في الفترة الأخيرة نشط تحالف مقتدى الصدر وجاسم الحلفي في محاولة لتضليل الرأي العام حول مسؤولية نوري المالكي في سقوط الموصل وصلاح الدين بيد تنظيم داعش الإرهابي وحصول جريمة سبايكر التي نفذّتها بعض عشائر صلاح الدين الموالية للبعث المجرم وصدّام , وتحميله لوحده كامل مسؤولية ما حصل في الموصل وصلاح الدين وسبايكر باعتباره القائد العام للقوّات المسلّحة والمسؤول عن الملف الأمني , ومثل هذا التضليل ممكن أن ينطلي على العامة والبسطاء من الناس الذين لا يعرفون حقيقة ما جرى وكيف حصلت هذه الانتكاسات , لكنّ هذا السعار المحموم لا يمكن أن ينطلي على العارفين ببواطن وحقائق الأمور , ومحاولة تحميل نوري المالكي مسؤولية ما حدث , هدف يسعى له مقتدى الصدر الذي لم ينفّك يوما من مهاجمة نوري المالكي الذي اقتّص من قاتل أبيه وعمه ونفذّ به حكم الإعدام .
ويبدو أنّ صولة الفرسان التي أنهت سطوة العصابات الخارجة عن القانون في بغداد ومحافظات الجنوب والفرات الأوسط , جعلت من نوري المالكي العدو رقم واحد بالنسبة لمقتدى الصدر , وهو يعلم علم اليقين أنّ الموصل وصلاح الدين قد سقطتا بمؤامرة دولية وإقليمية اشتركت بها قوى سياسية داخلية ومخابرات دولية , ويعلم أيضا أنّ نوري المالكي لم يعط أي أوامر بالانسحاب من الموصل قط , وإنّ أوامر الانسحاب للجيش وقوى الأمن الداخلي قد صدرت من جهات يعرفها جيدا مقتدى الصدر والذيل جاسم الحلفي .
فإذا ما اعتبرنا أنّ نوري المالكي هو المسؤول الوحيد عمّا جرى في الموصل وصلاح الدين وسبايكر , فمن هو المسؤول عن جريمة جسر الأئمة في بغداد ؟ ومن المسؤول عن سقوط محافظة الأنبار بيد داعش ؟ ومن هو المسؤول عن جرائم الصقلاوية والكرادة التي راح ضحيتها المئات من الجنود والمدنيين العراقيين الأبرياء ؟ فإذا كان نوري المالكي بحكم كونه القائد العام للقوّت المسلّحة يتحمّل مسؤولية سقوط الموصل وصلاح الدين وسبايكر , فالجعفري أيضا يتحمّل مسؤولية جريمة جسر الأئمة التي حدثت في عهده , وحيدر العبادي يتحمّل مسؤولية سقوط الرمادي التي تشّكل مساحتها ثلث مساحة العراق ومجزرة الصقلاوية والكرادة التي حدثتا في عهده , مع العلم أنّ حيدر العبادي لم يعط أي أوامر أيضا بالانسحاب من الرمادي للجيش أو لقوات الأمن الداخلي , وسيناريو سقوط الموصل قد تمّ استنساخه في الرمادي , أمّا إذا كان الهدف من هذه الحملة وهذا السعار المحموم هو إبعاد نوري المالكي واغتياله سياسيا , فالسماء السابعة أقرب لتحالف الخائبين , ومن يريد أن يهزم نوري المالكي فليهزمه من خلال صناديق الاقتراع , وليس من خلال البلطجة والأعمال الخارجة عن القانون .
