19 ديسمبر، 2024 12:02 م

لا شك أن أنسحاب القوات الأمريكية من العراق يعتبر يوما وطنيا لكل العراقيين بكافة أطيافهم وألوانهم وهذا اليوم الوطني العظيم لايمكن أن يختصر على مجموعة دون مجموعة أخرى ولايمكن أن يحسب هذا الأنتصار الى هذه الجهة السياسية أو تلك , فلولا هذا الشعب الصابر لماكانت هنالك عملية سياسية ولولا هذا الشعب ووعيه لما خرج من المنزلقات والمؤامرات التي حيكت له من قبل الطائفيين والدمويين والبعثيين والقاعديين
فالعيد الواحد يحمل مناسبة واحدة كأعياد العالم الأسلامي أو الأعياد الوطنية فجميع تلك الأعياد تدل على أنتصار شعب في معركة من المعارك ويسمى هذا الأنتصار بالعيد الوطني وكذلك الأعياد الدينية فهي الأخرى تدل على يوم ديني يصب بمصلحة المسلمين وحضارة الأسلام , ونحن في العراق فقدنا مثل تلك الأنتصارات في ظل سياسة صدام حسين الدموية وضحكه على نفسه وعلى ذقون البعثيين بحيث قام صدام حسين بتحويل هزائمه النكراء الى أنتصارات وهمية وجير لها أبواق أعلامية مأجورة من أجل تسمية الهزائم بالأنتصارات
ولكن الآن الشعب العراقي لايصنع ألا الأنتصارات الحقيقية بل أصبح الشعب العراقي يصنع أعياد تدل على مناسبتين في آن واحد , وهاهو خروج القوات الأمريكية في 31 12 2011 يحمل في طياته مفهومين للأنتصار المفهوم الأول للأنتصار هو تخلص هذا الشعب العظيم من أطغى طغاة العصر صدام حسين وزمرته وبلطجيته والمفهوم الثاني للأنتصار هو تخلص هذا الشعب من القوات الأجنبية التي فرضها الواقع المرعلى الشعب العراقي , فالمواطن العراقي ليس خانعا للأحتلال كما يصوره البعض من الكارهين لهذا الشعب المعطاء بل كان هذا الشعب يجبر على مشاهدة الجندي الأمريكي وفق المثل القائل ” مجبر أخاك لابطل ” وهذا المثل يضرب على من فعل شي ألزمته الضرورة على أن يفعله وهو في حقيقته لايريد هذا , أو لمن وضع في موضع لايريده لكنه مجبر , فهذا الشعب لم يرحب بالأحتلال لولا دكتاتورية وظلم صدام حسين له
فالشعب العراقي بعد هذا الأنتصار يكون قد تخلص من ظالمين أثنين الأول داخلي ظالم والثاني خارجي محتل وحان الوقت لكي يعيد العراق رونقه من جديد بمسميات جديدة وبمفاهيم حقيقية لابد لها من أن تتحقق مع مرور زمن بسيط في ظل وجود الحرية والأستقلال , وليس غريبا على هذا الشعب أن يعلم العالم مفاهيم جديدة في كافة المجالات فهذا الشعب برزت من أرضه أولى الحضارات وأوائل القوانين , وبرزت على أرضه أنتصارات كبيرة وثورة الطف أولى الثورات التي علمت العالم كيف ينتصر الدم على السيف , وكيف يكون المظلوم منتصرا في النهاية
فهذا الشعب تعرض الى ظلم كبير قل نظيره في العالم فالجزائر يسمى بلد المليون شهيد ولكن العراق عدد الشهداء فيه يفوق المليون والعجيب في الأمر ترى هذا الشعب صابرا متفائلا يطمح في غد أفضل , وحان الوقت لحكام العراق الجديد أن يعوا ماقدمه هذا الشعب لبلدهم , وحان الوقت للمسؤول العراقي أن يلتفت لهذا الشعب , فالمسؤول اليوم لايوجد من يحميه ولاتوجد عباءة تغطي فساده أو فشله وعجزه عن أداء مهمته
فهذا الشعب أثبت للعالم بأنه أوعى بكثير من ساسته وحكامه وأثبت للعالم بأنه لاينجر بسهولة الى الطائفية والأنقسامات التي دبرت له ولكن حكمة هذا الشعب ووعيه فوت الفرصة على من يريدوا أن يلحقوا الضرر بالعراق
فعلى الشعب العراقي أن يقوم بهذه الأعمال لأكمال أنجازته وأنتصاراته وأعياده
– رفض الطائفية وكل من ينادي بها
– رفض الفيدرالية والأقاليم
– رفض سب الحكومة والعملية السياسية
– رفض المظاهرات المدعومة من حزب البعث وأعداء الشعب العراقي
– التوجه الى الأنتخابات القادمة والتصويت للمرشح الذي قدم شي للشعب
– المطالبة بدولة مدنية تحفظ معتقدات كافة أطياف الشعب العراقي وتقدم كافة الخدمات للمواطن

أحدث المقالات

أحدث المقالات