22 نوفمبر، 2024 2:29 م
Search
Close this search box.

تطور اللغة عند الانسان يحير العلماء

تطور اللغة عند الانسان يحير العلماء

1-في سنة 1866 تضمن القانون التأسيسي لجمعية باريس اللغوية الفقرة الاتية: لن تقبل الجمعية اية مراسلة تتعلق بأصل اللغات او تتعلق بإيجاد لغة عالمية وكان قبل ذلك ب 7 سنوات فقط قد نشر داروين كتابه عن اصل الانواع وقد حيره التطور اللغوي الموازي للتطور الجسدي. وبما ان الجمعية اعلاه لها توجهات كاثوليكية فقد منعت الخوض في تطور واصول اللغات.
2-وبعد مرو اكثر من قرن من الزمن لم نسمع الكثير عن تطور اللغة حتى بالرغم من كون تفسير تطور كل الظواهر الحياتية سواء كانت جسدية او سلوكية قد اصبحت في ذلك الزمان من الامور المألوفة
3-اما الان فان النقاش في تطور اللغة اصبح من الامور الحيوية ولكن مازال هناك عدم وجود اجماع على كيفية وسبب تطور اللغة. وقلما يوجد هناك أي اتفاق على تطورها اصلا على اساس انها منتج خاص من منتجات الاختيار الطبيعي التدريجي
4-ومن الاشخاص الذين تفادوا الخوض في ذلك هو نعوم تشومسكي حيث بقيت هذه الشخصية البارزة في علم اللسانيات الحديث لعدة عقود من الزمن ترفض الانجرار الى التنظير حول ظهور اللغة عند البشر حيث يعتقد تشومسكي انه بالرغم من تطور اللغة بالمعنى العام يستحيل علينا معرفة الكثير عن ذلك
5-الكلام لا يخلف متحجرات ويعرف العلماء المختصون انه عندما بدا عقل الانسان بالتطور الى حجمه الكبير بشكل غير عادي ولكن لا يعلمون كيف بدأت تلك المخلوقات بتوظيف ذلك العقل في استخدام اللغة . وشارك في النقاش ستيفين جاي غولد وهو عالم احياء احدث ثورة في مجال اختصاصه ومحبوب كثيرا لكتاباته المعروفة تدخل في مناقشة هذا الموضوع وقال ان اللغة هي اشبه بالفراغ الكائن فوق المدخل المقوس للمبانى.. استعار هذا المصطلح من فن النحت حيث ان هذا الفراغ بين طرفي القوس بمرور الزمن يزين بمظاهر لها خصوصيتها . وبالطريقة ذاتها تقريبا كان غولد يعتقد ان العقول الكبيرة وتزايد الذكاء يشكلون هذه المظاهر. وكانت القدرة على تحويل هذه المظاهر الى عمليات اتصال بسيطة او معقدة كانت هو ما حدث لتلاحم طرفي القوس
6-في سنة 1990 اثار الكاتبان ستيفين بينكر وبول بلوم من معهد ماتسيسوس للتكنلوجيا في مقال كتبها قضية خلافية بشكل مدهش . في رأيهما ان اللغة بطبيعة الحال قد تطورت على طريقة داروين العادية وبشكل بطيء اولا كنتيجة للتحولالتغير العشوائي ولكن اعطت البشر ميزة او فائدة امكانية البقاء وهذه الميزة كانت كل انسان مولود جديد لا يحتاج لان يعرف معلومات قيمة بالخبرة المباشرة ولكن يمكن ان يتعلمها من اولئك الناس قبله تدريجيا مثل كل هذا وليس ذاك او هذا الحيوان خطر او هكذا يمكن ان نصنع فأسا . وبالرغم من عدم استطاعة احد القول ما هي المراحل بين نشوء البكاء عند الانسان وبين النحو الحديث المعقد الا ان السيدين بينكر وبلوم كانا واثقين من الافتراض ان تلك المراحل بدأت تحدث بالتدريج
7-اما تشومسكي فقد توصل الى حل مختلف وغير عادي وهو ان تحول واحد فقط في احد البشر اعطى لذلك الشخص قدرة سماها تشومسكي “الدمج”. هذه القدرة ليست للاتصال ولكن للافكار. أي انها (القدرة) تسمح بتركيب افكار ابسط الى افكار اكبر واكثر تعقيدا وان هذه الافكار المعقدة كانت هي ميزة البقاء الحقيقة. والجزء الانساني الحقيقي من هذه اللغة -القدرة على تجميع وحدات صغيرة (الكلمات والعبارات ) وتحويلها الى وحدات اكبر (العبارات والجملة الصغيرة والكبيرة) في رأيه منتج ثانوي مفيد. . وبالرغم من ان تلك ليس من عبارات تشومسكي يمكن للمرء ان يسمي الكلام الفراغ بين طرفي القوس والتفكير هو القوس الاصلي ذاته
8-وما اثمر عنه هذا البحث هو التركيز على عناصر اللغة التي يشترك فيها الانسان مع ابناء عمومته من الحيوانات. فالطيور يمكن ان تستعمل عدد محدود من الوحدات من اطلاق سلسلة من الاصوات المختلفة كما يفعل الانسان مع الكلمات.. وبإمكان القرود بمختلف انواعها ان تتعلم المئات من اشارات اليد وحتى الجمع بينها بطريق بدائية و لكن خلاقة ويعتقد ما يكل كوربوليس عالم نفس من جامعة اوكلاند ان الاشارات علامة من علامات ظهور اللغة المعقدة وهي نظرية سيقوم توسيعها في كتابه ( الحقيقة حول اللغة) الذي سينشر السنة القادمة . لغة الاشارة في الحقيقة لها كل تعقيدات اللغة المنطوقة وحتى الاطفال الصم نراهم يستخدمون اياديهم مثلما يرون الاطفال يستخدمون أفواههم
9-ان قيام عقول متعددة وشهيرة في هذا الميدان من امثال تشومسكي وبنيكر وغولد بأبداء اراء مختلفة يمكن ان يمثل فشلا علميا غريب او قد يفهم على كونه تذكير جذاب بانه حتى اذا العلم ترك ألغاز الخلق وامثال ذلك من القصص تركها في الماضي فان بعض المشاكل مثل امور الوعي بالإضافة الى اللغة تبقى صعبة الحل وذلك يرجع بالضبط الى كونها امور بشرية تخص البشر. ولا بد من القول ان ما من احد مطلقا قال ان دراسة العقل البشري المذهل ان هذا العقل ذاته شيء بسيط وسهل
ترجمة بتصرف عن الإيكونيميست البريطانية

أحدث المقالات