22 نوفمبر، 2024 10:08 م
Search
Close this search box.

الصائح وثنائية الحرية والمسؤولية في الاعلام 

الصائح وثنائية الحرية والمسؤولية في الاعلام 

نال الباحث الشاعر والاعلامي عبد الحميد الصائح مؤخرا شهادة الدكتوراه من الجامعة الامريكية في مصر بدرجة إمتياز مع مرتبة الشرف في الاعلام عن اطروحته  – الاعلام وتشكيل الرأي العام – حدود الحرية والمسؤولية ( الاعلام العربي نموذجا ) ..وتجربة الصائح الطويلة في الاعلام تجعلته جديرا بامتياز ايضا ، لتناول هذه الثنائية المتلازمة  التي يدور حولها جدل طويل ( الحرية والمسؤولية ) وحدودهما في الاعلام بدراسة علمية ويستخلص منها ما يعزز الجانب الاكاديمي  ويخرج باضافات مهمة  تغني هذا الاختصاص .. 
وهذان المفهومان ( الحرية والمسؤولية ) مترابطان ، ويشكلان  جناحا الاعلام ، وبدونهما لا يمكنه التحليق  في هذا الفضاء الواسع الذي لم تحده اليوم موانع ، أو حدود ، أوتضاريس  الارض الجغرافية على وسعها  ، أو  تضعف قوته القوانين الضاغطة على تشعب مذاهبها السياسية …
 وفقدان أحد الجناحين يعني شل حركة الاثنين ، ويتحول الطائر الى زاحف على الارض ، أو في أقصى محاولاته القفز الى الاعلى  بقدمين ليس مهمتهما الطيران  … وهذا يعني ..أن ترابط  الجناحين  يجعلهما يؤديان مهمة واحدة ، ولا يمكن لاحدهما أن يستغني عن الاخر أو يؤدي مهمته ..والحرية هي فضاء ذلك الطائر ….ومسؤوليته الطيران فيه ..   ولذلك  فإن المسؤولية  في الاعلام ، ليست مواثيق وعهود وتعهد وقانون فقط ، بل هي وعي بمهمة الوسيلة الاعلامية قبل كل شيء ، ولذلك لا تعد خاصة ، وان كانت ملكيتها شخصية ، لأن مهمتها عامة ، وتحمل رسالة ، بدونها تتحول الى تجارة مواقف ، او سبب لكسب مادي … لقد ساعدت الثورة التكنلوجية والرقمية  في  توسع سلطة الاعلام وحريته وقاعدته المهنية  وادواته ، ولكنها  زادت من مسؤوليته في الوقت نفسه لنقل الحقيقية ، وسط هذا الكم الهائل  والتنافس  الكبير بين الوسائل  الاعلامية التي تمتليء بها  الارض ، ويزدحم بها الفضاء ، وجعلت سلطة الحكومات تنحسر في السيطرة المطلقة عليه ، او في الخلاص من رقابته … 
لقد  تنبهت الدول المتطورة  الى هذه الانتقالة الكبيرة ، على العكس  من بعض دول العالم الثالث ، ومنه العرب ، وعرفت ان سلطة ( الريموت كونترول ) هي الاقوى  اليوم  من الرقابة ،  وهي مقياس  القبول والرفض  والقناعة ، ولا تحتاج من المتلقي اكثر من ( ضغطة ) على هذا الجهاز السحري ليبحث عن الحقيقة كما هي دون تزويق …
 تهنئة للدكتور الشاعر  الصائح …وعندما أكتب كلمة ( دكتور ) الى جوار إسمه هذه المرة لا يعترض بلغته المؤدبة المعهودة  ويقول ( أنا مو دكتور ) ، كما إعتاد أن يسمعها المشاهد منه ، عندما يخاطبه ضيوفه في برنامجه الرائع ( المختصر ) بالدكتور ، بعد أن  اصبجت حقيقة نالها  باستحقاق وابداع .. 
نبارك  للصديق الصائح  هذا الجهد الاصيل الذي يشكل اضافة نوعية متميزة  الى المكتبة الاعلامية العربية والعالمية ..                      0000000000000000

أحدث المقالات