تعقيبا على توصيف الشقيقة إيران الذي ورد في مقالي ليوم أمس ( مخلب أمريكا في العراق ) , دار هذا الحديث بيني وبين أحد الأصدقاء على الخاص :
الصديق .. أبو محمد شنو هاي النوب الشقيقة إيران ؟
أنا .. جا السعودية القذرة شقيقة وإيران مو شقيقة ؟
الصديق .. عمي إيران هي دمار العراق هي وشقيقتها السعودية , كلاهما قذارة ونجاسة حشاك , إيران لو تحبك ما تكطع عنك الماي ولا تدّخل المخدرات للعراق ولا تدّخل البضائع الفاسدة , عمي دخيل العباس خلونا ساكتين .
والحقيقة الذي دفعني لكتابة هذا المقال ليست الاتهامات التي وجهها هذا الصديق العزيز جدا إلى إيران , فمثل هذه الاتهامات وأكثر منها يكال يوميا من خلال ماكنة الإعلام السعودي والخليجي إلى إيران , اليوم مثلا صرّح وزير الدفاع الأمريكي الجديد جيمس ماتيس خلال مؤتمر صحفي في طوكيو أنّ إيران ( هي أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم ) , ولو قارنا اتهامات هذا الصديق العاطفية وغير الصحيحة بما صرّح به وزير الدفاع الأمريكي , فلا أعتقد أنّها تشّكل قيمة تذكر , والمشكلة ليست بأهمية هذه الاتهامات من عدمها , بل في نجاح الإعلام السعودي والخليجي في زرع الكراهية في نفوس البعض من أبناء شيعة العراق ودفعهم لمعادة إيران , والحقيقة المؤلمة أن يتسرّب مثل هذا الاعتقاد بكون إيران هي دمار العراق لهذا الصديق وغيره , ولهذا الصديق العزيز جدا أقول :
إنّ إيران لم تكن يوما من الأيام سببا لدمار العراق , ولم يفتي أي من علمائها بجهاد الرافضة في العراق كما أفتى علماء السعودية , ولم يفّجر واحد من الإيرانيين نفسه في مدن وشوارع العراق وتسبب في قتل الأبرياء من أبناء الشعب العراقي كما فعل الآلاف من السعوديين الذين فجّروا أنفسهم بمدن وشوارع العراق وتسببوا بقتل مئات الألاف من أبناء الشعب العراقي الأبرياء , ولم يقاتل أبناء إيران مع القاعدة وداعش كما قاتل السعوديون والعرب والمسلمون في سوريا والعراق , ولم ترسل سلاحا وأموالا إلى القاعدة وداعش كما فعلت السعودية وقطر والأمارات والكويت , وأرسلت آلاف المقاتلين من أبنائها للدفاع عن مقدّسات الشيعة في سوريا والعراق والتي كانت مهددة بالتدمير كما فعلت داعش في مرقد الأماميين العسكريين في سامراء , واستشهد المئات من أبنائها بما فيهم كبار القادة العسكريين دفاعا عن الشرعية المتمّثلة بالحكومتين العراقية والسورية , وإيران عارضت بشدّة أي محاولات لتقسيم العراق , ووقفت بقوّة بوجه المّد التكفيري والإرهابي المدعوم دوليا وسعوديا وخليجيا , وساندت شعوب المنطقة وقضاياها وفي مقدمتها قضية فلسطين , ولولا دعم إيران لحزب الله في لبنان لابتلعت إسرائيل لبنان كما ابتلعت فلسطين , ولولا إيران لسقطت بغداد وكربلاء والنجف بيد داعش , وأخيرا وليس آخرا موقف إيران ودعمها بالمال والسلاح والمشورة لحشدنا الشعبي المقدّس , ووجود المجاهد الحاج قاسم سليماني في مقدمة جبهات القتال مع داعش مع قادة الحشد الشعبي خير دليل على هذا الدعم , ألا يستحق كل هذا أن نقول عنها الشقيقة إيران أيها الصديق العزيز ؟ أم أنّك لا زلت تعتقد أنّ إيران هي سبب دمار العراق ؟ .