17 نوفمبر، 2024 10:46 م
Search
Close this search box.

بوادر هزيمة منكرة لــ روسيا في سوريا 

بوادر هزيمة منكرة لــ روسيا في سوريا 

لا يخفى على أي مراقب أو متابع بأن ما جرى ويجري في منطقة الشرق الأوسط منذ احتلال العراق عام 2003, وحتى ما جرى قبله بأكثر من عقدين أي منذ عام 1980 , ما هو إلا سباق محموم بين الدول الكبرى من أجل السيطرة والهيمنة على خيرات ومقدرات المنطقة , وما هزيمة الأمريكان في فيتنام بداية السبعينات , وهزيمة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان نهاية الثمانينات ومن ثم تفككه فيما بعد , والذي ظنت أمريكا حينها بأن الخطر الروسي قد زال إلى أجل مسمى ربما بعيد المدى ؟, تستطيع هي لوحدها أن تعيد صياغة ليس فقط خارطة الشرق الأوسط الجديد أو الكبير .. بل خارطة العالم !, وقد أعلنوها صراحة عندما كانوا يستعدون لشن العدوان على العراق واحتلاله وتركيع المنطقة بالكامل عندما أطلق جورج بوش الأبن شعاره الشهير ” من لم يكن معنا فهو ضدنا ” !؟, ولهذا دخلت أغلب الدول تحت المظلة الأمريكية لتشاركها في كعكة الشرق الأوسط ( الذهب الأسود ) , لكن البعض من الحلفاء خرج من المولد بدون حمص والأمثلة كثيرة , لكن روسيا عادت من جديد إلى المشهد منذ عشر سنوات تقريباً , بعد تجاوزت أزمتها ومحنها الاقتصادية بفضل صعود أسعار النفط إلى أرقام خيالية تجاوزت الـ 160 دولار للبرميل , وخلال سنوات استعادت عافيتها وهيبتها المفقودة وطورت قدراتها العسكرية , وهذا كله بفضل حماقة وجشع الأمريكان أنفسهم وبعلمهم أو بدون علمهم !, ولكن أمريكا عندما استحوذت على نفط العراق بشكل مباشر منذ عام 2003  وحتى عام 2011  , وبعدها بشكل غير مباشر بعد أن سلمت ثروات العراق للشركات الاحتكارية التي دفعتها لاحتلال العراق وساهمت في دعم مجهودها الاحتلالي الحربي , استطاعت تعويض خسائرها الجسيمة خلال حربها على العراق وأفغانستان بفضل الطفرة المدروسة في أسعار النفط , والتي بطبيعة الحال استفادت منها روسيا بشكل مباشر أيضاً , وبقي العرب هم الخاسر الأول والأخير بما فيهم دول الخليج الغنية , ليدفعوا لأمريكا فواتير التحرير والتخلص من عدوهم اللدود صدام حسين , بالإضافة للتعويضات المالية الأخرى كالاستثمارت داخل أمريكا وشراء ما تبقى من الأسلحة الخردة التي تركوها في أرض المعركة في العراق وأفغانستان وما تبقى من أسلحة في مستعمرة الكويت وغيرها من المستعمرات الأخرى في المنطقة , وعلى الأغلب كانوا .. أي الأمريكان يظنون بأنهم يستطيعون ترويض القيصر الروسي فلادمير بوتين ويحولون روسيا من عدو وحقبة حرب باردة استمرت لعقود طويلة إلى حليف وصديق حميم … لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً , عندما أدار لهم ظهره رجل المخابرات الحازم والحاذق , ولم يرفع بوجههم الكارت الأحمر فقط … بل ذهب أبعد من ذلك عندما رفع لهم أصبعه الأوسط ذات العلامة المعروفة . 
