كثيرة هي الاحزاب والكتل التي تستخدم الوطنية عنوانا (التحالف الوطني ، الوطنية العراقية ، حزب الحق الوطني..آلخ ..فهل هي وطنية فعلا ؟؟ وهل ان اهدافها كذلك؟؟الوطنية في مفهومها التوصيفي الدقيق هو ان تكون عراقيا او المانيا مثلا. ..وعندما تكون المانيا او عراقيا فلكي تكون افكارك واهدافك وطنية فأن عليك ان ترفض كل ما يتداخل مع انتمائك للوطن فلا يقول الالماني ان المانيا بلد مسيحي ..وعندما يفتتح اعلان حزبه (الوطني) لا يقول ((نفتتح حفلنا بآي من الانجيل )) وبعدها يقول ((لنقرأ سفر التكوين وقوفا على ارواح شهدائنا ))..او يقول في كلمة افتتاح حزبه الوطني ((ان الافتتاح تزامن مع ولادة السيد المسيح )) ..ذلك ان الانبياء والرموز الدينية ليسو وطنييين فهم في الحقيقة جائو أمميين لكل الامم ، اما الحزب (الوطني) فيأتي للوطن والوطن فقط .
بينما في العراق تبدأ حفلات افتتاح الاحزاب (الوطنية) عادة بقراءة سورة الفاتحة وقوفا وسورة الفاتحة تقول (( اهدنا السراط المستقيم سراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) مع العرض ان المغضوب عليهم هم المسيحيين ، والضالين هم اليهود والعراق يضم مسيحيين ويهود وبالتالي فعندما نشكل حزبا (وطنيا) علينا ان نبحث عن القواسم المشتركة التي تملأ القرآن الكريم والحديث الشريف ، ويمكن تلاوة هذه الآية الكريمة عندما نشكل الاحزاب الاسلامية وليس الوطنية وهذا ليس بجريمة والدليل ان رجال الدين المسلمين اخفو عنا الآية الكريمة (( والنخيل والاعناب لتتخذوا منها سكرا لكم ورزقا حسنا )) النحل/ 66 وكذلك الآية الكريمة التي تتناسب مع حفلات الاحزاب الوطنية ((وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن….وذلك هو الفوز العظيم)) التوبة/111..لذلك ان كان لا مناص من تلاوة الذكر الحكيم فينبغي تلاوة آي من اسفار التوراة والانجيل وبوثة من الكنز ربا والقول ايضا ان التأسيس تزامن مع ولادة السيد يهيا يهانا .
ابناء الاغلبية في الوطن غالبا ما ينسوا الاقلية من خلال تصورهم الشاذ للوطنية فيتصورون ان الوطن يمكن ان يتدين فيقولون مثلا الجمهورية الاسلامية في ايران والاخرون يقولون الاسلام دين الدولة الرسمي ، أو لايجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام ..الا ترون معي اننا في هذه الحالة مسحنا الآخرين مسحا حيث اننا بذلك نقول : انه يجوز سن قانون يتعارض مع احكام المسيحية وعلى المسيحيين العراقيين الالتزام به ؟؟ ونستغرب بنفس الوقت لماذا يحن المسيحي للغرب ..وهل ان سبب ذلك ذلك قولنا في الدستور ((يضمن هذا الدستور الهوية الاسلامية لغالبية الشعب العراقي )) ؟؟ طيب هل ان هوية المسلم العراقي مهددة بالتجاوز عليها من لدن المندائيين مثلا ام ان الهوية المندائية هي المهددة بالانقراض عراقيا مع الاعتذار لشيخي العزيز ستار الحلو؟؟ ثم ماذا يعني الحفاظ على الهوية الاسلامية؟؟ هل نمنع عنها الرطوبة او نحفظها من الحرارة العالية ، او نبعدها عن متناول الاطفال؟؟ الله وواضعو الدستور يعلمون ان في ذلك زهوا فارغا لا اكثر …وهل يعالج ذلك الخلل الوطني ان نقول ((ويضمن كامل الحقوق الدينية لجميع الافراد )) ؟؟
هل فهمنا الآن معنى (الحزب الوطني) ؟؟ انه الحزب العلماني الذي يؤمن بدولة مدنية غير متدينة حتما وليكن الشعب متدينا كأفراد وكعلاقة مباشرة بين الرب وعبده ..لأن الدولة هي دولة الجميع والبلدية فيه تبلط الشوارع المؤدية للجوامع والحسينيات والكنائس ، وبنفس الوقت تبلطها للملاهي والبارات ومع الاعتذار للسيد مجمود الحسن .اخيرا عندما تتصور جماعة دينية او قومية نسبتها 99،9 من شعب ما ان الدولة لهم وأنهم يمكن ان يشكلوا حزبا او تكتلا (وطنيا) فهم واهمون ..نعم يمكن ان يشكلوا حزبا دينيا او قوميا ولكنه لن يكون وطنيا لأنه يهمل من تبقى مهما كانت ضآلة شأنه او نسبته ولو كان مواطنا واحدا ..لماذا ؟؟لأنه يحمل جنسية البلد وهي القيمة العليا ، ولو كانت هي قيمة عليا في العراق لما احتفظ مسؤولون كبار يقودون العراق ، وهم سبق ان اقسمو امام القضاء في العاصمة البريطانية مثلا انهم سيخلصون للملكة ((in act and in mind)) اي في العمل والعقل (المعتقد) .مما يقودنا للتفكير انه اذا قامت الحرب مع بريطانيا فقد لا نشكك بذلك المواطن الواحد الحائز على الجنسية العراقية وحدها اكثر من مسؤولينا مزدوجي الجنسية والقسم والولاء