الى اسرائيل( حددهم داود باغستاني بستة اشخاص فقط؟)، كلها عوامل تصب في الهدف الاكبر وهو اقامة علاقات دبلوماسية وسياسية علنية في الوقت المناسب.
لقد اتصلت مع احد الكوادر القيادية في الباراستن في المانيا في احدى زياراتها اليها في العام الماضي عام 2016م بقصد الشفاء من ألم الظهر وهو( حمزة جوهر كوجر) مدير باراستن مصيف صلاح الدين حالياً ومدير باراستن بغداد سابقاً، قال انهم كثيرا ما يذهبون الى دورات مخابراتية الى فرنسا وصربيا فقلت له الصحيح الى اسرائيل فسكت.
وعلى حد علمي فإن مدينة فيينا عاصمة النمسا هي المكان المفضل للمسؤولين من حزب بارزاني والاسرائيليين للذهاب والاياب من تل ابيب الى اربيل، لانها احدى محطات الباراستن الرئيسية في اوربا، فالسفير العراقي في النمسا (طارق عقراوي) وهو قيادي في جهاز مخابرات حزب بارزاني الباراستن ينظم هذه الرحلات الذاهبة الى اسرائيل وبالعكس، وللبارزانيين مستشفى خاص في العاصمة النمساوية فيينا يذهب اليها افراد الاسرة البارزانية وكوادرهم القريبين منهم للشفاء، والاقل مرتبة بارزانية و حزبية ( الخط الثاني) يذهبون الى تركيا والاخرون الى ايران، كما أن ايطاليا احدى اماكن تبييض الاموال عند الاسرة البارزانية، بوسطة المطران (ربان القس) الذي يخصم 10% من هذه الاموال المسروقة من قوت الشعب الكردي لصالح ميزانية الكنيسة الكاثوليكية الفاتيكان.
وهناك رأي مفاده أن الدعم الذي تقدمه اسرائيل للحركة الكردية بقيادة البارزانيين لاسباب دينية وتاريخية، حيث يذكر الباحث اليهودي الالماني (أريك براور) في كتابه المهم(يهود كردستان) المترجم الى اللغة العربية – اصدار دار ئاراس، أما قرية بارزان فهي تعد مع قرية صندور في التقاليد الدينية اليهودية المركزين الرئيسيين لتعليم رجال الدين اليهود من الحاخامات والمذَكين(الذباحين الشرعيين وفق التعاليم اليهودية)، فكان الناس يقولون في كردستان ” التشريع من صندور وكلمة الرب من بارزان”، كما أن براور يؤكد بروز العديد
من الحاخامات من بارزان، منهم الحاخام (شمعون يونا بارزاني) الف كتاباً تحت عنوان (شيحيطات بارزاني) أي تذكية بارزان في سنة 5420 يهودية أي سنة1660م، وقد نقل هذه المخطوطة اليهودي الالماني(وولتر فيشل) الى المانيا أثناء زيارته لكردستان، ولها نسخة مخطوطة في دار المخطوطات في اسرائيل.
وهناك شيء مهم آخر ملفت للنظر، أن اصول الاسرة البارزانية ترجع الى اليهود، فيذكر الاكاديمي والباحث الاسرائيلي من اصول كردية (مدينة زاخو) (يوسف زاكن) في كتابه المهم ( يهود كوردستان ورؤسائهم القبليون) حول أصول أسرة شيوخ بارزان، بقوله: ” تاريخياً يوجد شيخان يحملان اسم عبد السلام: أولهما (عبدالسلام إسحق)، جد (الملا مصطفى البارزاني)، الذي أعدمه االعثمانيون شنقاً في (الموصل)، عندما وصل إليها للتفاوض حول تسوية لتمرده في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. أما ثانيهما، (عبد السلام) المرشح المفضل ليستقر في الصورة… وعبد السلام هذا، هو الشقيق الأكبر للملا مصطفى البارزاني، وتم شنقه في الموصل عام 1914م…” ، ويدعم هذا الرأي مصدر آخر هو الجنرال (حسن أرفع) رئيس أركان الجيش الايراني في اربعينيات القرن العشرين في كتابه (الشعب الكوردي- دراسة تاريخية وسياسية) الصادر عن جامعة اكسفورد عام1967م باللغة الانكليزية:” إن اسم جد الشيخ أحمد هو إسحق بن يعقوب، وجده الأكبر يعقوب كان قد جاء إلى (بارزان) من قرية (بحركى- إحدى ضواحي اربيل حالياً) التي تقع على بعد عشرة أميال شمال غرب مدينة أربيل، ونزل في أطراف (زيبار)، مع عائلته وأفراد قبيلته، على الضفة الشمالية المقابلة من نهر الزاب الأعلى (=الزاب الكبير)، وقد أطلق على المكان اسم (بار- زان) والذي يعني في اللغة الكوردية (مكان الهجرة)، وعلى كل فالمصدران الاسرائيلي والايراني يرجعان نسب أسرة شيوخ بارزان إلى اليهودية، من خلال تسمية إسحاق ويعقوب اجداد هذه الاسرة، ومن خلال بينات واضحات من خلال وجود بعض المسؤولين الاسرائيليين من أصول كردية بلقب البارزاني: (موشي بارزاني) الذي قتل على يد البريطانيين بفعل كونه عضواً في منظمة الهيشترين اليهودية الارهابية بقيادة مناحيم بيغن ودفن في سفح جبل الزيتون (صهيون)، و(أكرم بارزاني) رئيس جمعية الصداقة الاسرائيلية – الكردية).
