19 ديسمبر، 2024 6:07 ص

إحذروا مصاصي الدماء في المنطقة الخضراء      

إحذروا مصاصي الدماء في المنطقة الخضراء      

تزاحمت رفوف المكتبة الأدبية في فترة من الفترات بالروايات الخيالية التي سلطت الأضواء على كائنات ظلامية تتشابه مع فصيلة البشر في الشكل ومغايرة له بالجوهر إتخذت لنفسها إسلوب وطريقة للحياة تحمل في خصائصها أغلب الصفات العدائية من أجل البقاء وتصل احيانآ كثيرة في عدائيتها حتى الى بني جنسها من أجل الإستحواذ على فريستها ولا تتهاون في النيل منها بأبشع الصور وأولها الوثوب عليها وإمتصاص دمائها ومن ثم تقطيع أوصالها، وتعددت الروايات والقصص حتى إستهوت بعضها رواد السينما الهوليودية فجعلتهم ينسجون منها أفلام خيالية مرعبة في معظم الأحيان تربعت حينآ من الدهر على عروش صالات العرض وإزدحم على شبابيكها الملايين لتروي شغف المشاهدين وأصبحت جزءآ تسويقيآ وتشويقيآ متعارفآ لنجوم السينما الهوليودية ومن خلال الإستديوهات والأدوار والبطولات والسيناريوهات والديكورات إعتلى العديد منهم منصات التتويج لحصد الجوائز ونيل الأوسمة وبات من المؤكد أن هذه الأدوار تجني لأصحابها المال الوفير والعيش الرغيد . الروايات المتخصصة في تسليط الأضواء على فصيلة مصاصي الدماء البشرية أخذت حيزآ كبيرآ وأصبح لها قراء ومتابعين وهواة طيلة سنين من القرن الماضي .. ولكن ..!! 
مالم يكن في الحسبان أن تتحول تلك الروايات في العراق الى ممارسات حقيقية وفعاليات ميدانية يقوم بها البعض وتتحول من الخيال الى الواقع ومن خلال التطبيق العملي والممارسة وتستهوي البعض ويتلذذ بها ويصبح لديهم شغف الى حد الإدمان عليها بل تصل الى ذروتها في إعتبارها هي الحالة الطبيعية يجب ممارستها ومن يخالفها فسيكون فريسة من فرائسها وضحية ضمن ضحاياها ومن ينتقدها فيدرج أسمه في قائمة الأعداء ويجب القصاص منه أي كائن يكون ولو كان من مصاصي الدماء هو ومريديه وأتباعه ومؤيديه . اليوم رواد المنطقة الخضراء الذين جاءت بهم إستديوهات هوليود السياسة الأمريكية ليكونوا أبطال أفلام مصاصي دماء الشعب العراقي وتحاك السيناريوهات في دهايز المؤامرات على الوطن ليشبعوا رغباتهم ويتلذذوا بدماء ضحاياهم من خلال سرقة قوت الشعب على مدى الأعوام التي قبعوا في المنطقة الخضراء ولازال نهمهم وإدمانهم في تحطيم البلاد مادام الأمر يدر عليهم بالمال الوفير والعيش الرغيد .

أحدث المقالات

أحدث المقالات