مع دخول الشهر الثاني من عمليات (قادمون يا نينوى) التي انطلقت في 17/10/2016م وحيث أدور في تبيان أخبارها بشكل عام بين قنوات العراقية والعالم والميادين، وغيرها، لفت انتباهي، أن مراسل قناة الميادين هو من يعلمنا بين فترة وأخرى أن قوات التحالف الغربية قصفت جسور الموصل التي تربط بين ضفتي نهر دجلة، وآخرها سمعتها من القناة يوم الأحد 11/12/2016م، حيث أعلن موفدها الى الخطوط الامامية عن قيام قوات التحالف بقصف الجسر الحديدي، وهو آخر ما تبقى من الجسور حسب تأكيد الموفد، أما قناة العراقية الممثلة للحكومة العراقية، فلم ألحظ بحدود متابعتي لها أنها أشارت الى قصف الجسور، أو ربما نوهت ولم يتناهى الى سمعي ذلك.ولكن السؤال العريض التي يدور في مخيلتي، لماذا أقدمت قوات التحالف على تدمير الجسور بعد أسابيع من بدء العمليات التي أبانت عن انتصارات كبيرة للقوات العراقية المسلحة النظامية والشعبية؟
قد يقول قائل أن قوات التحالف دمرت الجسور لمنع التواصل بين قوات داعش على الضفتين واستخدامها لحركة العجلات مما يعيق حركة القوات العراقية؟ولكن السؤال الذي يفرض نفسه: إن الحرب في الضفتين هي حرب شوارع وحرب أحياء، وليست ساحة مفتوحة، ويفترض أن الجو تحت سيطرة القوات العراقية وقوات التحالف، فما الحاجة الى تدمير الجسور؟ ولو كان الأمر كذلك، فيفترض أن يتم التدمير في اليوم الأول من العمليات وليس بعد أسابيع من انطلاقها، وحاجة القوات العراقية إلى الجسور للحركة لاطباق الحصار على داعش من الضفتين!
ما أراه أن تدمير الجسور يستهدف القوات العراقية النظامية والشعبية وليس داعش، وهناك جهات محلية داخلية فضلا عن إقليمية ودولية هي التي أشارت على قوات التحالف بتدمير الجسور، لأبقاء عمليات التحرير تتأرجح في مكانها أو أن تطول حتى يضع الرئيس المنتخب ترامب قدمه في البيت الأبيض ويرى رأيه في واقع العراق والمنطقة!لا أتحدث عن التخريب المقصود تمهيدا لاستقدام الشركات الغربية من أجل جني اموال العراق تحت دعوى الإعمار، فهذا تحصيل حاصل، ولكن أتحدث عن الجدوى العسكري من تدمير الجسور في الوقت الذي نرى أن الكفة تميل لصالح القوات العراقية النظامية والشعبية.
كنت أتمنى أن يخرج مسؤولا عراقيا أو خبيرا عسكريا أو أمنيا أو استيراتيجيا، ويخبرنا ما الفائدة من قصف جسور الموصل بعد أسابيع من انطلاق العمليات الناجحة وليس قبلها أو الساعات الأولى من انطلاقها؟!
أتمنى أن لا تكون الموصل وقضمها واغتصابها من قبل شركاء الوطن وليس داعش الغريبة عن البلد، جزءًا من صفقة تشكيل حكومة 2014م!