كما أن البروفيسور اليهودي يونا صبار(مواليد1938مدينة زاخو) استاذ اللغة العبرية في جامعة كاليفورنيا فرع لوس انجلوس أصدر كتاباً بعنوان( الادب الشعبي ليهود كردستان أنطولوجيا) الصادر عام 1982م من جامعة ييل Yale الاميركية، أكد فيها يهودية الاسرة البارزانية الحاكمة، ودعم هذا الامر وضوحاً الباحث التركي( احمد أوجار) في دراسته للوثائق العثمانية وجد أن الحاخام (شالوم بارزاني) قد نفته السلطات العثمانية في القرن التاسع عشر الى مدينة سالونيك اليونانية، ومنها رحل الى القدس.
بعد اتفاقية آذار عام 1970م وتعيين بعض الأكراد وزراء في الحكومة العراقية، فإن سامي عبدالرحمن عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني عين وزيرا لإعمار الشمال، وكانت المخابرات الإسرائيلية (الموساد) قد زودته بساعة يدوية تسجل ما يدور في اجتماعات في مجلس الوزراء العراقي لصالح الموساد الإسرائيلي، وكان سامي عبد الرحمن قائد المجموعة الخاصة التي أسهمت في قصف المنشآت النفطية العراقية في منطقة كركوك عام 1969 بدعم وايعاز من الموساد الاسرائيلي، وهذه العملية مذكورة بالتفصيل في كتاب (شلومو نكديمون) في كتابه الرائع (الموساد في العراق ودول الجوار)؛ وقد قتل سامي عبدالرحمن في تفجيرتنظيم القاعدة لمقر الفرع الثاني للحزب الديمقراطي الكردستاني في مدينة اربيل في 1 شباط 2004م مع العشرات الاخرين. كانت إسرائيل تخاف على الجالية اليهودية الباقية في العراق عندما قامت الحكومة العراقية باعدام عدد من هؤلاء في بغداد في ساحة التحرير سنة1969م، لذلك اتصل الموساد مع قيادة البارزاني عام 1971م وطلبت منه القيام بتسيير عملية خاصة لتهجير اليهود من بغداد الى إيران عن طريق كردستان، وفعلا قام أدريس بن ملا مصطفى البارزاني ( والد نيجيرفان بارزاني ) بتشكيل خلية نحل من (فرنسو حريري- القيادي في الباراستن) قائممقام قضاء جومان، ومن (رمضان عيسى بارزاني- من اصول يهودية) قائمقام قضاء راوندوز المدينتين القريبتين من الحدود الايرانية، بعملية تهجير المئات من اليهود العراقيين الساكنين في بغداد الى إيران لقاء مبالغ مالية كبيرة، وقد أشار الى ذلك عدد من الكتاب الإسرائيليين في نشراتهم ومنهم اليهودي العراقي (شلومو هيلل) في كتابه (تهجير يهود العراق).
