في ظل الأزمات السياسية المتفاقمة في عراق مابعد 2003؛ رأينا كيف عانت الواقعية السياسية من التهميش ،ورأينا كيف اعتلت اصوات التأزيم الطائفي من قبل غالبية الجهات السياسية ، وأريقت الدماء ونهبت الثروات وصودر قرار الوطن في قبضة الخارج! ؛ كل هذا لأننا لم نعي حقيقة العراق التي ليس لها الا وجه واحد؛وهو العيش المشترك الذي طال انتظاره، كل هذا لأننا لم نسمع الرؤى الحكيمة وتمسكنا بأصحاب الألسن الطويلة والنفوذ الحكومي الواسع، كل هذا لأننا تمسكنا بمجموعة مرتزقة تمثل مكوناتها سياسيا ولكن قرارها يأتيها من الخارج بنكهة طائفية تعتاش عليها مشاريع تلك الدول التي حتى وان حاول البعض منا أن يذهب ليحاورهم ويفكك اشكالاتهم ليخرج بنتيجة ترضي الطرفين ولو بأقل الخسائر فتسهم في تجفيف منابع الارهاب وتحافظ على أرواح مواطنينا؛ تنبري لنا أصوات المعتاشين على الخلافات والتخندق؛ فتهاجم الحل بالتعقيد، ويغامرون بمستقبلنا ويغامرون ونحن نصفق لهم..!سأتكلم اليوم بكل جرأة ودون تغليف؛ لقد طبل لنا بعض ساسة الشيعة واقرعوا اذاننا بخطابهم الطائفي، سرقوا آمالنا وبنوا آمالهم، جوعوا أطفالنا وأغنوا أطفالهم، سلطوا البعثيين من جديد على رقابنا، أفسدوا المؤسسة الأمنية حتى ضاع ثلث أرض العراق بيد من تحالفوا معهم سرا وهاجموهم علنا ليتلاعبوا بعواطفنا ونحن في غفلة..!
وقابل ذلك الفريق فريق من الواقع السني؛ وهنا بلغ ببعضهم الوقاحة والخزي أن يبيعوا قرارهم الى الخليج والاردن وتركيا فضلا عن آبائهم الكبار أمريكا وبريطانيا واسرائيل، هذا هو الواقع المر الذي عندما نتكلم به لا نريد منه سوى وضع الحد وليس توسعة الطائفية، وهكذا أجرم بعضهم فقتل وسلب بدوافع طائفية مقيتة..!
يأتي هنا الفريق الكردي كطرف ثالث ولا أعني الكل هنا بل الجزء الغالب الذي يستثقل أن يعترف بالعراق دولة، فبين الحين والاخر يهاجمنا كوطن وشعب دون استحياء، يطالبون بالانفصال وهم يؤمنون حقا أنهم غير قادرين على ذلك، ولكنهم يستجدون عواطف جماهيرهم التي وصل الحال بهم الى أن يحرموا حتى من رواتبهم وحقوقهم من الدولة لعدة أشهر بسبب السياسة الحمقاء لهؤلاء الساسة، يسرقون نفط العراق ويصدرونه لاسرائيل وأذنابها، يأوون الارهابيين الذين قتلونا فيسكنونهم في قصور ويعيشوا مرفهين في كنفهم غير خجلين من رائحة دماء شهداءهم التي تطوف عليهم مذكرة لهم بتضحيات أسلافهم وقسوة أعداءهم الذين يستضيفونهم اليوم ،ولكن الجشع السياسي لديهم قد فاق المعقول؛ فاندثرت المبادئ ومات الضمير..!
مغزاي واضح فانا لا اريد ان اهاجم الجميع، ولكن علينا كعراقيين أن نغادر هذه المرحلة بوعي تام، نؤمن بأن العراق ملك للجميع وينال الجميع حقوقه كاملة وفق حجمه، لنقتل هذا الثالوث المشؤوم بوعينا وننظر لبعضنا كعراقيين، نتصافخ ونتسالم ونساوي الحقوق والواجبات فيما بيننا، نساند من همهم خدمتنا كعراقيين، واصحاب الصوت الوطني الهادئ، نصفق لمن يحترم مشاعر جميع العراقيين ولايخدش بسمعة طرف، هؤلاء هم من يجب أن يتصدروا مشهدنا الجديد، وأما أصحاب الوجوه الكالحة التي لاتبث سوى سموم التفرقة والعدوان فقد آن الأوان لتصفيتهم سياسيا، والقرار بأيدينا نحن فقط.