القرود من تسالي الملوك والولاة والخلفاء . ثم اتت لائحة حقوق الحيوان فحولوه الى ملاعب السيرك وحدائق الحيوان أو ابقوه يعيش في محميات وطتية خوفا عليه من الانقراض كما قرود الشمبازي البيضاء.
وفي بعض الولايات الهندية يعتبرونه قطة البيت .وهناك طائفة في الهند تؤلهه وتجعله ينام معهم في غرف النوم ويقدم له الولاء والطاعة.
والقرود تغضب ليس لانها ثائرة بل لأنها تشعر أن التحقير والضحك على حركاتها وقباحة شكلها زاد عن حده ، فأما تعض أو تخرمش بحركة واحدة ثم تهرب الى حضن مروضها.
تلك هي اقوى انفعالات القرود ولهذا تبدو جبانة حتى اصبحت عند البشر صفة للسب والشتم والتحقير والتنقيص من قدر الاخر عندما يقولون له : روح ياقرد ، أو اغرب عن وجهي ياوجه البومة والقرد.المشكلة في جدلية العلاقة بين القرود والبشر ان داروين وغيره اعادوا الانسان الحالي الى سلالات القرود الاولى التي تطورت في تشكيل الملامح والوظائف والاعضاء والتفكير ايضا . وربما السلالات الاكثر رقيا في التفكير تطورت وصارت البشر الذين يسكنون القارات السبع .فصيلة واحدة احدثت في تكوينها طفرة منذ تحولات البنية الخلقية والشكلية عند انسان النايتردال والى اليوم حيث الوجوه تتطور في محاسن المرايا ليكون خلقها جميلاً ، ومرة تساعد علب المكياج في ذلك ،
فيما بقيت القرود تعيش في مسكنة دمامة الخلق وممارسة النط والقفز والالعاب البهلوانية ، فلا حدود لتفكيرها وعيشها سوى الغابة او السيرك او تناول الموز كطعام مفضل حين تكون لاعبة سيرك ، وعندما تكون ( دائحة ) في الشوارع كما آلاف القرود التي رأيتها في شوارع مدينة حيدر آباد الهندية فهي لاتأكل سوى من المزابل وفضلات المطاعم.أشكال القرود شبها واخلاقا موجودة عند البشر وبكثرة ، وربما السياسة تزدحم بأؤلئك المتقردين شكلا وروحا .وربما هم بسبب شكلهم المقرد وروحهم السيئة يمتازون بالقسوة واللؤم والكبرياء والغرور وينسى حتى انتماءه فيتعالى وينفخ في صورته ويرى من كان هو يجثوا امام قامتهم برهاويله وتعجبه وخنوعة ليتوهم اليوم أنه أصبح منظر وداعية ويصحح مسار الحياة لاناس حضاريا هم اعلى منه شأناً واكثر حكمة ، لكن ويلات واقدار التأريخ حملته ليكون على العرش او قريبا منه فيما اؤلئك الذين ينتقد سلوكهم الحاضري والاجتماعي يكتوون بقدر الارهاب وساستهم اللصوص وويلات الحروب وغياب الخدمات.
هذا القرد البشري الذي يعتقد انه تثقف ودخل بزهو كرشه وليل الراقصات الاوكرانيات الى عالم السوشل ميديا وتويتر وصار يقيم البشر كما سقراط ، وهو ليس سوى شرطي من نسل شرطي وبسبب الاداء السيء لقرود عندنا مثله يسمح له ان يضعنا اينما يشتهي ويعلبنا بصناديق ارائه كأنها مسلمات لأنه أتى من جمهورية افلاطون وليس من جمهورية الاقدام الحافية التي تأكل وابي بريص المشوي ايام ما كان هو واجداده ليسوا سوى قراصنة لايفقهون في حروف اللغة سوى اشارة الاصبع ليتأيك اليوم ويصبح العراب في تصنيف البشر ويضعهم في الخانة التي يرغبها هو ، وبغروروه وحسده ومرضه الروحي والجنسي يمنع عنك حتى فيزا الدخول الى بلده ، وهو يعرف جيدا ان جوازك مكتوب بحروف مسمارية اصيله هي اصل التدوين واللغة والثقافة في الحضارات كلها .لهذا فلا تبتأس حين يهاجمك قرد . وهم كثيرون قرود السياسة وقرود الاقتصاد وحتى قرود الثقافة ، وهناك قرودا حتى في دائرتك الوظيفية وحلقات الاصدقاء ، وعندما تحس أن الذي يهاجمك ويحتقر وجودك وعرقك وانتمائك الوطني فعليك ان تلفت اليه بنظرة احتقار لأن هذه النظرة كفيلة لتعيده الى أصله وكفى…!