وتذكر الكاتبة والصحفية الكردية (شه بول فاخر ميركه سوري) في كتابها (لسان الجريمة ينطق) الذي طبعه الاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية سنة 1998م :” كان جميل ابن حمد آغا احد اعضاء الحزب الشيوعي العراقي واعتقد انه وصل الى عضوية لجنة محلية اربيل. حينما علم بأن بعض شيوخ بارزان بعد صدور بيان آذار يعملون في تجارة تهريب اليهود من بغداد بسمسرة (فرنسو توما الحريري) الى اسرائيل عبر المرور بايران. حيث كان هؤلاء اليهود عاجزين عن الخروج من بغداد، فوجدوا هذه الطريقة لاخراجهم مقابل دفع اموال طائلة لشيوخ بارزان. وكان (فرنسو توما الحريري) يتولى استلام المبالغ والاتصال بالموساد لخدمتهم من جهة ولتجديد قرابته باليهود، حيث أن سكان حرير يقولون أن (فرنسو توما حريري) ليس من العوائل الجولمركية الذين سكنوا حرير، إنما هو منتمي الى البيوتات القليلة العدد من اليهود التي قدمت الى حرير وتنصرت هنا”.
وقد علمت المخابرات العراقية بهذه العملية عن طريق (جميل بن حمد آغا ميركسوري شيرواني) الذي كان شيوعيا، وكان الحزب الشيوعي العراقي على وشك التحالف مع حزب البعث العراقي فيما سمي بالجبهة الوطنية، وعندما علم جهاز الباراستن بهذا الخبر قاموا بتصفية شقيق فاخر الميركسوري(جميل) عن طريق سائق تركماني من أهالي اربيل يدعى ( رؤوف أربيلي)، وقام سعيد بن حمد آغا مير كه سوري بقتل عنصر الباراستن (رؤوف التركماني الاربيلي) ثأراً لاخيه على طريق هاملتون الاستراتيجي: جنديان – حاج عمران، وكان هذا السبب فيما بعد في تصفية هذه الأسرة أي قتل حمد آغا وأبنائه السبعة في سجن (رايات الرهيب القريب من الحدود الايرانية) بعد انتهاء الحركة الكردية في شهر آذار 1975م، مع اسباب أخرى تتعلق بنضال هذه الاسرة وخجمتها للحركة الكردية وخاصة (فاخر مير كه سوري) الشخصية السياسية والعسكرية القديرة. أما الحكومة العراقية فقد قامت بإعفاء (رمضان عيسى بارزاني) قائممقام قضاء رواندوز وأحالته على التقاعد، وكان الخبر قد وصل اليه وهو جالس في نادي الموظفين في رواندوز يشرب الخمر، وبمجرد قراءته للبرقية أصيب بسكتة دماغية وفارق على أثرها الحياة، وكانت الحكومة العراقية تريد عزل (فرنسو حريري) من منصب قائمقام قضاء جومان الذي يقع بالقرب من الحدود الايرانية، ولكن اصرار ملا مصطفى البارزاني على ابقاءه في منصبه حال دون فصله، لانه كان قيادياً في الباراستن انذاك ومن أصول يهودية مثله.
وهذا دليل أكيد آخرعلى أن الاسرة البارزانية ذات الاصول اليهودية تريد السيطرة على الامكانات المالية والعسكرية والسياسية والاعلامية في الاقليم، ولا تسمح للاحزاب الكردية الاخرى بمنافستها في مجرى الصراع الديمقراطي كما هو معلوم.
وكان رئيس إئتلاف دولة القانون (نوري المالكي)، قد صرح في مقابلة أجراها مع وكالة يو نيوز، في يوم الابعاء 26/10/2016م ان” النفوذ الإسرائيلي بكردستان كبير جداً، والبارزاني أصبح نقطة ارتكاز لسياسة أميركا وإسرائيل”حسب تعبيره. وأضاف المالكي،”ان الإقليم، وأقصد بها المناطق الخاضعة لسيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني وليس كل الاقليم، قد اصبح نقطة إرتكاز ومحطة إستراتيجية بالنسبة للسياسة الاميركية وإلاسرائيلية على خلفية العلاقات الممتدة قديما بين عائلة البارزاني وإسرائيل”،
واشار، الى أن “العلاقة بين البارزاني وإسرائيل وصلت الى حد أن تقام الفاتحة لشمعون بيريز في الاقليم( مدينة دهوك تحديداً)، وأن يقام معرض لليهود في اربيل(بمناسبة يوم الفرهود عام1941م)، وان تدخل القناة الاسرائيلة الثانية الى معركة إستعادة الموصل وترافق قوات البيشمركة”بحسب تعبيره.