ألقاها الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يوم عرفة من جبل الرحمة وقد نزل فيه الوحي مبشراً أنه:(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)
قال: الحمد لله نحمده وستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن (يضلل فلا هادي له)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير. أما بعد أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم فإني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا.(أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم) إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا – ألا هل بلغت اللهم فاشهد، (فمن كانت عنده أمانة فليؤدبها إلى من ائتمنه عليها.)
(أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لأمرئ مال لأخيه) إلا عن طيب نفس منه – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.(فلا ترجعن بعدى كافراً يضرب بعضكم رقاب بعض،) فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وسنة نبيه،) (ألا هل بلغت … اللهم فاشهد.
أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب أكرمكم عند الله اتقاكم،
*نشكو الى الله ولك يا رسول الله اوصيتنا ان لا نرجع بعدك كفارا يضرب بعضنا رقاب البعض ، ودمائنا واعراضنا حرام علينا ، نعم عدنا بعدك يا سيدي و انشأنا الطائفية والعنصرية واجتهدنا بسنن كما يحلو لنا وساعدنا على ذلك اخوة الشيطان ،وتفرقت امتنا الإسلامية والعربية بعد ان استحوذ عليها اشباه رجال سيسوا مبدأ الإسلام وامتهنوا الفساد الامر الذي اباح لعصابات الجريمة المنظمة والمليشيات وداعش التغلغل في بلداننا كلهم جاءوا باسم الاسلام وباسمة يضربون رقاب المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى مذابح بشرية يوميا في معظم بلاد الإسلام والعرب ، الأخ يقتل اخاه باسم المذهبية سباق في الجرائم والفساد ، امة تخلفت عن الأمم اصبح العالم يعرفها بأمة الارهاب . شعوب تموت جوعا وتنتفخ بطون الفاسدين ـاوصيتنا يا سيدي بالأمانة لكنهم يسرقون اللقمة من فم الجائع ويتاجرون بالبشر والمخدرات ويبيعون اوطانهم فلا امانة لهم، لا يؤمنون بكلام الله ان المؤمنون اخوة بل العكس شردوا اخوتهم عنوة من ديارهم.
يعيش العرب والمسلمون اليوم يا سيدي عصراً أراد الفاعلون فيه، محلياً وخارجياً، إقناع أبناء وبنات البلاد العربية والاسلامية بأنّ مستقبلهم في ضمان «حقوقهم» الطائفية والمذهبية، وفي الولاء لهذا المرجع الديني أو ذاك، بينما خاتمة هذه المسيرة الانقسامية، هي تفتيت الأوطان والشعوب، وجعلها ساحة حروب لقوى دولية وإقليمية تتصارع الآن وتتنافس على كيفيّة التحكّم في هذه الأرض العربية والإسلامية وفي ثرواتها.
نعم يا سيدي هناك حتماً أكثريّة لا تؤيّد هذا الطرح «الجاهلي» التفتيتي، ولا تريد الوصول إلى نتائجه الوخيمة، لكنّها أكثرية «صامتة» إلى حدٍّ ما، ومن يتكلّم منها بجرأة يفتقد المنابر الإعلامية والإمكانات المادية، فيبقى صوته خافتاً، أو يتوه هذا الصوت في ضجيج منابر المتطرّفين والطائفيين والمذهبيين، الذين هم الآن أكثر (حظّاً) في وسائل الوصول إلى الناس. لقد جرى (تسيس) الدين، ويتمّ الآن (تطييف و- مذهبة) كل عمل سياسي وعسكري، وهذا بحدّ ذاته يُحوّل الخلافات السياسية وصراعات المصالح، إلى فتن طائفية ومذهبية لا يمكن التنبؤ بنتائجها لقد أصبح فرز (قوى المعارضة) يتمّ عل أسس طائفية ومذهبية في ظلّ التركيز الإعلامي العالمي على التيّارات السياسية الدينية في المنطقة ككل.
إن ما يحدث اليوم في العراق يشكل جزءا من نمط أوسع من العنف سواء كان انتشار ذلك النمط ناجما عن غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة أو نتيجة ما يسمى الربيع العربي الذي انحرف، فإن الطائفية في كامل عنفوانها اليوم ، صراعات عميقة بين الكيانات وجميعها طائفية او عنصرية ان كانت شيعية او سنية او كردية وغيرها ، كلا يدفع عن طائفته حتى لو شارك قسما من أعضائها بجرائم او فساد او تبعية او خيانة يبررونها عمدا ضاربين حساب الوطنية والوطن عرض الحائط ، لا يكترثون لمبادئ الإسلام وخلق وسنن سيدنا محمد علية الصلاة والسلام .يصنعون العثرات واحدة تلو الأخرى امام حكومة الدكتور حيدر العبادي الذي يتطلع لإنقاذ العراق من الإرهاب والفساد والطائفية.وعلى أمريكا والغرب العمل بجد للقضاء على داعش وكبح الغزو الطائفي والعنصري الذي استشرى في المنطقة واصبح الان بركان اذا ما تفجر سوف يعيد المنطقة الى العصور الغابرة ويقضي تماما على كل ما صنعه الانسان لخير البشر وستنشب حروب تحرق الأخضر واليابس وليس لها زمن معلوم وسيخسر الجميع وبالأخص من يحكم العراق وسوريا ودول الجوار كافة، عندها لا ينفع الندم.؟
[email protected]