25 نوفمبر، 2024 4:39 م
Search
Close this search box.

غوغاء فرنسا وأبناء الرافدين

غوغاء فرنسا وأبناء الرافدين

ثار غوغاء فرنسا ،وأطيح بنظام لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت ، القصة ببساطة إن الثالوث المشؤوم الفقر والجهل والمرض ، فتك بالشعب الفرنسي ، حيث كانت هناك فجوة إجتماعية واسعة جدا ، بين طبقتي المجتمع ، الاغنياء والفقراء ، ثار الفقراء ، حطموا كل شيء ، المحاكم كانت في راس كل جادة ، التهمة واحدة ، هذا غني اعدموه ، بل هذا ملبسه نظيف فيعدم ، وكانت المقصلة سيدة الساحة آنذاك .
هدأت النفوس ، بعد أن أصطبغت الأرض بالدم ، ولم ينجوا أحد ، إلا من كان رث الثياب ، حافي القدمين ، جلس الثائرون ، وقالوا : ثم ماذا ؟ وجاء الجواب نشكل حكومة ، ولكن من يقودها ، وهنا ظهر مصطلح حكم الشعب ( الديموقراطية ) , وصار عقد بين الشعب وبين جماعة يتصدون للحكم,  لكن بأمر الشعب ، وكانت بداية الدستور والانتخابات ، وتوالت الاحداث ، وسويت الامور , حتى صارت فرنسا ، أمٌا للديموقراطية .
أبناء الرافدين كان لهم شبه بغوغاء فرنسا ، فقد ظلموا وقتلوا ودفنوا في مقابر جماعية ، كلما ثاروا ، قمعت ثورتهم بأبشع الصور ، حتى أذن الرحمن بالفرج , وسلط على الظالم من هو اظلم منه , وكان ما كان , وبدل أن يتحد الشعب ، عمل البعض على إثارة الفوضى ، وكانت الورقة الطائفية ، هي الاقوى ، كانت كبساط الريح ، ركبها الطامعون ، الذين غرتهم الدنيا ، فطلبوا زخرفها , فركضوا الى الحكم والسلطة ، بقوة من أوصلهم ، فما ان استقروا , نكثوا . 
الناكثين للبيعة مع الشعب ، اتفقوا على اجندة واحدة ، وشعار واحد , بقائنا ببقاء الفوضى ، فبينما شباب بعمر الورد ، يقاتلون بضراوة الاسود ، ليحفظوا عراقا موحدا , يتامر بظلهم من ارتضى أن يكون لعبة تحركها الخيوط من خلف الحدود , متباكين على من يسقط من القتلة , بحجة انتهاك الحرمات ، فيالله والحرمة .
بنفس الوقت ، هناك الصالحين , ممن وفى ببيعته لشعبه ,فتراه مقاتلا حينا ، وحينا يدافع من اجل بناء عراق واحد , وهؤلاء لهم شعار واحد , بقاء الجميع , باتحاد الجميع ,بناء الوطن بتعاون ابنائه , ولأجل ذلك ، لابد من تسوية شاملة . وتصفير للازمات , وفرز الصالح واشراكه في البناء , ونبذ الطالح وتحييده , هكذا أمر يحتاج عقولا وطنية متفتحة , لا عقولا , نصبت مجالس العزاء , لأن أمرا صدر بمنع الخمور . 

أحدث المقالات

أحدث المقالات