28 ديسمبر، 2024 11:56 ص

هل حقا ستستقر الاوضاع في العراق؟

هل حقا ستستقر الاوضاع في العراق؟

على الرغم من الوعد الذي قطعه حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي على نفسه بأن يتم حسم تحرير مدينة الموصل خلال هذه السنة، لکن الکثير من الادلة و المٶشرات و المعطيات لاتدل على ذلك، خصوصا وإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على مايبدو لايرغب بحسم قضية سيطرة تنظيم داعش على الموصل و إنهاءها وهو يواجه المشاکل و الازمات التي طفقت تتصاعد بوجهه خصوصا وإنه مقبل على فترة عصيبة في ظل إدارة الرئيس الامريکي المنتخب دونالد ترامب، ولذلك فإن بقاء سيطرة التنظيم الارهابي المتشدد على الموصل الى إشعار آخر يبدو خيارا محتملا لامناص منه خصوصا وإن هذا النظام معروف عنه إستغلاله و توظيفه لنفوذه و هيمنته على دول المنطقة کورقة مساومة على طاولة المفاوضات بوجه خصومه.
هذا النظام المبني على قمع الشعب الايراني و مصادرة حرياته و على تصدير التطرف الديني و الارهاب لدول المنطقة، على الرغم من تظاهره بالقوة و المناعة لکن التمعن و التدقيق في الاوضاع الداخلية في إيران و مايعانيه الشعب الايراني من ظروف و أوضاع بالغة القسوة(بسبب من سياسات و نهج هذا النظام)، يظهر و بصورة جلية من إن هذا النظام محاصر بکم هائل من الازمات و المشاکل التي لايستطيع الفکاك منها خصوصا وإن تزايد رفضه و مقاومته داخليا يتزامن بتصاعد کراهيته و رفضه على صعيد العالمين العربي و الاسلامي ولاسيما بعد أن إفتضح کذب و زيف شعارات هذا النظام بشأن مناصرة القضية الفلسطينية و قضايا الامتين العربية و الاسلامية.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي کان يعتقد بأن هيلاري کلينتون ستفوز في الانتخابات الامريکية، کان يعمل من أجل لفلفلة مسرحية”تنظيم داعش”، والذي کان من إعداده بالتعاون و التنسيق مع نظام بشار الاسد و رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالکي، لکن خسارة کلينتون و فوز ترامب”المعادي لسياسات النظام في إيران”، جعلت منه يعيد حساباته و يراجع أوراقه، ولذلك فإن إطالة مسرحية داعش سيکون إحتمالا واردا من أجل إستخدامه کورقة ضد إدارة ترامب، خصوصا وإن العمليات العسکرية يشرف عليها الارهابي المعروف قاسم سليماني.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يواجه ظروفا و أوضاعا صعبة و بالغة التعقيد و يعاني من مشاکل و أزمات جمة، يشعر بحرج ليس بعده حرج من تلك الحملات السياسية المنظمة التي تقوم بها المقاومة الايرانية ضده وبالاخص من حيث ترکيزها على قضية إنتهاکات حقوق الانسان في داخل إيران”والتي تعتبر نقطة ضعف هذا النظام”، يعلم جيدا بأن هذه الحملات سوف تلقى عاجلا أم آجلا آذانا صاغية لها من قبل المجتمع الدولي ولهذا فإنه لايجد بدا من الاستمرار بإستغلال آلام و معاناة الشعب العراقي من أجل تحقيق غاياته المشبوهة، لکن السٶال الاهم هو: هل سيتمکن هذا النظام العدواني الشرير من تجاوز عهد ترامب و العبور منه؟!
 [email protected]