قبل أيام دعاني أحد الأصدقاء السعوديين لحضور حفل توديع الدكتور زياد الدريس سفير السعودية لدى منظمة اليونسكو في باريس حيث تربطني بهذا الرجل الطيب علاقة طيبة فهو إنسان مثقف وكاتب ومفكر وقبل هذا وذاك فهو إنسان دمث الأخلاق ويتحلى بالمهنية ويستحق بجدارة تمثيل بلده لدى اليونسكو و كان هناك عدد غفير من المدعوين للحفل من بينهم سفراء معظم الدول الممثلين لبلدانهم في اليونسكو والعاملين في المنظمة وضيوف من خارجها ضجت بهم القاعة لأن الرجل لديه شعبية كبيرة في المنظمة وخارجها. شاءت الصدف أن يكون وقوفي مع مجموعة من سفراء دول المجموعة العربية لدى اليونسكو وبعد أن قدمني أحد الأصدقاء لهم وبعد حوار عن العراق وعن الوضع , سألني أحد السفراء العرب بعدما تأكد أنني لا أمثل أي جهة حكومية ولا علاقة لي بالأحزاب والتيارات لا من بعيد ولا من قريب, دكتور ألا يوجد في العراق رجال؟ حقيقة استفزني سؤاله وكأنه يقصد ذلك كي يجرني الى موضوع له في نفسه غاية من طرحه, فقلت له العراق بلد الرجال, فقال صدقت والله وهذا ما عهدته من هذا البلد العظيم بتاريخه وحضارته, ثم أردف سائلا وبصراحة ألا يوجد لديكم من هو على مستوى كي يمثلكم هنا في هذه المنظمة؟؟ إستفزني سؤاله أكثر, فأجبته وهل هناك مشكلة في من يمثل العراق هنا؟ فقال ممثلكم عبارة عن كتلة مشاكل تمشي على الأرض؟؟؟ الحقيقة أنا لا أعرف هذا الممثل شخصيا و لا أهتم بالموضوع أصلا ولكن المنطق يقول أن من يتم اختياره لهذا المنصب يجب أن يكون على مستوى الاختيار والتمثيل, فقلت له وما هي مشاكل من يمثل العراق هنا ؟ فرد قائلا والكلام من بدايته كان أمام ثلاثة سفراء أخرين كانوا يقفون معنا, ((يا أخي ممثلكم رجل طائفي وشخصية مريضة وغير متزنة ولا يحترم الآخرين بل حتى لا يحترم بلده ولا يحترم تاريخ بلدكم العظيم ورموز البلد ولا حتى حكومته ولا مرجعيته التي أرسلته)) ويقصد وزارة التربية؟؟
ثم قال إن هذا الرجل نادرا ما يحضر إجتماعات المجموعة وإذا حضر فهو يتحدث بأمور غير لائقة وغير منضبطة ولا يحضر أي مناسبة خالية من الطعام؟؟ وقالها بأستهزاء وأشار بيده إليه من بعيد وقال تفضل أنظر إليه كيف يتقافز بين الصحون والموائد؟؟ حتى ضحك الجميع مما قال وأحمر وجهي خجلا مما سمعت ولم أستطع الرد, قم قال أنا لا أتصور أن هناك بلد في العالم لا يرغب أن يكون رئيس المنظمة من مواطنيه, فكلنا نتمنى أن من سيعقب المديرة العامة لمنظمة اليونسكو السيدة ((بوكوفا)) هو أحد أبناء بلده لما في ذلك من تعظيم لسمعة البلد في المحافل الدولية إلا ممثلكم الذي يشوه سمعة مرشح العراق لهذا المنصب؟ وعندما سألناه عن خلفية المرشح قال عنه أنه طبيب نفساني فاشل وهو مجنون ويحب الظهور والشهرة من ترشيحه وهو يعلم أنه فاشل وخسران وتارة يقول أن ترشيحه جاء لتسوية سياسية بين الحزب الذي ينتمي له المرشح وبين حزب وزير التربية العراقي لأن الوزير عليه ملفات فساد ويريد إسكات الجهات التي تلاحقه فرشح هذا الرجل كجزء من صفقة سياسية؟ ورغم إلحاحنا عليه أكثر من مرة لإرسال سيرته الذاتية للاطلاع عليها ربما يكون الأصلح من بين المرشحين لكنه كان يرفض ويسفه الموضوع ويشهر به وبوزير التربية علنا؟؟ وأنا شخصيا والكلام له بحثت في الانترنيت عن مرشحكم فوجدته شخصية علمية معروفة ونقيب للأطباء وبروفسور جامعي في كلية الطب ووزير صحة
سابق وعضو برلمان حالي وله مشاركات عديدة في مؤتمرات دولية وليس كما يدعي ممثلكم؟؟ يا أخي غريب أمركم أنتم العراقيين وهذا الكلام له أيضا, لم أر في حياتي مثلما رأيت من هذا الرجل من إهانات وتجاوزات في حق بلده وحكومته وهو يمثل الحكومة ؟؟تصرفاته و أسلوبه الفض وكلماته أثناء اللقاءات والاجتماعات لا ترقى إلى مستوى ممثل دولة ؟؟ وأيد الواقفون معنا كل ما قاله ذلك السفير بل أضافوا معلومات لم يذكرها هذا السفير وجميعها مخزية ؟؟ لم أستطع الإجابة والرد فأهل مكة أدرى بشعابها وهم أعلم بما نقلوا عن هذا الرجل وبالتأكيد فأن ما قالوه ليس حسدا أو حقدا على الممثل لأنه لا تأثير له عليهم, لكنني أعكس سؤاله لحكومتنا ووزارة التربية ((ألا يوجد في العراق رجال))؟