منذ أن ظهر ما يسمى بتنظيم داعش و الامة الاسلامية اصبحت تعاني الأمرين بين مطرقة ذلك التنظيم الارهابي و سندان الفساد المالي لرموز الطبقة السياسية المفسدة في الارض ، فداعش يُعد بحق الامتداد الطبيعي لتنظيم القاعدة الذي عاث الفساد و اقترف الجرائم البشعة ، فكلاهما يعتمد استراتيجية واحدة تصدر من عقل مدبر واحد ؛ لان المنهج مستوحى من المنهج الاموي من حيث الفكر المتطرف المكفر لكل الاديان و المذاهب ، وكذلك طرقه المعبدة بالمغالطات و الاختلاف في الاراء و المعتقدات العاملة بالجبر و إن تطلب الامر لسفك الدماء فلن يتوانى تنظيم داعش عن ارتكابها و إن سالت الدماء انهاراً فلا محذور عندهم من فعل المنكر و القبيح ، فالتنظيم يعني أنه على قدر لا يستهان به من حيث المعتقد و الفكر و الاسلوب و الاهداف و الغايات التي تسعى داعش لحصد ثمارها و بأي ثمن كان ، فمن خلال منطقهم تعرفهم من لحن القول فخلط الاوراق و التلاعب بعقول البسطاء و التغرير و خداع العامة هو ديدنهم ولا نرى هنا اختلافاً كبيراً عن ما اشتهر به الحكام الامويين ، أما من حيث الاسلوب و طريقة التعامل مع الاخرين فإن اسلوبهم ملتوي و متلون بعدة الوان استبدادية و دموية كونه قائم على لغة السلاح في فرض الرأي و المخالف لهم مصيره الهلاك كما كان يفعل الامويون مع مخالفيهم ، ولعل الجعد بن عبد الله أوضح مصادق سقط جراء مخالفته للفكر الأموي فلقد ذبح على يد الوالي الاموي خالد القسري في الكوفة وتحت ذريعة الكفر و الالحاد بسبب ما يعتقده و يقول به الجعد ، فتلك حقيقة الامويين الشجرة الخبيثة و امتدادهم بذرة داعش التي استغلها رموز الفساد السياسي في العراق فكانت تمثل بيدهم اداة تهديد و مصدر رعب يرهبون به عامة العراقيين من جهة ،
و للسرقات المالية من جهة اخرى فقد أسسوا الافواج و السرايا و الفصائل و بقوائم تضم آلاف الاشخاص لكن الحقيقة خلاف ما يصرحون به فأعدادها الصحيحة لا يتجاوز اصابع اليد و بذلك تحدث السرقات و الفساد المالي التي ازكمت روائحها النتنة انوف العراقيين و من هنا يتضح لنا ماذا يكمن وراء داعش و السياسيين الفاسدين في العراق ؟ وتلك حقائق كشفها المرجع العراقي الصرخي الحسني وليس بالوقت القصير ، ففي اللقاء المتلفز الذي اجرته معه قناة التغيير في 18/8/2015 فقد طرح المرجع الصرخي هذه الحقائق المؤلمة فقال ما نصه : (( تبين لكم أن الفتوى فتحت أكبر باب من الفساد و السرقات التي لا يمكن لأحد أن يشير إليها فضلاً عن أن يكشفها و يفضحها و يمنعها فصارت ميزانية الدولة مفتوحة لفساد الحشد و سراقه و كل فاسد أسس مليشيا ولو باسم فقط تضم عشرات الاشخاص لكنه يستلم رواتب و اموال تسليح و تجهيزات لآلاف الاشخاص ، فيجهز العشرات بفتات و يُنزل باقي المليارات في الجيب )) .فالإرهاب و الفساد المالي وجهان لعملة واحدة ،وجه نقش عليه أسم داعش الارهابي بكل ما تعنيه كلمة الارهاب ، و الاخر نقش عليه أسماء رموز ساسة الفساد المالي والفساد السياسي و حقاً لا فرق بين داعش و زمر القيادات و التيارات السياسية الفاسدة وكفانا يا مسلمين ، يا عراقيين نلدغ من جحر واحد مرات و مرات .https://www.youtube.com/watch?v=0X2ghCbEbBY