18 ديسمبر، 2024 9:03 م

أحضان دافئة .. ولكن !

أحضان دافئة .. ولكن !

اثنا عشر يوماً بالتمام والكمال الفترة الزمنية المتبقية على زيارة لجنة التقييم الدولية لتقييم الوضع الأمني و تفتيش المنشآت العامة وسلامة الملاعب في كربلاء والبصرة واربيل تمهيداً لرفع الحظر الجزئي عن المباريات الودية ، وبعيداً عن المزايدات الفارغة واليافطات الوطنية التي لا يعمل بها البعض ويتخذها غطاءً للرشوة و الفساد المالي والإداري ، وقريباً من الواقع الذي يحاول البعض مجانبته دون المرور به حتى وان كان بعجالة سريعة و إن أغمضنا عيناً و فتحنا عينا واحدة لنشاهد على اقل ( تبرير ) لا يجدي نفعاً اللامبالاة الموجودة لدى الحكومة المحلية في كربلاء و انشغالها بما هو أفسد و أمر من تعبيد شارع مؤدٍ الى ملعب كربلاء الدولي و طمر ( المقالع ) المحيطة به و إيجاد الحلول الناجعة و الآنية لسكن العشوائيات التي تتكاثر و تزداد يوما بعد يوم و تحولها الى مدينة متكاملة ، و نصب أعمدة الإنارة في الطرق المؤدية إلى الملعب ولا سيما القريبة منه ، لكونها لا زالت مظلمة ليلاً و موحشة جداً عند انتصاف الليل ، مع يقيننا إن الرياضة والكرة القدم تحديداً ليست بذات الأهمية لدى المتأسلمين و الباحثين عن المزايا الدنيوية و ذنوبها بل باتت بالنسبة لهم جوانب ثانوية غير المهمة والواقع يؤكد ذلك ، فضلا عن افتقار المدينة المقدسة لمطار دولي هو من أهم متطلبات وشروط لجنة التقييم !! ، 
والحال ذاته في البصرة وحكومتها التي لا زالت تغض الطرف عن مناشدات و مطالب الإعلام الرياضي والجمهور في ضرورة مد يد التعاون والمساندة في توفير الخدمات و تجفيف المسطحات المائية الآسنة المنتشرة على الأرصفة وبين الطرقات و إيجاد حلاً للمنطقة العشوائية المحيطة بالمدينة الرياضية و تعبيد الطرق و توفير الماء الصالح لأبناء المدينة وغيرها من الخدمات الجوهرية التي تفتقر لها البصرة الفيحاء ، اما مدينة اربيل فقد تأثرت مفاصلها و منها الرياضة بشكل سلبي كبير بالضائقة المالية و الحرب مع داعش واغلب الفرق الكروية التي تواجدت على ملعب فرانسو حريري شخصت لنا بعض النواقص التي يعاني منها الملعب وقد لا تكون بالكبيرة والجوهرية لكن تحتاج الى أموال مناسبة لاجل اعادة الروح لها ولا سيما ان اللجان التفتيشية تبحث عن ادق التفاصيل لكن في الوقت نفسه قد تكون اربيل هي الأوفر حظاً عن كربلاء و البصرة وهذا ما يفرضه الواقع وتتحدث عنه المعطيات الحقيقية ، وهل الوقت المتبقي على زيارة لجنة الخبراء كاف لانجاز هذه الأعمال ام سنقوم بتقديم تعهدات و نبصم بالعشرة مثلما بصمنا وقدمنا تعهداتنا في قضية بطولات الخليج العربي ولم ننجز منها شيئاً .  افهموها جيداً وكونوا أكثر واقعية ومنطقاً فان رفع الحظر ليس مجرد ملعب ومدرجات و لافتات ملونة ، و توسلات رخيصة تصيب كرامتنا بمقتل ،  وأحضان دافئة وعناق حار بين مسؤولينا ومسؤولي فيفا ، فالأمر يتعدى حدود كسب عاطفة الاخرين و يتجاوز الاعلام ويافطاته برغم أهميته المساندة والفاعلة للغة الواقع والأرقام الملموسة ، و تفعيل التحرك الدبلوماسي على دول الخليج التي تتحكم بمقاليد الكرة الآسيوية وحتى الدولية و ضرورة كسبها لصالح العراق في هذا الملف المهم والخطير ، و مع إيماننا بالأنفاس الوطنية التي تحركت بهذا الاتجاه ،  لكن في الوقت نفسه علينا ترميم بيتنا من الداخل و انتظار النصر العظيم على داعش ومن لف لفه قبل أن نسير بهذا الطريق الشائك والمتشعب والمملوء بالمطبات والعراقيل الداخلية قبل أن تكون خارجية  وربما حينها سنكون مهيئين بشكل تام و نرفع الحظر بملء ارادتنا و بحجم حبنا لبلدنا و رياضته ، و بحجم كرهنا للفساد والفاسدين .