5 نوفمبر، 2024 6:27 ص
Search
Close this search box.

ماهي أسباب العداء والاستهتار السعودي بالعراق ؟!

ماهي أسباب العداء والاستهتار السعودي بالعراق ؟!

ليست هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة في سلسلة الاعتداءات السعودية المجرمة ، فالعداء السعودي للعراق بات متأصلا ولم يعد هناك اي مجال للمصالحة القومية أو أي محاولة لاعادة ترتيب البيت العربي الا بزوال أحد الأطراف ؟ وكل المؤشرات السياسية تشير الى هبوب رياح التغير بعاصفة صحراء جديدة التي ستقلع حواضن التطرف الديني والتكفيري في العالم المتمثل بالثنائي المتحالف من الحركة الدينية الوهابية مع أسرة آل سعود ، هذه المصالح المتبادلة تمثلت في ( الدين للوهابية ) و( الحكم لال سعود ) ؟ علما ان هذا التوافق قديم ويمتد بجذوره الى العام 1801 حيث يقول عثمان بن بشر النجدي في كتابه “عنوان المجد في تاريخ نجد” بهذا الصدد أن ابن سعود ارتكب مذبحة في كربلاء عام 1801 و قاموا بتدمير الأضرحة  وسجل النجدي بفخر تلك المذبحة قائلا ” أخذنا كربلاء واسرنا وذبحنا أهلها  فالحمد لله رب العالمين ولا نعتذر عن ذلك ونقول وللكافرين أمثاله ؟! كما انهم دمروا مقبرة جنات البقيع في عام 1925م وكانت تحوي رفات أربعة من أئمة الشيعة الاثني عشرية .
فالسعودية نظام طائفي وهابي يكفر الجميع ولا يؤمن بالنظم الديمقراطية ، ولا ننسى ان وجود العراق الديمقراطي القوي سيدفع الشيعة المظلومين في السعودية والبحرين بالمطالبة بحقوقهم المسلوبة ..   

لذا تبذل المملكة جهوداً استثنائية بدعم الحركات الارهابية السنية كالقاعدة والنصرة وداعش لنشر ثقافة العنف والتطرف والكراهية بمحاربة الديمقراطية في العراق والبلاد العربية الأخرى ، لتبقى مسيطرة هي على القرار العربي وشؤون منطقة الشرق الأوسط باتباعها أساليب حقيرة تكمن في شراء الذمم كما حدث في تغير قرارات دولية  بعينها  بشهادة السيد بان كي مون وحديثه الصريح عن نجاح الريال السعودي في شراء بعض المواقف الدولية التي لها تأثير مباشر على سياسة المملكة ! كما ان استخدام الورقة الطائفية بالدفاع عن حقوق اهل السنة في مختلف الدول العربية ومنها العراق أحد أهم العوامل لبقاء هذا النظام الطائفي . ويبقى أن نذكر الجانب السعودي الذي يدعي انه يدافع عن أهل السنة في العراق  بان ايران الشيعية هي اول دولة باركت بتحرير الفلوجة السنية في الوقت الذي أمتنع آل سعود من تقديم التهاني وأصروا على دعم 250 مؤسسة سعودية (خيرية ) تجمع الأموال وترسال الانتحاريين الى العراق !! وأخير علينا ان لا نهمل العامل الاقتصادي الذي له الدور المؤثر في استعداء العراق ؟ خاصة لو علمنا ان العراق يمتلك ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم وهذا ما يؤهله من سحب البساط من الدولة النفطية الأولى في العالم مما سيشجع دول كثيرة أخرى تقف على رأسها اوربا والولايات المتحدة للاستغناء عن النفط السعودي والخلاص من مملكة الشر بتشجيع الانقسام الداخلي ودعم الامراء المتذمرين من حكم سلمان ونجله المتهور ؟
وعليه، فلا غرابة أن يتعهد الملك السعودي بصرف 200 مليار دولار لزعزعة الوضع السياسي في العراق ومنعه من التعافي، وذلك بصب الزيت على الفتن الطائفية والعنصرية، ودعم الكتل السياسية التي رضيت أن تكون مطية للأجانب والتضحية بالعراق لصالح السعودية مقابل الدعم المالي والسياسي التي تتلقاها قيادات هذه الكتل المناهضة للتحالف الوطني الشيعي ..

ان اهم أسباب التطاول والاستهتار السعودي في العراق هو حالة الانقسام الداخلي والشرذمة التي رافقت القوى السياسية العراقية الحاكمة والتي كان لأل سعود سببا في ذلك التصدع والانهيار ؟ اضافة الى عدم أهلية واستعداد  بعض القيادات السياسية لسدة الحكم ؟ وابتعادهم الكلي عن ارادة الشعب ورغباته في اتخاذ القرارات المصيرية بحسم الملفات المهمة كالملف الكردي والاستفزازت البرزانية المتكررة  للدولة العراقية التي افقدها هيبتها ! اضافة الى العنتريات الاردوغانية التركية التي تجاوزت كل الأعراف والحدود مما أثار حنينا لنظام صدام الديكتاتوري وان كان ذلك مؤقتا ومزيفا ؟! واما الملف السعودي القطري فله تأثير مباشر على مزاج الشارع العراقي بالأخص على الطائفة الشيعية التي ضاقت بهم ذرعا ؟ ولو ترك الأمر بيد شيعة العراق لعبروا عن سخطهم وزحفوا على بطونهم وتجاوزوا الحدود العراقية السعودية وأفرغوا غلهم وآلامهم في صعاليك السعودية ؟!  وبالتأكيد لم تكن تصرفات الادارة الأمريكية في العراق بعيدة عن هذه الملفات ؟!! كل هذه العوامل والملفات مجتمعة أضعفت الموقف الرسمي العراقي وشكلت حاجز كبير بين المواطن والمسؤول ؟!  

وأخيرا علينا ان لا نعول كثيرا على أي قرار رسمي عراقي لانه وللاسف الشديد ضعيف ومصادر ؟ وسيبقى العراق في دوامة الحروب والنزاعات طالما بقي آل سعود والوهابية على سدة الحكم ؟!

 سينتهي داعش باذن الله ولكن مخلفات داعش باقية في العراق ولا سبيل للخلاص منها الا بوحدتنا ونزاهتنا وثباتنا .. لست متشائما ولكنها الحقيقة التي يخشاها الجميع !!

أحدث المقالات

أحدث المقالات