ولهذا ظهور داعش في سوريا والعراق والحوثي في اليمن والمليشيات العراقية التي تجاوز عددها الـ 67 مليشيا , والتمويه بأنها تشرف وتدير وتدعم جميع هذه المعارك الدائرة الآن لم يأتي من فراغ , ولهذا ما كان من المملكة العربية السعودية إلا أن تتدخل وتقاتل أتباع الولي الفقيه الحوثي على حدودها الجنوبية , ويتم استدراج روسيا إلى الفخ السوري القاتل لإستنزافها اقتصادياً بعد أن هبطت أسعار النفط بشكل دراماتيكي ومفاجئ حوالي 70% , وتستترج وتستنزف إيران أيضاً بنفس الطريقة , ويتم توريطها في ثلاث حروب في آن واحد كما هو واضح الآن , وأمريكا فوق التل ومن خلال الأقمار الاصطناعية تقف موقف المتفرج , وتراقب المشهد عن كثب , تتدخل تدخل خجول هنا وهناك وترسل بعض الجنود والخبراء والمدربين إلى ساحات الحروب والفتن التي أشعلتها , لتوهم السذج والقشامر من العرب وقادة العالم بأنها مهتمة في محاربة ودحر الإرهاب ..!؟؟؟, والنتيجة باسم الحرب على الإرهاب حاولوا ويحاولون أيضاً استدراج وزج تركيا في الحرب على سوريا وكذلك في العراق , ناهيك عن محاولاتهم البائسة والفاشلة في احداث أزمة حادة بين الروس والأتراك كادت تصل حد الصدام المسلح لضرب أكثر عصفور وزرزور بصاروخ واحد أسقط الطائرة الحربية الروسية , تنبه لها أردوغان مبكراً وأفشلها وتصالح مع الروس وعمق العلاقات معها في جميع الاتجاهات ,  لكن مازالت المؤامرات تحاك ضده في دهاليز قم وتل أبيب وواشنطن , لإسقاط نظام حكمه وتجربته الناجحة في تركيا , وهي ما زالت متواصلة وقائمة ومستمرة بشكل أو بآخر , حتى يتم تغير الحكم في تركيا عاجلاً أم آجلاً  لا قدر الله , وهذا كله مؤجل إلى ما بعد إنهاء ظاهرة ما يسمى الحرب على ” داعش ” !. 
روسيا تكبدت وما زالت تتكب خسائر فادحة وجسيمة ليس فقط اقتصادية وعسكرية بل سياسية ودبلوماسية وهي الآن تترنح , ولا تعرف كيف تخرج من هذا المأزق بحفظ قليل من ماء الوجه من المستنقع السوري , ولا يوجد لديها أي خيار إلا الإنسحاب المهين والمذل عاجلاً أم آجلاً , وقبل أن تغوص أكثر فأكثر في هذا المستنقع , والوقوع في أعماق البئر الذي حفرته لها إيران والكيان الصهيوني ومن خلفهما  المايسترو وضابط الإيقاع الأمريكي , والذي حولها بنظر العرب من حليف وصديق إلى عدو كما هي أمريكا , ولا ننسى أيضاً بأن أمريكا من خلال زج أو استدراج روسيا في هذه الحرب وهذا الفخ  أرادت أيضاً أن تكشف قدرات روسيا القتالية ومدى خطورة وتأثير أسلحتها الجديدة المتطورة ؟, والتي حاولت روسيا أن تجربها وتستعرض عضلاتها في هذه الحرب وهي تدك المدن السورية من أمكاكن بعيدة باستخدامها صواريخ كروز وغيرها من الأسلحة التي تيقن الأمريكان والغرب بأنها ليس فعالة وغير دقيقية ولن تخيف أمريكا ولا حلف الناتو على المدى البعيد , نعم بعد اسقاط الطائرة الروسية الحربية في تركيا بداية العام الحالي وسقوط الطائرة المدنية في مصر ومقتل جميع الركاب ومن ثم مقتل السفير الروسي في تركيا قبل عدة أيام , واليوم سقوط أو اسقاط الطائرة التي ذهب ضحيتها 92 مواطن روسي 90% منهم عسكريون , كل هذه وغيرها من الأمور الغامضة والواضحة جداً مؤشرات وأدلة دامغة على بوادر قرب انكسار وهزيمة المشروع الروسي في الشرق الأوسط  برمته , وهروب فلادمير بوتين بجلاجل من الورطة السورية , وربما إنهاء دوره كزعيم وكقائد في روسيا بسبب هذه الخسائر الجسيمة وخاصة سمعة وهيبة روسيا الاتحادية كقوة وكدولة عظمى , والتي هي بحد ذاتها مشابهه جداً لهزيمة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان على يد المجاهدين العرب والمال الخليجي والسلاح الأمريكي  آنذاك … 
فهل أعاد أو يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى ؟, وهل هنالك مفاجآت أخرى قادمة قبل وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض تعجل من هزيمة الدب الروسي ….!؟؟؟؟

أحدث المقالات