17 نوفمبر، 2024 4:36 م
Search
Close this search box.

النازحون واعياد الميلاد

النازحون واعياد الميلاد

تراءات في مخيلتي معاناة النازحين المتافقمة وانا اشاهد شجرات اعياد الميلاد المعروضة في المحال التجارية باسعار تتراوح بين مائتي الف الى ثلاثمائة دينار عراقي .. واستعدت صور اعياد الميلاد في العراق قديما عندما كان العراقيون يشاركون اخوانهم المسيحيين الاحتفال وتبادل التهاني وهو ما كان مألوفاً وطبيعياً الى ما قبل الاحتلال الاميركي للعراق .. وكان لابد ان تحضر اليوم مع كل مشاهد الالفة والمحبة التي كانت سمة مجتمعنا مشاهد معاناة اهلنا من النازحين التي تعجز كل الكلمات والصور عن وصفها ..وهو ما قد يثير اكثر من تساؤل في نفوسنا نحن المواطنون الفاقدون لابسط شروط العيش لكريم عن امكانية ان نجعل من عيد ميلاد السيد المسيح مناسبة يسترجع فيها كل واحد منا انسانيته التي فقدتها النخب السياسية المتسيدة وعدد غير قليل من مريديهم وحاشياتهم ، لكنها بقيت معلقة وان كانت بنسب متفاوته في نفوس وقلوب غالبية الشعب .. لاندعو هنا الى جعل اعياد الميلاد المجيد مناسبة للقنوط واليأس لكننا نأمل ان نستحضر قيم المحبة والسلام نجسدها بوقفة انسانية مع اهلنا من النازحين في مخيمات البؤس .. لن ينتظر اطفالنا كما هم الاطفال في العالم زيارة عما نوئيل ليقدم لهم الهدايا ،ولن ينشدو ترانيم السلام الذي لم يعرفوا طعمه ولا لونه ، فهم في خيامهم في العراء وحدهم مع امهاتهم وابائهم يئنون من دون ان يسمع احد آنين وجعهم ويذرفون الدموع على من فقدوهم ، و ينتظرون منذ اكثر من سنتين فرجاً تلوح فيه بارقة امل بالعودة الى مساكنهم التي شردوا منها عندما اجتاحت
عصابة داعش الارهابية محافظاتهم وسيطرت عليها بطريقة تثير الاستغراب !!
ملايين الاشخاص اطفال وشيوخ ونساء ورجال نازحون وبرغم تفاوت الاحصاءات الدقيقة عنهم الا ان تقرير لجنة الهجرة البرلمانية اشار الى ان اعدادهم تقارب الخمسة ملايين كما ان منظمة الهجرة الدولية ذكرت انهم ثلاثة ملايين ونصف نازح والعدد قابل للزيادة برغم ما حققته قواتنا المسلحة البطلة من انتصارات طهرت فيها عدد غير قليل من المدن لكن هنالك وكما يبدو عراقيل بشأن عودة اهل هذه المناطق المحررة الى مناطقهم من بينها الالغام التي زرعتها عصابة داعش الارهابية ودمار البنى التحتية واسباب اخرى غامضة كما هو في جرف الصخر المحررة منذ سنتين ومناطق اخرى في ديالى ..
ايام ميلاد السيد المسيح تقترب ويتهيأ العالم للاحتفال بها ، ونازحون مشردون لاماء صالح للشرب ولا طعام كاف ولا مأوى يقيهم برد الشتاء فكيف عسانا ان نقف معهم ؟!
لن ننتظر من مجلس النواب ولا الحكومة موقفا انسانيا تقتضيه امانة المسؤولية يخفف بعض معاناة النازحين ، غير انا نأمل ان تبادر منظمات المجتمع المدني ومواطنون كل بحسب طاقته الى ان يتذكرهم بايقاد شمعة ميلاد في مخيماتهم او تقديم هدية بسيطة تجسد روح الميلاد المجيد والمجد لله في العلا وعلى الارض السلام .

أحدث المقالات